مصر وتركيا تفتحان صفحة جديدة في العلاقات الثنائية وتتفقان على زيادة التعاون الاقتصادي

مصر وتركيا تفتحان صفحة جديدة في العلاقات الثنائية وتتفقان على زيادة التعاون الاقتصادي

مصر وتركيا تفتحان صفحة جديدة في العلاقات الثنائية وتتفقان على زيادة التعاون الاقتصادي
الرئيسان المصري والتركي

أعلن الرئيسان المصري والتركي، عبدالفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان، عن تطلعهما لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي وصل إلى 7.8 مليار دولار في عام 2022، ثم انخفض بنسبة 15.7 بالمئة، وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، ليصل إلى 6.6 مليار دولار في العام الماضي. 

وأكد الرئيس المصري تطلعه إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار في السنوات القادمة، وجاء ذلك في ختام مباحثات رسمية أجريت في القاهرة بين الزعيمين، في أول زيارة لأردوغان إلى مصر منذ عام 2012، والتي تهدف إلى تحسين العلاقات بين البلدين بعد سنوات من التوتر والخلافات. 

وقال السيسي - في مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان - : إن الزيارة تمثل فرصة لبدء صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، مؤكدًا على أهمية التواصل الشعبي والتعاون الاقتصادي بين البلدين، مضيفًا: أن مصر تعتبِر تركيا شريكًا تجاريًا مهمًا في إفريقيا، وأن تركيا تحتل مرتبة متقدمة في قائمة الدول المستوردة من مصر، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على تعزيز الاستثمارات المشتركة وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات مختلفة. 
 
*تعاون استراتيجي* 

من جهته، أعرب أردوغان عن سعادته بزيارة مصر، وقال: إنه تم رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، داعيًا السيسي لزيارة أنقرة لحضور الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين. 

وأكد أردوغان على رغبة بلاده في زيادة الاستثمارات التركية في مصر، التي بلغت 3 مليارات دولار، وفي توسيع التعاون التجاري والصناعي مع مصر، وفي تطوير الشراكة في مجال الصناعات الدفاعية، وقال أردوغان: إنه تم بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، معربًا عن استعداد تركيا للتعاون مع مصر في إعادة إعمار غزة، التي تعاني من أزمة إنسانية بسبب العدوان الإسرائيلي. 
 
الاستثمارات التركية في مصر 

تحظى تركيا بمكانة بارزة في الاقتصاد المصري، حيث تحتل المركز السادس عالميًا والثاني عربيًا من حيث حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر، وتغطي الاستثمارات التركية في مصر قطاعات متعددة، مثل الغذاء والنسيج والكيماويات والبلاستيك والمعادن والمقاولات والاتصالات والخدمات، وتخلق هذه الاستثمارات فرص عمل لعشرات الآلاف من المصريين، وتسهم في دعم الاقتصاد المصري ورفع مستوى المعيشة. 
 
*مستقبلًا مشرقًا* 

من جانبه، يقول الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، بعد أكثر من عقد من الزمن، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة تاريخية إلى القاهرة، مضيفًا أن هذه الزيارة هي نتيجة للجهود الدبلوماسية والسياسية هائلة بذلتها الدولتان خلال السنوات الأخيرة. 

وقال "البرديسي" في حديثه لـ "العرب مباشر": إن هذه الزيارة تمثل تاجًا للعلاقات بين مصر وتركيا، وانطلاقة لتقارب جديد يهدف إلى مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم. وأعرب عن تفاؤله بأن العلاقات بين البلدين ستشهد مستقبلا مشرقا، بعد أن تجاوزت مرحلة من الحوارات الاستكشافية.
 
وأشار الخبير الدولي إلى أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا ستنمو وتزدهر، موضحًا: "على الرغم من الانقطاع الذي حدث بين البلدين لفترة طويلة، إلا أن التعاون الاقتصادي بينهما لم يتوقف وظل ناجحًا، وهذا يدل على أن السنوات القادمة ستشهد المزيد من الشراكة والتنمية، وهذا سيعزز العلاقات على المستوى الاقتصادي والفرص المتاحة". 
 
*فرصة لزيادة الاستقرار في المنطقة* 

في السياق ذاته، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، هي زيارة مهمة، لأنها الأولى منذ عام 2012، مشددًا على أنها تعكس الرغبة المشتركة بين البلدين في تحسين العلاقات وتعزيز التعاون. 

وقال "فهمي" في تصريح لـ "العرب مباشر": إن هذه الزيارة تشكل فرصة لبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتنسيق في مواجهة التهديدات والتحديات التي تمس الأمن والاستقرار في المنطقة، معربًا عن أمله في أن تفتح الزيارة آفاقا جديدة للتعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا. 


وأشار أستاذ العلوم السياسية، أن الاستقرار والتوافق السياسي سينعكس بشكل سريع على العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا وستظهر نتائجه سريعًا، موضحًا: "رغم الخلافات السياسية التي حدثت بين البلدين في الماضي، إلا أن التجارة والاستثمار بينهما لم تتأثر وظلت قوية، وهذا يعني أن هناك مجالا كبيرًا لتطوير العلاقات على المستوى الاقتصادي والتبادل الثقافي".