قوات أوروبية في غزة.. الخطة الأمريكية لإعادة تقسيم القطاع بعد الدمار
قوات أوروبية في غزة.. الخطة الأمريكية لإعادة تقسيم القطاع بعد الدمار
كشف وثائق من القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم) عن خطة لإرسال قوات أوروبية إلى قطاع غزة، تضم مئات الجنود البريطانيين والفرنسيين والألمان في قلب القوة.
ومع ذلك، وصف أحد المصادر الخطة بأنها "غريبة"، مشيرًا إلى أن قليلًا من القادة الأوروبيين سيخاطرون بإرسال جنودهم إلى غزة.
اعترف مسؤول أمريكي بأن الوثائق تحتوي على "عديد من الأخطاء" وأن التخطيط ما يزال "دائم التغير وغير مستقر".
وحتى الآن، عرضت إيطاليا فقط تقديم قوات محتملة، في حين تم ذكر الأردن كداعم محتمل أيضًا، رغم أن الملك عبد الله الثاني رفض هذا بشكل قاطع.
إعادة تقسيم غزة: "المنطقة الخضراء" و"المنطقة الحمراء"
ووفقًا للمخطط الأمريكي، يتم تقسيم قطاع غزة إلى منطقتين: "المنطقة الخضراء" تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية والدولية، حيث ستبدأ عمليات إعادة الإعمار، و"المنطقة الحمراء" التي ستظل في حالة دمار.
يتوقع أن يتم نشر قوات أجنبية جنبًا إلى جنب مع الجنود الإسرائيليين في شرق غزة، حيث سيتقاسمون السيطرة على القطاع المدمر باستخدام "الخط الأصفر" الحالي الذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وقد صرح أحد المسؤولين الأمريكيين قائلًا: "بالتأكيد، كنا نود توحيد كل شيء، لكن هذه هي الرغبة".
التحديات والآراء المتباينة حول نشر القوات
تشير الوثائق إلى أن القوة الدولية الخاصة (ISF) ستعمل فقط في "المنطقة الخضراء"، على أن تبدأ بنشر محدود لبعض المئات من الجنود وتتمدد تدريجيًا لتصل إلى نحو 20 ألف جندي.
ولكن، لن تعمل هذه القوات غرب "الخط الأصفر"، حيث يقوم حماس باستعادة سيطرته.
وستعمل القوات الأجنبية بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية المنتشرة على طول خط السيطرة، وهي مهمة قد تثير القلق في الدول المساهمة.
كما أن الجيش الإسرائيلي يعتزم "مراجعة الشروط للانسحاب" في وقت لاحق دون تحديد جدول زمني.
إعادة الإعمار كاستراتيجية جذب للسكان الفلسطينيين
تستند الاستراتيجية الأمريكية لإعادة توحيد القطاع إلى إعادة الإعمار داخل "المنطقة الخضراء" لجذب المدنيين الفلسطينيين إليها.
ويأمل المسؤولون الأمريكيون في أن يؤدي نجاح هذه المنطقة إلى تحفيز السكان الفلسطينيين للانتقال إليها، حيث قال أحد المسؤولين: "عندما ينتقل سكان غزة إلى هناك ويبدؤون في الازدهار، سيقول الناس: 'مرحبًا، نريد ذلك'".
مقارنة مع الفشل في العراق وأفغانستان
ومع ذلك، تثير الخطة العديد من المقارنات مع الفشل الأمريكي في العراق وأفغانستان، حيث أصبحت "المناطق الخضراء" هناك رمزًا لانسحاب القوات الغربية من العنف الذي كانت مهمتها تسببت فيه.
وتعتبر الحاجة إلى إعادة الإعمار أمرًا عاجلًا، حيث تعرض أكثر من 80% من المباني في غزة، بما في ذلك جميع المدارس والمستشفيات تقريبًا، للتدمير أو الأضرار. يعيش أكثر من مليوني شخص في "المنطقة الحمراء" المزدحمة.
التحديات المستقبلية والقلق الدولي
بينما تستمر خطط الإعمار والنقل إلى "المنطقة الخضراء"، يبقى السؤال الأهم حول كيفية التعامل مع تحديات الأمن والإنسانية التي تلوح في الأفق، في ظل استمرار القتال والدمار المستمر.

العرب مباشر
الكلمات