بسبب تدخلات قطر وتركيا.. الشعب الصومالي يواجه مستقبلاً قاتماً في 2021

بسبب تدخلات قطر وتركيا.. الشعب الصومالي يواجه مستقبلاً قاتماً في 2021
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر

مع اقتراب انتخابات الرئاسة الصومالية التي ستجرى في شهر فبراير المقبل وسيطرة قطر على المشهد السياسي يخشى الشعب الصومالي من أنباء تدخلات تركيا في الشأن الصومالي؛ ما قد يهدد بالمزيد من الفوضى وأن يكون عام ٢٠٢١ هو الأسوأ في تاريخ البلاد التي مزقها الإرهاب والحروب الأهلية. 

تهديد تركي قطري

بالنسبة للصوماليين، قد لا يبشر العام الجديد بالسلام؛ حيث تتصاعد التوترات عشية انتخابات برلمانية ورئاسية ساخنة، وفقا لما نشره موقع "أحوال" التركي.


كما أن إعلان إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من الصومال بحلول يناير لا يمكن أن يكون أسوأ من حيث التوقيت، وسيشكل تحديات خطيرة للصومال؛ حيث يبحث مقاتلو الشباب عن فرصة في موسم الانتخابات المضطرب. فالهجوم الانتحاري الأخير الذي استهدف رئيس الوزراء -وقتل ثلاثة من كبار القادة- يشير إلى مدى هشاشة البنية التحتية الأمنية الصومالية.


وتشعر المعارضة الصومالية بالقلق من التدخل التركي من خلال الدعم المسلح لقوات شرطة حرماء الخاصة، التي استخدمت مؤخرًا الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين في مقديشو. 


كما تلقى الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو الدعم من تركيا وقطر وإثيوبيا.


وقد يتحول التدخل الدولي في هذه الفترة الزمنية الحساسة إلى كارثة بالنسبة للصومال التي مزقتها الحرب، وكذلك خطط الحكومة التركية لإرسال 1000 بندقية هجومية من طراز G3 و150 ألف رصاصة إلى الحرم. 


وتحتفظ تركيا بأكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج في الصومال، كما زادت الحكومة التركية من استثماراتها في الصومال كجزء من توقعاتها للقوة في البحر الأحمر، وذلك نتيجة تفاقم الأزمة في الخليج في أعقاب المقاطعة العربية لقطر في عام 2017. 

رهان تركي خاسر

وبسبب موقعها الإستراتيجي، يُنظر إلى الصومال على أنها دولة بالغة الأهمية لحماية "الوطن العربي"، وبالتالي فإن عرض تركيا لعضلاتها قد أزعج العالم العربي بشدة. 


وأسفرت المنافسة الإقليمية على القرن الإفريقي عن ثورة السودان لعام 2019، التي أنهت 30 عاماً من حكم عمر البشير، حليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المقرب.


كانت خسارة السودان ضربة كبيرة لأنقرة، ومع ذلك، عززت الحكومة التركية من تواجدها في طرابلس ضد نفس الخصوم الإقليميين.


لكن تركيا تواجه تحديًا حقيقيًا هذه المرة في الصومال إن الرهان بقوة على نظام فرماجو من خلال تعزيز الشرطة الخاصة قد يأتي بنتائج عكسية، لأن البنية الأمنية الصومالية هي الأكثر هشاشة بتدخلات سافرة من تركيا وقطر؛ ما سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار الذي قد يؤدي إلى تفكك الخصومات العشائرية. 


مثل هذا السيناريو لن يفيد إلا حركة الشباب والجماعات المتطرفة الأخرى بما في ذلك تنظيم داعش في القرن الإفريقي، ويزيد من تورط قطر وتركيا مع التنظيمات الإرهابية في القارة الإفريقية.