بعد عزوف الناخبين.. هل نجحت حملات المقاطعة بالانتخابات الرئاسية الإيرانية؟

انطلقت الإنتخابات الرئاسية الإيرانية اليوم الجمعة وسط عزوف الناخبين

بعد عزوف الناخبين.. هل نجحت حملات المقاطعة بالانتخابات الرئاسية الإيرانية؟
صورة أرشيفية

بين مراكز الاقتراع العديدة التي استعدت لاستقبال حوالي 60 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الإيرانية لخلافة حسن روحاني في منصبه، غاب المواطنون بصورة مفزعة، لتحقق حملات المقاطعة انتشارا ضخما بالبلاد.

انطلاق الانتخابات الإيرانية


من بين 600 مرشح، اختار مجلس صيانة الدستور في إيران، 7 مرشحين فقط للانتخابات الرئاسية وهم: "رئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، والأمين السابق لمجلس الأمن القومي، سعيد جليلي، ورئيس مركز الأبحاث في البرلمان، علي رضا زاكاني، ونائب رئيس البرلمان الإيراني، أمير حسين قاضي زاده هاشمي، ومحافظ البنك المركزي، عبد الناصر همتي، ورئيس اتحاد رياضة وعضو مجلس إدارة منطقة كيش الاقتصادية الحرة، محسن مهر علي زاده".


بينما تم رفض الرئيس السابق لمجلس الشورى، علي لاريجاني، والرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، والنائب الحالي لرئيس الجمهورية الإصلاحي، إسحاق جهانغيري، من قائمة المرشحين للسباق الرئاسي.


وقبل ساعات من بداية التصويت، انسحب 3 مرشحين، ليظل الأبرز هم:  رئيس السلطة القضائية المحافظ إبراهيم رئيسي، ومحافظ البنك المركزي السابق المعتدل عبد الناصر همتي، حيث إن رئيسي هو أقربهم للفوز.


وبحسب الأرقام المعلنة، يحق لأكثر من 59 مليون إيراني، الإدلاء بأصواتهم اليوم، لانتخاب خلف للرئيس المعتدل حسن روحاني الذي لا يحق له الترشح هذه المرة بعد ولايتين متتاليتين.

استطلاعات الرأي: الفوز للمقاطعة


ومنذ بداية الانتخابات الإيرانية، كشفت العديد من استطلاعات الرأي رفض الكثير من الإيرانيين لتلك الانتخابات، التي من المتوقع ألا تتجاوز نسبة المشاركة فيها 40 بالمئة، حيث كانت آخر عملية اقتراع شهدتها الجمهورية الإسلامية، وهي الانتخابات التشريعية لعام 2020، شهدت نسبة امتناع قياسية بلغت 57 بالمئة.


وانخفضت تلك النسبة بعد المناظرة الانتخابية الأخيرة، أجرى معهد "ستاسيس" لتحليل البيانات، استطلاعا للرأي في 13 يونيو الجاري، أظهر نتيجة هي أن نسبة مشاركة 32 في المئة فقط في الانتخابات، حوالي 10 في المئة مترددون، و58 في المئة قالوا إن احتمال مشاركتهم في الانتخابات ضئيل جدا أو إنهم لن يصوتوا.


ومن المرجح فوز المرشح إبراهيم رئيسي، بنسبة 62 في المئة، يليه محسن رضائي، وعبد الناصر همتي، وسعيد جليلي بنسب متفاوتة جميعها أقل من 5 في المئة.

مقاطعة الانتخابات


وقبيل انطلاق انتخابات الرئاسة الإيرانية التي تبدو كمسرحية هزلية لتنصيب المتشدد إبراهيم رئيسي، أطلق إيرانيون ونشطاء سياسيون دعوات عديدة لمقاطعة الانتخابات، مستخدمين عدة وسوم من بينها "لا للجمهورية الإسلامية" و"لن أصوت" و"صوت بدون صوت".


وقبل أيام، تحدث بعض الأصوليين وأنصار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، منهم عبد الرضا المصري، نائب رئيس مجلس الشورى سابقاً، بأن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية ستكون منخفضة.


ومن بين المقاطعين للانتخابات، زعيم الحركة الخضراء، حسين مير موسوي، وزميله الإصلاحي مهدي كروبي، وأبو الفضل الغدياني، أحد رموز "الحركة الخضراء"، بالإضافة إلى الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، وحزب "اتحاد ملت" و"جبهة الإصلاح"، وحركة الحرية الإيرانية.


وسيقاطعها أيضا عدد من النشطاء السياسيين في التيار الديني والإصلاحي الوطني في الخارج منهم آلان توفيقي وياسر ميردمادي ومنصور فرهنغ وغيرهم من الشخصيات المؤثرة بين الإيرانيين.


وتضامنت معهم عدد من المنظمات والمؤسسات السياسية التالية في مقاطعتها للانتخابات، وهي: مركز التعاون للأحزاب الكردستانية الإيرانية، واتحاد الجمهوريين الإيراني، وحزب اليسار الإيراني، وتضامن الجمهوريين في إيران.

لجان خاوية


ومنذ انطلاق الانتخابات صباح اليوم، كشفت المعارضة الإيرانية أن لجان الاقتراع شبه فارغة، حيث استجاب الكثيرون بالفعل لدعوات المقاطعة.


وفي الوقت نفسه، أظهر مقطع فيديو تم تداوله عبر موقع "تويتر" من إيران، تزاحما كبيرا طويلًا خارج مطعم كباب في منطقة سيد خندان في طهران، على خلاف الفراغ الشديد أمام مركز الاقتراع في نفس الشارع.


ونشر الموقع الإلكتروني لمنظمة "مجاهدي خلق" لجانا فارغة ومدارس مغلقة وسط انتشار أمني، مؤكدا عدم وجود مصوتين في لجنة ساحة 17 نارمك بالمدرسة الابتدائية رجايي بمدينة طهران وكذلك بأصفهان في لجنة شارع مصدق نحو كاشاني، ومدينة ملارد، ومدينة كرمسار، ومدينة تايباد بمحافظة خراسان.