«أهداف خبيثة» وراء زيارة «أردوغان» إلى طرابلس

«أهداف خبيثة» وراء زيارة «أردوغان» إلى طرابلس
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والسراج

يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الليبية طرابلس في زيارة رسمية، الزيارة التي وصفها مراقبون بأنها تحمل أهدافًا خبيثة واعترافًا ضمنيًا من النظام التركي بفرض سيطرته على مفاصل الدولة الليبية وانتصار المشروع الاستعماري في ليبيا، وتتزامن زيارة أردوغان إلى طرابلس مع وصول مسؤول قطري رفيع إلى غرب ليبيا مندوبًا عن الأمير القطري تميم بن حمد بهدف ترتيب الأوراق، ودعم العناصر الموالية لتركيا وتأكيد وقوف النظام التركي خلفهم إلى النهاية، خاصة بعد شعور الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق بضعف موقفهم خلال الفترة الأخيرة.

زيارة «أردوغان» إلى ليبيا معضلة أمنية لحراسته الشخصية


صعوبة تأمين أردوغان دفعت النظام التركي لوضع عدة خطط لتأمين الرئيس التركي لعدة ساعات على الأراضي الليبية، حيث هبطت طائرتان تابعتان للقوات الخاصة التركية في طرابلس الأيام الماضية، تحمل قوة مسؤولة عن تأمين زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على رأس القوة ضباط كبار من قوات حراسة أردوغان وعناصر مخابراتية، لتمهد الطريق لأردوغان الذي يرغب في زيارة مدينة مصراتة والتحرك بحرية توحي للعالم بسيطرته على ليبيا بالكامل.


مصادر مسؤولة تركية أكدت أن قوات الأمن التركية نصحت أردوغان بألا تزيد الزيارة عن عدة ساعات لصعوبة التأمين، وهو ما اعتبره أردوغان كافيًا لتحقيق أهداف الزيارة بتقديم الدعم المعنوي لحكومة الوفاق والتأكيد على دعم أنقرة العسكري لميليشيات السراج.


التحديات الأمنية لزيارة أردوغان بدأت سريعًا، فاندلع حريق داخل القاعدة البحرية التركية في ليبيا «أبو ستة»، قبل الزيارة المرتقبة لأردوغان إلى العاصمة طرابلس.


وأعلنت حكومة الوفاق الليبية حالة الطوارئ وإغلاق المجال الجوي، وكذلك غلق مداخل ومخارج مدينة مصراتة الليبية قبيل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرتقبة إلى ليبيا، وفقًا لوسائل إعلام محلية في ليبيا.


وتداول صحفيون أتراك، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنباء عن تأجيل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارته المزمعة إلى ليبيا، في ظل صمت الرئاسة التركية عن الإدلاء بأي معلومات حول حقيقة الزيارة.

زيارة أردوغان تهدف لترتيب الأوراق وتمكين "تنظيم الإخوان"


ويرى مراقبون أن أهداف زيارة أردوغان الخبيثة إلى ليبيا تدور حول فشل التحالف التركي القطري في تمكين تنظيم الإخوان الإرهابي من رئاسة الحكومة والمجلس الرئاسي خلال الملتقى السياسي الليبي الذي اختتم أعماله في تونس دون التوصل إلى اتفاق.


وأضاف المراقبون: أن زيارة أردوغان إلى ليبيا تهدف لحل الأزمات التي نشأت في صفوف حلفاء أنقرة من الميليشيات المسلحة في ليبيا بما يتوافق مع المصالح التركية واستمرار دعمها العسكري والمادي لهم.


وتابعوا: زيارة أردوغان إلى ليبيا تثير الغضب في الداخل الليبي بسبب شعور الليبيين بأن قائد جيوش الاحتلال جاء ليرى نتائج غزوته، ولم يختلف الأمر كثيرًا في الداخل التركي، حيث انتقدت المعارضة التركية الزيارة خاصة أنها تأتي بعد زيارة غير مبررة لقبرص الشمالية؛ حيث قال رئيس حزب الشعب، كمال كليتشدار أوغلو، إن إهدار الرئاسة التركية لأموال الشعب من أجل تخصيص طائرات لمرافقي الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال زياراته أمر شديد الاستفزاز، مضيفًا: «تذهبون في نزهة، ولا تنظرون إلى الملايين الذين يأكلون من حاويات القمامة».