محللون: الهجوم الإسرائيلي على قطر يُعد انتهاكًا خطيرًا يستوجب تحركًا عربيًا ودوليًا

محللون: الهجوم الإسرائيلي على قطر يُعد انتهاكًا خطيرًا يستوجب تحركًا عربيًا ودوليًا

محللون: الهجوم الإسرائيلي على قطر يُعد انتهاكًا خطيرًا يستوجب تحركًا عربيًا ودوليًا
قيادات حماس

طأثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف وفدًا من قيادات حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، موجة إدانات عربية ودولية واسعة، اعتبرته العديد من الدول انتهاكًا صارخًا لسيادة قطر وخرقًا واضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية -في بيان رسمي-، أن الضربة الجوية "اعتداء سافر على سيادة الدولة القطرية وأمنها الوطني"، مشددة على أن هذا الهجوم يمثل سابقة خطيرة ويهدد أمن المنطقة واستقرارها.

وأعلنت السعودية تضامنها الكامل مع قطر، ووصفت الاعتداء بأنه "جريمة عدوانية" تستوجب موقفًا دوليًا حاسمًا. كما أدانت مصر العملية بشدة، مؤكدة أن هذا التصعيد يقوّض جهود الوساطة والمفاوضات بشأن الوضع في غزة.

في السياق ذاته، عبّرت الإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين عن استنكارها الشديد، ودعت إلى احترام سيادة الدول وعدم المساس بأمن المنطقة. كما شددت الأردن على ضرورة التزام إسرائيل بالقانون الدولي ووقف الانتهاكات المتكررة.

وامتدت الإدانات لتشمل الجزائر والمغرب وتونس وليبيا والسودان واليمن وسوريا ولبنان، حيث أجمعت الدول العربية على دعم قطر وتضامنها الكامل معها، ورفض أي اعتداء على سيادة دولة عربية.

دوليًا، وصفت روسيا الهجوم بأنه "انتهاك خطير للقانون الدولي"، فيما أكدت تركيا أن الضربة "دليل على تبني إسرائيل سياسة إرهاب الدولة". كما دعا الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والأمم المتحدة إلى وقف التصعيد وتجنب زعزعة الاستقرار الإقليمي.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لبحث تداعيات الضربة، وسط مخاوف من تصعيد عسكري جديد يهدد جهود التهدئة في غزة ويزيد من تعقيد المشهد السياسي في الشرق الأوسط.

وقال الدكتور أحمد سيد أحمد، الخبير في العلاقات الدولية: إن الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة القطرية الدوحة تمثل "انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية وخرقًا واضحًا لميثاق الأمم المتحدة"، معتبرًا أن ما جرى يعد سابقة خطيرة في العلاقات الدولية ويهدد استقرار المنطقة بأسرها.

وأضاف أحمد -في تصريحات للعرب مباشر- أن الهجوم الإسرائيلي لا يستهدف قطر فقط، بل يمثل رسالة تحدٍّ للمجتمع الدولي بأسره، موضحًا أن "إسرائيل تحاول فرض سياسة الأمر الواقع عبر استخدام القوة خارج حدودها، وهو ما يعرّي ازدواجية المعايير الدولية إذا لم يتم التصدي له بشكل حاسم".

وأشار إلى أن الإدانات العربية والدولية الواسعة لهذا العدوان تؤكد أن هناك إجماعًا على رفض أي مساس بسيادة دولة عربية، لافتًا إلى أن الموقف يتطلب تحركًا عاجلًا من مجلس الأمن الدولي لوقف هذه الانتهاكات ومحاسبة إسرائيل.

وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن الدول العربية مطالبة ببلورة موقف موحّد يرفض الاعتداءات المتكررة على سيادة الدول العربية، داعيًا في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في ردع مثل هذه التصرفات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.

وأكد المحلل السياسي الفلسطيني د. سمير القاسم، أن الضربة الجوية الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة تمثل تطورًا خطيرًا وتصعيدًا غير مسبوق يهدف إلى إفشال الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال القاسم -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-: إن استهداف وفد من قيادات حركة "حماس" خلال وجوده في قطر "يعكس رغبة إسرائيل في توسيع دائرة الصراع ونقل المواجهة إلى أراضي دول وسيطة تلعب دورًا محوريًا في استقرار المنطقة".

وأوضح، أن الهجوم يعكس سياسة إسرائيل القائمة على فرض الأمر الواقع وخلط الأوراق، مضيفًا أن "هذه العملية هي رسالة ضغط على الوسطاء، خصوصًا قطر، لإضعاف دورها في دعم غزة وقيادة الجهود الإنسانية والسياسية".

وأشار المحلل الفلسطيني، أن الإدانات العربية والدولية الواسعة تكشف حجم القلق من خطورة الخطوة الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة تحرك مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل لردع الانتهاكات وحماية الأمن الإقليمي.

ودعا القاسم الدول العربية والإسلامية إلى موقف موحد يحمي سيادة الدول العربية ويعزز الجهود الإنسانية، محذرًا من أن استمرار هذا النهج الإسرائيلي "قد يفتح الباب أمام جولة صراع جديدة تتجاوز حدود فلسطين".