حماس تراهن على ترامب.. كواليس الوساطة السرية التي أفرجت عن الجندي الأميركي إيدان ألكسندر
حماس تراهن على ترامب.. كواليس الوساطة السرية التي أفرجت عن الجندي الأميركي إيدان ألكسندر

كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، استنادًا إلى مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين وأمريكيين، أن المحادثات الخلفية التي أسفرت عن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر بدأت برسالة من مسؤول في حركة حماس إلى بشارة بحبح، الرئيس السابق لجماعة "العرب الأمريكيين من أجل ترامب"، والذي أصبح وسيطًا غير متوقع في هذه العملية التي استهدفت إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضغط على إسرائيل.
وسيط غير المتوقع
بحسب التقرير، فإن مسؤولا من حركة حماس موجود خارج قطاع غزة تواصل مع بحبح في أواخر أبريل في محاولة لإجراء حوار مع مبعوث ترامب، رجل الأعمال الأمريكي ستيف ويتكوف.
وعلى مدى أسبوعين، تم تبادل نحو 20 رسالة بين الطرفين من خلال مكالمات ونصوص وجهت إلى بحبح، الذي تحدث أيضًا إلى رئيس وفد التفاوض في حماس خليل الحية، حسب مصدر مطّلع.
وفي نهاية المطاف، وبمساعدة من مسؤولين قطريين، تمكن ويتكوف من إقناع حركة حماس بأن الإفراج عن إيدان ألكسندر "بلا مقابل" سيحمل دلالة كبيرة لدى ترامب، ويُحتمل أن يُترجم إلى خطوات ملموسة في مصلحة الحركة.
إعلان حماس والإفراج المرتقب
وفي حوالي الساعة العاشرة مساءً بتوقيت الدوحة يوم الأحد، وافقت حركة حماس رسميًا على الإفراج عن الجندي الأسير إيدان ألكسندر، وهو ما أبلغه ويتكوف لوالدي ألكسندر في مكالمة هاتفية وصفها والد الجندي، آدي ألكسندر، بأنها كانت مشحونة بالعواطف من الطرفين بعد انتظار دام 583 يومًا
استياء إسرائيلي
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن ما أثار حفيظة إسرائيل أن الجهات الأمنية الإسرائيلية، وليس البيت الأبيض، هي من أطلعت حكومة تل أبيب على هذه القنوات السرية.
وأكد مسؤولان إسرائيليان، أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرّب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لم يُبلَّغ أثناء زيارته إلى واشنطن الأسبوع الماضي بهذه الجهود، واضطر إلى طرحها بنفسه خلال لقائه مع ويتكوف.
وأقر الأخير بوجود محادثات، لكنه أوضح أن إسرائيل لن تضطر إلى تقديم أي تنازلات، وأن حماس لم توافق رسميًا بعد حينها.
محاولات ترامب السابقة للإفراج عن ألكسندر
الإفراج عن ألكسندر لم يكن وليد هذه المحاولة فقط، فقد كان محورًا أساسيًا في مفاوضات مباشرة وغير مسبوقة في مارس الماضي بين مبعوث ترامب السابق لشؤون الرهائن آدم بوهلر وقادة من حماس في قطر.
وعلمت إسرائيل بتلك المفاوضات أيضاً من خلال أجهزة استخباراتها التي كانت تتجسس على الحركة. آنذاك، كان ترامب يسعى إلى إبرام صفقة تسبق خطابه عن حالة الاتحاد، لكن حماس طالبت بإطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا في مقابل الإفراج عن ألكسند،؛ ما أدى إلى فشل المفاوضات قبل ثلاث ساعات من الخطاب، فيما يعتقد مستشارو ترامب أن مساعدي نتنياهو سربوا تفاصيل الصفقة للإعلام بهدف إحباطها.
وحاول ويتكوف لاحقاً تقديم مقترح شبيه، تضمن الإفراج عن ألكسندر مقابل أن يدعو ترامب إلى وقف إطلاق نار مؤقت والشروع في محادثات تسوية شاملة، لكن حماس رفضت.
لقاء قطري- أميركي يحرك الجمود
في 22 أبريل، التقى رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع ترامب وويتكوف في البيت الأبيض، وطرح مقترحًا مدعومًا من حماس يشمل الإفراج عن جميع الرهائن ووقف الحرب، إلا أن الرد الأميركي كان واضحاً بأن أي صفقة يجب أن تكون جزئية ومؤقتة.
وبعد عودته إلى الدوحة، أبلغ آل ثاني حماس بذلك، وشجعها على تقديم "بادرة نية" نحو ترامب، ما دفع مسؤول حماس إلى التواصل مع بحبح.
محادثات مكثفة بين مسقط والدوحة
وفي خلفية المشهد، كان ويتكوف يوم الأحد يجري محادثات مع وزير الخارجية الإيراني في مسقط بشأن اتفاق نووي محتمل، لكنه بقي على اتصال مع رئيس الوزراء القطري لإتمام الصفقة.
ووفقًا لمسؤول فلسطيني، فقد وعدت إدارة ترامب حماس بأنه إذا تم الإفراج عن ألكسندر، فإن واشنطن ستدفع باتجاه وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 70 إلى 90 يومًا، وهو أكثر من العروض السابقة، في مقابل إطلاق سراح عشرة رهائن، مع البدء بمفاوضات تسوية نهائية خلال الهدنة، على أن تضمن الولايات المتحدة وقطر ومصر عدم استئناف القتال طالما استمرت المفاوضات. لم تؤكد واشنطن هذه التفاصيل.
وبعد موافقة حماس، أبلغ ويتكوف عائلة ألكسندر وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ورون ديرمر.
وقال مسؤول أميركي كبير، إن رئيس الوزراء القطري لعب دورًا محوريًا في إقناع حماس بإنهاء الصفقة، في حين شارك نتنياهو بفعالية وكانت عملياته العسكرية "حاسمة" في التأثير على قرار الحركة. لكن المسؤول الأمريكي ذاته قلل من دور بحبح، واصفٍا إياه بأنه كان "مشاركاً بشكل هامشي".
لا التزام أمريكي بوقف الحرب
عندما تحدث ترامب مع نتنياهو يوم الاثنين، لم يطلب منه إنهاء الحرب أو إلغاء العملية البرية الواسعة المرتقبة في غزة بعد انتهاء زيارته للمنطقة، حسبما أفاد مسؤولان إسرائيليان.
ورفض مسؤول أمريكي مطلع على مكالمة الإدلاء بتفاصيل. وقال مسؤول إسرائيلي: إن حماس لم تحصل على أي تعهدات من ترامب، لكنها كانت تأمل في أن يميل أكثر إلى جانبها، فيما قال آخر: إن الحركة كانت تدرك أنها قد تحصل فقط على تعاطف أميركي أو تصريح علني من ترامب، لكنها رأت أن المخاطرة تستحق المحاولة.
مفاوضات في الدوحة
وبحسب الموقع سيسافر ويتكوف والمفاوضون الإسرائيليون يوم الثلاثاء إلى الدوحة لاستئناف المحادثات بشأن وقف إطلاق نار شامل واتفاق رهائن في غزة.
غير أن مسؤولين إسرائيليين يرون أن فرص تحقيق اختراق ضئيلة، في ظل تمسك الجانبين بمواقفهما.
وقال أحدهم: "أعطينا ويتكوف مهلة أربعة أيام للتوصل إلى اتفاق، وبعدها سنبدأ الدخول البري".