ثروت الخرباوي: الإخوان مشروع صدامي يرفض الوطن ويستغل الديمقراطية لهدمها

ثروت الخرباوي: الإخوان مشروع صدامي يرفض الوطن ويستغل الديمقراطية لهدمها

ثروت الخرباوي: الإخوان مشروع صدامي يرفض الوطن ويستغل الديمقراطية لهدمها
جماعة الإخوان

في ظل التحديات المتصاعدة التي تفرضها الحركات الأيديولوجية العابرة للحدود، أصدر مركز صواب – المبادرة المشتركة بين حكومتي دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية – ورقة بحثية جديدة تناولت جماعة الإخوان المسلمين. التقرير سلط الضوء على طبيعة الفكر الإخواني وآليات تمدده، محذرًا من أن هذه الجماعة لا تزال تمثل خطرًا بنيويًا على استقرار الدول الوطنية من جهة، وعلى القيم الديمقراطية الليبرالية في الغرب من جهة أخرى.



الورقة البحثية أكدت أن الإخوان يرفضون بشكل صريح مفهوم الهوية الوطنية، معتبرين أن الولاء للدولة يتعارض مع مشروعهم الأممي الرامي إلى إقامة "خلافة عالمية". هذا التوجه يجعلهم في حالة صدام دائم مع الدولة الوطنية الحديثة، ويضعهم على طرف نقيض مع قيم المواطنة والانتماء.


كما شدد التقرير على أن الجماعة طورت أسلوبًا بارعًا في المراوغة الدلالية عبر خطاب مزدوج؛ فهي تخاطب الرأي العام الدولي بلغة الديمقراطية والاعتدال، بينما تعزز في خطابها الداخلي أفكار السيطرة الأيديولوجية والتمسك بأهدافها المتشددة. هذه الازدواجية منحتها قدرة على التمدد داخل بيئات مختلفة، والظهور في صورة كيان سياسي طبيعي بينما تخفي أجندتها الحقيقية.


ورغم ما تعرضت له الجماعة من انحسار في الشرق الأوسط، فإن مركز صواب أشار إلى نجاح الإخوان في ترسيخ حضور مؤسسي في الديمقراطيات الغربية، من خلال العمل عبر المنظمات غير الحكومية، وممارسة الضغط السياسي، وبناء شبكات نفوذ داخل المؤسسات. هذا التغلغل لا يهدد فقط الأمن الفكري، بل يعرض القيم الليبرالية نفسها للخطر عبر تقويضها من الداخل.


وفي مداخلة مهمة، تساءل الخبير Fischberger: "إذا كانت الولايات المتحدة على دراية بهذه الحقائق، فلماذا لم تُصنّف الجماعة كمنظمة إرهابية حتى الآن؟"، داعيًا الكونجرس الأمريكي إلى الإسراع في تمرير تشريعات توقف تمدد الإخوان وتضع حدًا لأنشطتهم.

وقال الكاتب والمفكر ثروت الخرباوي، القيادي السابق المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن الورقة البحثية الصادرة حديثًا عن مركز صواب – المبادرة المشتركة بين الإمارات والولايات المتحدة – حول الجماعة، تمثل جرس إنذار جديد يضاف إلى التحذيرات المتكررة بشأن خطورة فكر الإخوان وممارساتهم.

وأوضح الخرباوي - لـ"العرب مباشر" - أن جوهر فكر الجماعة يقوم على رفض الدولة الوطنية، باعتبارها كيانًا يناقض مشروعهم الأممي لإقامة "الخلافة"، وهو ما يجعلهم في حالة عداء دائم مع فكرة الوطن والمواطنة. وأكد أن الجماعة لا تعترف بالحدود الجغرافية ولا الانتماء الوطني، بل تسعى لفرض هوية عابرة للحدود تُذيب المجتمعات داخل مشروعها العقائدي.


وأشار إلى أن أخطر ما يميز الإخوان هو قدرتهم على المراوغة والتمويه؛ فهم يتحدثون بلغة الاعتدال والديمقراطية أمام الإعلام والغرب، بينما يرسخون في أدبياتهم الداخلية أفكار السيطرة والاستعلاء الديني والتوسع على حساب استقرار الدول. وأضاف: "هذا الخطاب المزدوج مكّنهم من التغلغل في مؤسسات عديدة داخل الشرق والغرب، ومنحهم مساحة للحركة رغم طبيعتهم المتطرفة".


وشدد الخرباوي على أن الإخوان يستغلون فضاءات الحرية في الغرب لتأسيس منظمات ومراكز ضغط تُستخدم كأدوات نفوذ سياسي، ما يشكل تهديداً خطيراً للقيم الديمقراطية من الداخل. واعتبر أن تجاهل هذه الحقيقة، وعدم تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية حتى الآن، يفتح الباب أمام تمددها وتجذّرها داخل المجتمعات الغربية.


وختم بالقول إن الورقة البحثية لمركز صواب تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، لكنها في الوقت ذاته تؤكد أن المعركة مع الإخوان ليست فكرية فقط، بل معركة وجودية تمس استقرار الدول وأمنها القومي، داعيًا إلى مواجهة فكر الجماعة إعلاميًا وتشريعيًا وأمنيًا قبل أن يفرض واقعه على الشعوب.