إيران.. العطش يهدد عدة محافظات وتظاهرات حاشدة تتهم الحكومة بالتقصير

يهدد العطش عدة محافظات في إيران وتظاهرات حاشدة تتهم الحكومة بالتقصير

إيران.. العطش يهدد عدة محافظات وتظاهرات حاشدة تتهم الحكومة بالتقصير
صورة أرشيفية

شهدت إيران موجات من الغضب الشعبي في مناطق متفرقة شمال غربي البلاد اعتراضًا على شح المياه بشكل غير مسبوق، التظاهرات اتهمت الحكومة الإيرانية بالتقصير الشديد وغياب الكفاءة في إدارة موارد الدولة المائية، وخرج مئات الإيرانيين من أهالي "همدان وتشهارمحال وبختياري" وأنحاء أخرى من إيران في تظاهرات حاشدة، أمس وأول من أمس، احتجاجاً على قطع مياه الشرب منذ أكثر من أسبوع، وانتقدت الاحتجاجات على عجز الحكومة عن توفير إمدادات المياه إلى مدينة كازرون بمحافظة فارس، جنوبي إيران، حيث انتشر مقطع فيديو يظهر تجمّع عدد من أهالي قرية "بناف".
 
عقدان من الإهمال

من جانبه، اعترف وزير الطاقة الإيراني علي أكبر محرابيان، بأنّ المشكلة الرئيسية لأزمة المياه في المحافظات المختلفة ترجع إلى "إهمال الحكومة في تطوير البنية التحتية لإمدادات المياه"، ونقلت صحيفة "إيران إنترناشيونال" عن محرابيان قوله: إنّ مشكلة توفير مياه الشرب في الأسابيع الأخيرة في بعض مناطق البلاد، مثل همدان وتشهارمحال وبختياري "هي مسألة بنية تحتية، واستكمال الاستثمار لتوفير مياه شرب مستدامة في هذه المناطق أمر ضروري"، وأعلن وزير الطاقة الإيراني عن انتشار نقص المياه بعدة مدن مختلفة في إيران، قائلاً، في سبتمبر من العام الماضي شهدت 300 مدينة نقصاً في المياه، مؤكدًا -وزير الطاقة- أن تقصير عمل الحكومة يعود إلى ما يقرب من العقدين في همدان، مضيفًا أن في مدينة همدان، كان المخطط أن يتمّ تنفيذ مشروع نقل المياه منذ أعوام عديدة، ربما منذ (17 أو 18) عاماً، لكن تم إحراز تقدّم في هذا المشروع بنسبة 30% فقط، مختتمًا تصريحاته بأن الحل الوحيد للحكومة هو توفير المياه بشكل مؤقت ومتقطع.


 
المحافظ يخالف الوزير

في سياق مخالف، يرى علي رضا قاسمي فرزاد، محافظ همدان، أن المزارعين هم المسؤولون عن مسؤولية شح المياه، قائلاً: "بالنظر إلى أزمة المياه والجفاف في البلاد وفي هذه المحافظة، يجب مراجعة طريقة الإنتاج وتغييرها، خاصة في مجال الزراعة، مؤكدًا في تصريحات متلفزة، أن الأساليب الحالية لاستهلاك المياه في قطاع الزراعة والبستنة تهدر المياه، مشدداً على أنّ "زراعة بعض الخضراوات والنباتات في مثل هذه الظروف التي تفتقر فيها إيران إلى المياه أمر غير صحيح، ويجب على المزارعين التخلي عن المحاصيل الشرهة للمياه، وامتدت مشكلة نقص المياه في الأيام الأخيرة إلى العديد من المدن الإيرانية، بحسب "إيران إنترناشيونال"، وتعاني إيران منذ أعوام من فيضانات بسبب السيول، بالإضافة إلى الجفاف، وانتشرت مؤخراً صور وفيديوهات تظهر نفوق المواشي نتيجة للعطش في الأهواز، التي تحتاج إلى تدفق مستمر للمياه، ولكنّ وجود عشرات السدود والأنفاق على روافد هذه الأنهار، التي أنشئت لنقل المياه إلى المناطق الداخلية في إيران، تحول دون ذلك.
 
أزمة المناخ

وتأتي أزمة المناخ العالمية لتزيد من الصعوبات التي يعاني منها المواطنون في إيران، فالأزمة المتراكمة منذ عقود بسبب تجاهل الأنظمة الحاكمة لها في إيران، تزامنت مع أحد أسوأ أزمات المناخ في تاريخ العالم، فأصبحت الحكومة الإيرانية عاجزة أكثر عن مواجهة هذا التحدي، في الوقت الذي تتعرض فيه لضغوط محلية متنامية، خاصة مع سياستها التي تفتقر إلى بعد النظر لجهة الأمن المائي، خاصة إذا ما أضيف الأزمات الدولية للنظم الإيرانية مع المجتمع الدولي التي فاقمت الأزمة، حيث تسببت العقوبات المطبقة زيادة أزمة الماء في ظل محاولة النظام الإيراني زراعة كافة المحاصيل التي يحتاج إليها شعبه لتحقيق الاكتفاء الذاتي دون الالتفات إلى أن الدولة الإيرانية لا تملك من الموارد المائية ما يسمح لها بذلك.