النفاق الغربي يزيد من أزمات غزة.. رفض شعبي أمريكي لإرسال الأسلحة لإسرائيل

رفض شعبي أمريكي لإرسال الأسلحة لإسرائيل

النفاق الغربي يزيد من أزمات غزة.. رفض شعبي أمريكي لإرسال الأسلحة لإسرائيل
صورة أرشيفية

بعد خمسة أشهر من الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة والحصار المدمر على القطاع، تتزايد أعداد النازحين مع ظهور مقاطع فيديو تظهر الدمار المتزايد يوميًا تقريبًا من القطاع المحاصر، مع استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف غيرهم، ويكافح مئات الآلاف لتجنب المجاعة، وتم تهجير 1.7 مليون شخص من منازلهم،  ولم تنجح المحادثات الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار، ويُواصل الجيش الإسرائيلي قصفه على القطاع.

انتشار المعاناة

وبحسب موقع "يو إس إيه توداي" الأمريكي، فقد شوهدت صور المعاناة في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى احتجاجات دولية، وتعد الولايات المتحدة هي أكبر مقدم للمساعدات إلى غزة، حيث أرسلت أكثر من 180 مليون دولار من المساعدات الإنسانية منذ بدء الحرب، لكن المستشفيات القليلة التي لا تزال قادرة على تقديم الرعاية مكتظة، والشاحنات القليلة التي تمر بالمساعدات تكتظ بالأسر اليائسة المعرضة لخطر المجاعة.


وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، إن 17 ألف طفل قد تيتموا، وإن طفلًا واحدًا من بين كل 6 أطفال تحت سن الثانية في شمال غزة يُعاني من سوء التغذية الحاد. 

وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف، أديل خضر: إن الطلب على الأغذية المغذية والمياه الصالحة للشرب والخدمات الطبية يتزايد بشدة في الوقت الذي تُكافح فيه الوكالات الإنسانية للعمل في منطقة الحرب. وقال خضر إن الناس يُعانون من الجوع والإرهاق والصدمة.

وقال خضر: "إن وفيات الأطفال التي كنا نخشاها موجودة هنا ومن المرجح أن تتزايد بسرعة ما لم تنتهِ الحرب ويتم حل العقبات التي تعترض الإغاثة الإنسانية على الفور". وأضاف: "نحتاج إلى نقاط دخول متعددة وموثوقة تسمح لنا بإدخال المساعدات من جميع المعابر المحتملة.. دون أي رفض أو تأخير أو معوقات للوصول".

إنزال جوي

وأكد الموقع أنه مع عدم قدرة قوافل الشاحنات على تلبية الطلب، تعاونت وزارة الدفاع الأمريكية والقوات الجوية الملكية الأردنية لإسقاط 70 ألف وجبة جوًّا على غزة في الأيام الأخيرة.. "إنها ليست كافية تقريبًا".

وتابع، أن إدارة بايدن ومصر وقطر يتوسطون في محادثات تهدف إلى حل الأزمة. 

وقال البيت الأبيض: إن الاقتراح الأخير يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وإطلاق سراح المرضى والجرحى وكبار السن والرهائن، وزيادة واسعة النطاق في المساعدات الإنسانية الحيوية.

وقال جون كيربي، مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، يوم الإثنين: إن "الاستجابة للأزمة الإنسانية واحتياجات الشعب الفلسطيني كانت أولوية منذ اليوم الأول"، لكن في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اعترضت الولايات المتحدة على الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار، حيث يؤكد المسؤولون أن مثل هذا القرار لا معنى له ويمكن أن يُعطل الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض.

تأثير عالمي

يقول الدكتور مهران كامرافا، أستاذ العلوم الحكومية بجامعة جورجتاون قطر: إن الرد الإسرائيلي ذهب إلى أبعد من الدفاع عن النفس.

وتابع كامرافا: "بالنسبة للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، فقد الغرب مرساته الأخلاقية، إن النفاق الغربي، الذي يعلن بصوت عالٍ عن فضائل حقوق الإنسان ويتجاهل مقتل الآلاف من الفلسطينيين بأبشع الطرق، هو أمر يصعب فهمه، فكيف يمكن للولايات المتحدة، تلك التي أعلنت نفسها معقلًا للسلام في جميع أنحاء العالم، أن تستخدم حق النقض مرارًا وتكرارًا في الأمم المتحدة؟ 

قرارات وقف إطلاق النار لوقف الحرب

ويقول زيف فينتوش، كبير محللي الاستخبارات في شركة جلوبال جارديان الأمنية: إن إسرائيل لن تردع عن سحق حماس ومطاردة قادة الحركة.

وتابع: "لن يمنع أي ضغط خارجي إسرائيل من إنهاء المهمة، أي الإرادي وإيجاد الأساس لمستقبل غزة خالٍ من حماس".

غضب شعبي أمريكي

وفقًا لأحد الاستطلاعات، يعتقد 52% من الأمريكيين أن الولايات المتحدة يجب أن توقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل حتى تنسحب قواتها العسكرية من غزة، في حين أن 27% لا يوافقون على ذلك، و21% غير متأكدين، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته مؤسسة "يوجوف" بتكليف من مركز الاقتصاد والسياسة. 

وأكد الموقع أن الاستطلاع يظهر انقسامًا حزبيًا: 62% من مؤيدي الرئيس جو بايدن يؤيدون وقف الشحنات، بينما يريد 30% فقط من مؤيدي دونالد ترامب وقف الشحنات.

يقول آفي ميلاميد، مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق ومؤلف كتاب "داخل الشرق الأوسط: الدخول إلى عصر جديد"، إن قوة حماس التفاوضية تتلاشى مع اقتراب شهر رمضان المبارك، ولا يُظهِر تصميم نتنياهو أي علامة على إنهاء القتال حتى حلول شهر رمضان المبارك.

وأضاف، أن حماس ستحتاج إلى تقديم تنازلات، ومن المرجح أن يتضمن الاتفاق النهائي وقفة مؤقتة، لكن الحرب لن تنتهي، وسوف تضع إسرائيل أنظارها العسكرية مرة أخرى على مدينة رفح المزدحمة.

وتابع: "رفض نتنياهو المتواصل لوقف الحرب سيترك ندوبًا في الذاكرة الجماعية للإسرائيليين لسنوات قادمة، سيُدرج الرئيس بايدن في التاريخ باعتباره مساعدًا غير مقصود لنتنياهو في واحدة من أسوأ حلقات القتل الجماعي في القرن الحادي والعشرين".