محلل سياسي سوداني: الإخوان وراء تأجيج الأزمة الإنسانية واستغلال الفوضى للعودة إلى المشهد
محلل سياسي سوداني: الإخوان وراء تأجيج الأزمة الإنسانية واستغلال الفوضى للعودة إلى المشهد
تشهد الساحة السودانية تفاقمًا غير مسبوق في الأزمة الإنسانية، في ظل تصاعد أدوار تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يسعى إلى استثمار معاناة الشعب السوداني لتوسيع نفوذه وإعادة تموضعه في المشهد السياسي.
وبحسب مصادر سودانية مطلعة، تعمل شبكات تابعة للتنظيم على تغذية الصراع عبر نشر الشائعات، وتأجيج الانقسامات القبلية، وتعطيل جهود الإغاثة، وذلك بهدف خلق حالة من الفوضى تسمح له بالعودة إلى الواجهة بعد سقوط نظام البشير.
وأكد مراقبون، أن جماعة الإخوان تستغل تدهور الأوضاع الاقتصادية ونقص الغذاء والدواء في مناطق النزاع لتجنيد الشباب واستقطابهم عبر واجهات إنسانية مزيفة تدّعي تقديم المساعدات، بينما يتم توجيه الموارد لدعم أذرعها المسلحة والإعلامية.
وأشار محللون، إلى أن التنظيم يسعى إلى إفشال أي جهود داخلية أو إقليمية لتسوية الأزمة، لأنه يدرك أن استمرار المعاناة يمنحه فرصة للمناورة السياسية والدعائية، مستغلًا ضعف المؤسسات وغياب الدولة في بعض المناطق.
وتحذر منظمات محلية ودولية، من أن استمرار هذا النهج يهدد بانهيار كامل للمنظومة الإنسانية في السودان، خاصة مع نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل البلاد وخارجها، ما يجعل تدخل المجتمع الدولي لكبح هذا الدور التخريبي ضرورة عاجلة لحماية المدنيين وإنقاذ السودان من الانزلاق إلى فوضى شاملة.
وقال المحلل السياسي السوداني الدكتور محمد عبدالله: إن تنظيم الإخوان الإرهابي يلعب دورًا محوريًا في إشعال الأزمة الإنسانية في السودان، عبر استغلال حالة الفوضى الأمنية والفراغ السياسي لتحقيق مكاسب على حساب معاناة المواطنين.
وأوضح عبدالله، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن الجماعة تعمل من وراء ستار من خلال واجهات خيرية ومنظمات مجتمع مدني ظاهرها الإغاثة وباطنها إعادة التموضع السياسي، مشيرًا إلى أن تحركاتها الأخيرة في ولايات دارفور وكردفان وشرق السودان تؤكد سعيها لإعادة بناء شبكات نفوذها القديمة التي فقدتها بعد سقوط نظام البشير.
وأضاف: أن الإخوان يسعون إلى تعطيل أي مسار للتسوية السياسية أو وقف إطلاق النار، لأن استمرار النزاع يتيح لهم فرصًا للعودة والتغلغل مجددًا في مفاصل المجتمع والدولة. 
وأشار إلى أن الجماعة تعتمد على أسلوب "الفوضى المنظمة" عبر نشر الشائعات وتأجيج الصراعات القبلية والطائفية، وهو ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني وتزايد أعداد النازحين والمحتاجين للمساعدات.
وأكد الدكتور محمد عبدالله، أن الحل يكمن في تجفيف منابع تمويل الجماعة وملاحقة واجهاتها داخل السودان وخارجه، إلى جانب دعم الجهود الوطنية لبناء دولة مدنية مستقرة قادرة على مواجهة خطاب الفتنة والانقسام الذي تتبناه الجماعة.
                            
                                
 
                                    العرب مباشر  
                                
                            
                
                
                
                
                
                
                
        
        
        
        
        
        
  الكلمات