زلازل وفيضانات.. مخاوف كارثية تواجه الحكومة الجزائرية

مخاوف كارثية تواجه الحكومة الجزائرية

زلازل وفيضانات.. مخاوف كارثية تواجه الحكومة الجزائرية
صورة أرشيفية

التغير المناخي أخطر ما يضرب مناطق حوض البحر المتوسط، وخلال السنوات الماضية كانت البلدان الإفريقية في الشمال شاهدة على عدة حرائق غابات وغيرها من التغيرات المناخية التي طالت البلدان وأثرت بشكل كبير على زيادة الكوارث الطبيعية.

ومؤخراً كانت الجزائر من البلدان التي تعاني بشدة، حيث تعيش الجزائر على تحذيرات شديدة من فيضانات وزلازل قد تبدو مستقبلاً مميتة مثلما حدث في درنة بليبيا في الأشهر الماضية التي أخفت نصف المدينة.

الخطر الذي يهدد الجزائر

وفي تقرير أعده البنك العالمي بتعاون مع الحكومة الجزائرية، يخص الكوارث الطبيعية الكبرى، أن الفيضانات والزلازل لا يزالان يمثلان الخطر الرئيسي الذي واجهته الجزائر في الـ50 سنة الماضية.
وفي سبتمبر الماضي قامت سلطات البلاد بإرسال جهاز للإنذار المبكر؛ استعداداً لمواجهة ظواهر طبيعية محتملة، وأوضح التقرير أن الفيضانات باتت أكثر شيوعاً في الجزائر، بينما خلفت الزلازل أكبر عدد من الخسائر البشرية والمادية.

وقد تكررت هذه الأزمات التي تقتل كل سنة 127 شخصاً، وتمس 37 ألف شخص، وتكلف الدولة خسائر بقيمة 173.7 مليون دولار.

معاناة الجزائر مستمرة 

ومنذ 1950 ضربت الجزائر 83 كارثة طبيعية، خلفت أكثر من 8600 ضحية، وخسائر مادية تفوق 11 مليار دولار، بينما فاق عدد الأشخاص الذين تضرروا منها 2.5 مليون.

وتأثير الكوارث التاريخية يعكس جزئياً فقط المخاطر التي تتعرض لها البلاد، فالخسائر المحتملة قد تتضاعف إلى 0.7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً في المتوسط، ويرجع ذلك جزئياً إلى القدرات التدميرية لحدث زلزالي كبير في مناطق حضرية خصوصاً في العاصمة.

وتأخذ الفيضانات في الجزائر أشكالاً مختلفة، وفقاً لدراسة البنك الدولي، فهناك الفيضانات البطيئة والتدريجية، وفيضانات الوادي السريعة، والفيضانات المفاجئة، وجريان مياه الأمطار في المناطق الحضرية، وصعود المياه والغمر البحري.

كذلك الأزمات التي وقعت في الجزائر بين 2001 2011، والتي قتلت 921 شخصاً وكلفت 890 مليون دولار، هي من بين 10 كوارث أكثر فتكاً وأكثرها تكلفة في القارة الإفريقية في السنوات الـ50 الماضية.

وأكد الخبير في العلاقات الدولية والجيوسياسية الدكتور، إدريس عطية، أن دول حوض المنطقة تعاني بشدة من تداعيات تغير المناخ، وهو ما تم رصده مؤخراً في زلزال المغرب الذي ضربها وتسبب في كارثة كبرى منذ 3 أشهر، وهناك أيضاً حرائق الغابات التي باتت تهديداً للجزائر بشكل كبير ويحدث سنويا.

وأضاف عطية في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن هناك تغيرات واضحة والمنطقة تشهد جفافاً قاتلاً يؤثر على الطبيعة السكانية التي بدورها أصبحت تحت تهديدات الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، وبات هناك محاصيل غير موجودة والمنطقة في نقطة خاصة بالزلازل.