باستغلال الأبرياء.. أردوغان يسعى لاستعادة العثمانية البائدة

يستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأبرياء في محاولة استعادة الاحتلال العثماني البائد

باستغلال الأبرياء.. أردوغان يسعى لاستعادة العثمانية البائدة
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

عودة الإمبراطورية العثمانية، حلم لا يزال يراود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي لطالما يحاول استعادته عبر احتلال العديد من الدول المجاورة بالمنطقة؛ مستغلًا الظروف الراهنة في تلك الدول، لتحقيق أحلامه، بذريعة مكافحة الإرهاب.

وخلال الحرب العالمية الأولى بين عامي 1914-1918، مارست السلطات العثمانية وقتها، ما أسمته "حملات ترحيل" بحق الأرمن الذين كانوا مواطني الإمبراطورية العثمانية.

ولكن الأحزاب الأرمنية، اتهمت السلطات العثمانية بتنفيذ حملة من الإبادة الجماعية بحق أبناء القومية الأرمنية، راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف أرمني، كانوا يشكلون أكثر من ثلاثة أرباع "المواطنين الأرمن".

وتظهر أطماع أردوغان باحتلال عدد من الدول في شمال إفريقيا والمنطقة، عن طريق نشر العديد من القواعد العسكرية في تلك البلدان وترحيل المئات من مواطنيها؛ لتعزيز تواجده وتحقيق أطماعه الاستعمارية.

وتأتي أطماع أردوغان الاستعمارية للتغطية على السياسة المرتبكة التي يتبعها الرئيس التركي سواء في الداخل أو الخارج، وجر بلاده إلى حروب مصطنعة للتغطية على فشله في إدارة الدولة، والتي أسفرت عن أزمة اقتصادية طاحنة.

وعبر التدخل العسكري المباشر أو إبرام اتفاقيات تنتهك المعاهدات الدولية، يفتعل أردوغان الفوضى بالمنطقة لمنح أطماعه شرعية زائفة، تحت شعار الدفاع عن الإسلام والمستضعفين حول العالم، لنهب والاستيلاء على ثرواتهم.

غزو العراق


وفي أكتوبر / تشرين الأول عام 2019، أطلق أردوغان عملية "نبع السلام"، زاعمًا بأنه سيسيطر على المنطقة الممتدة من منبج إلى حدودنا مع العراق.

غزو سوريا


وأطلق رجب طيب أردوغان، أول عملية عسكرية في سوريا عام 2016، بذريعة الحد من نفوذ الأكراد في الشمال، مستغلًا الأزمة السورية لإرسال المقاتلين السوريين إلى ليبيا للانخراط في صفوف ميليشيات الوفاق مقابل 2000 دولار شهريا.

غزو ليبيا


كما وقع الرئيس التركي وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، اتفاقية أمنية كغطاء للتدخل العسكري في ليبيا ودعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية.

الحرب الأذرية الأرمنية


وجد أردوغان في الصراع الأذربيجاني الأرميني ضالته لخلق نفوذ إقليمية جديدة هناك، عبر تقديم دعم سواء عبر الجيش النظامي التركي أو بإرسال الآلاف من المرتزقة السوريين لأذربيجان، لتعزيز فرصها بالصراع مع أرمينيا، لتعزيز نفوذه في جنوب القوقاز.

وترجع أهمية النفوذ التركي في أذربيجان، حيث تحصل تركيا على الغاز من أذربيجان بأسعار رخيصة؛ ما يجنبها تحميل أعباء إضافية بالميزانية العامة للدولة، بالإضافة لكونها محطة إنتاج يمر عبرها كافة خطوط الطاقة المنتجة في روسيا إلى تركيا.

مشروع أردوغان الاستعماري إصابة العديد من الإخفاقات


قال محمد ربيع الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون التركية: إن طموح النظام التركي في إحياء الخلافة العثمانية يشهد العديد من الإخفاقات منذ فترة طويلة، بسبب عدم صلاحية تطبيق المشروع لكونه قائما على رفض ووعي الشعوب العربية بالمخطط العبثي التركي.

وأضاف ربيع، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن تركيا تسعى للتدخل في شؤون الدول المجاورة لها، ودعم الإرهاب بالعديد من الدولة وخاصة الدول المحورية في المنطقة؛ من أجل تطبيق مشروع الخلافة العثمانية.

وتابع الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون التركية، أن أردوغان يخترق دول الجوار والمنطقة عن طريق دعم الإرهاب في مصر، أو بالتدخل المباشر في سوريا وليبيا عبر إرسال المرتزقة أو من خلال توقيع اتفاقات أمنية مع حكومة فايز السراج المنتهية ولايتها، للسيطرة على ثروات الدول، وإحياء مشروع الخلافة.

طموحات أردوغان اصطدمت بالعديد من التغييرات
وأوضح أن الطموحات التركية اليوم اصطدمت بالعديد من التغيرات في المنطقة، خاصة عقب استعادة مصر موقعها الريادي بالمنطقة، بعدما وضعت خطا أحمر للتدخلات التركية في ليبيا، والتي أسفرت عن فرض عزلة دولية على نظام أردوغان، بسبب انتهاكاته الصارخة للقوانين الدولية.

نظام أردوغان يهرول للمصالحة مع مصر


وأكد ربيع، أن نظام أردوغان يهرول نحو المصالحة مع مصر، والتي فرضت العديد من الشروط على تركيا لإتمام المصالحة، أبرزها عدم التدخل في شؤون الدول العربية، وتبني سياسة أكثر اعتدالا بالمنطقة.

تراجع كبير بطموحات أردوغان الاستعمارية
وتوقع الباحث في العلاقات الدولية، أن الطموح الأردوغاني سيتراجع بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، في إطار الحرص على إتمام المصالحة مع مصر، وفتح مجال جديد من العلاقات مع الدول العربية.

السلوك التركي مرهون بالتحسن الاقتصادي في تركيا
كما حذر من أن السلوك التركي سيظل مرهونا بالتحسن الاقتصادي ومدى قدرة نظام أردوغان على السيطرة على الأوضاع في الداخل التركي.