بعد قرارات قيس سعيد.. كيف تأهبت الميليشيات في ليبيا؟

عقب قرارات رئيس تونس قيس سعيد ضد الإخوان تتأهب الميلشيات في ليبيا

بعد قرارات قيس سعيد.. كيف تأهبت الميليشيات في ليبيا؟
صورة أرشيفية

بالتزامن مع قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، بإقالة الحكومة وتجميد عمل البرلمان ذي الأغلبية الإخوانية، تسابق ميليشيات تابعة لتنظيم الإخوان الزمن في غرب ليبيا، حيث أعلنت تلك الميليشيات حالة الطوارئ داخل معسكراتها.

اجتماعات التنظيم

وكشفت مصادر داخل طرابلس عن بدء اجتماعات لقادة تنظيم الإخوان في ليبيا في أعقاب قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، مؤكدين حدوث تواصل مع قيادة الإخوان في تونس. 

وأشارت المصادر إلى أنه في أعقاب الاتصالات بين إخوان ليبيا وتونس، "أعلنت ميليشيات الإخوان حالة الاستنفار داخل معسكراتها".

معسكرات الإرهابية تتأهب

كما كشفت المصادر عن أن 3 معسكرات تبعد عن الحدود التونسية 218 كيلومترا كانت من بين المعسكرات التي استنفرت عناصرها؛ إذ تم رصد تحركات للميليشيات هناك باتجاه الحدود التونسية.

وفي تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، قال المحلل السياسي والأكاديمي الليبي، الدكتور جبريل العبيدي: "لا نستغرب مطلقا أن يكون هناك دور لتدريب وتهريب مرتزقة إرهابيين من الأراضي الليبية بمساعدة الميليشيات، خاصة ميليشيات المتأسلمين كالإخوان  وبقايا تنظيم القاعدة الفرع الليبي لإحداث حالة فوضى، خاصة في ظل تصريحات منددة ومجاهرة برفض قرارات الرئيس التونسي الدستورية من الجانب الليبي -الإخوان-  وكذلك التصريحات الإرهابية لبعض قيادي النهضة باستخدام الرصاص كما صرح العفاس  القيادي الإخواني  التونسي.  

صدمة الإخوان

ولا يمكن أن تكون ليبيا بمنأى عن الأحداث الأخيرة في تونس؛ إذ يؤكد العديد من المحللين السياسيين، سواء في ليبيا أو تونس، أن صدمة الإخوان في تونس ستنعكس بشكل أكبر وأسرع على التنظيم الإرهابي في ليبيا المجاورة، ما يفتح الباب أمام إسقاط الإخوان في ليبيا خلال الانتخابات المرتقبة، كما أنه سيقطع الطريق على مماطلات إخوان ليبيا في إجراء الانتخابات. 
 
ويتضح جليا أن ضربة الإخوان في تونس وتراجع نفوذهم السياسي والشعبي سيقطع خط إمداد نظرائهم في ليبيا، بل وسيهدد التواجد التركي في ليبيا.

قرارات حاسمة

وبموجب قرارات الرئيس التونسي تم تجميد كل سلطات مجلس النواب ذي الأغلبية الإخوانية، والذي يترأسه راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية، إضافة إلى رفع الحصانة عن كل أعضاء البرلمان، وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.

واستنادا إلى الفصل 80 من الدستور، قرر الرئيس قيس سعيد تولي رئاسة النيابة العمومية للوقوف على كل الملفات والجرائم التي ترتكب في حق تونس، كما يتولى السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة جديد، ويعينه رئيس الجمهورية.

عاصفة قوية

ويؤكد المحللون السياسيون أن أحداث تونس أشبه بزلزال سيهدم جماعة الإخوان، وسيظهر أثره بصورة أكبر على إخوان ليبيا.

وبناء عليه، فإذا نجح التونسيون في استئصال الإخوان وتحجيمهم سياسيا، سينتهج الليبيون نفس النهج، وحتى قبل دخول الإخوان إلى الحياة السياسية الليبية بصورة شرعية عبر الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر/ كانون المقبل.

قطع طرق الإمداد 

وإذا كان "دعم الإخوان في تونس يأتيهم من تركيا وقطر عبر استثماراتهم في تونس نفسها، فإن دعم التنظيم في ليبيا يأتي تحت ستار تحويل أموال الدعم العلاجي لمصحات بعينها، أو عبر استيراد السلع التونسية من خلال الشركات الإخوانية المستفيدة، ما يعني أن دعم الإخوان الليبيين سيتوقف لا محالة.

ويشعر إخوان ليبيا أن ظهرهم أصبح عاريا على عدة واجهات بعد وقوع إخوان تونس في شر أعمالهم، ولاسيما أن الجماعة حاولت الترويج لنفسها من خلال النموذج التونسي من أجل إيجاد قبول لأنفسهم في الشارع الليبي.

زيف الإخوان 

لذا، جاء مشهد خروج المواطنين التونسيين إلى الشوارع والغضب الشعبي ضد حكم الإخوان، ليكشف زيف ادعاء التحول الديمقراطي في تونس.

ويوضح المحلل السياسي الليبي: "بينما الشرق الليبي والجنوب  لا يقف مع إخوان المرشد، ويعتبر ما حدث في تونس بداية لسقوط تنظيم الإخوان في ليبيا". 

كما أكد العبيدي على أن تصريحات القيادات الإخوانية في ليبيا تعكس حالة الخوف والتأهب لذات المصير في ليبيا.

ملفات فساد مشتركة

وينتظر الشارع التونسي، والليبي أيضا، ما ستكشف عنه بعض الملفات المخبأة في أدراج المحاكم، وعمليات تبييض الأموال لبعض قيادات الإخوان وحلفائهم في ليبيا، لتنكشف فضائح وفساد الشبكة المظلمة للإخوان في تونس وليبيا برعاية تركية وقطرية.

كما يوضح الدكتور جبريل العبيدي، أن "الجانب الليبي المنقسم هناك، سيسارع لإنقاذ النهضة الإخوانية بحكم الانتماء وخاصة في الغرب الليبي حيث تسيطير ميليشيات الإخوان وهي خارج سلطة الدولة ويمكنها تهريب السلاح والمال والأفراد إلى تونس كما كانت تفعل مسبقا بالاتجاه المعاكس إلى ليبيا".

تهديد للوجود التركي 

ومن جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي في تونس، محسن النابتي، في تصريحات إعلامية، أن "الوجود التركي بات مهددا في ليبيا بعد نجاح الشعب التونسي في إسقاط حركة النهضة والإخوان". 

واعتبر النابتي أن "سقوط إخوان ليبيا سيكون سهلا بعد قطع الإمدادات التركية والغربية والأسلحة، التي كانت تمر من الجنوب التونسي عبر إخوان النهضة"، ما يعود بالاستقرار على الجارتين العربيتين في شمال إفريقيا.