قطريون: السعودية رفعت لواء الإسلام منذ 1400 عام.. وليس أردوغان وتركيا

قطريون: السعودية رفعت لواء الإسلام منذ 1400 عام.. وليس أردوغان وتركيا
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

منذ بداية أزمة تصريحات إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي المسيئة ويشن الإعلام القطري التركي حملات بهدف تحقيق أكبر استفادة من الأزمة الأخيرة، فحاولت الأذرع الإعلامية لأردوغان وتميم دعم حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية واستبدالها بالمنتجات التركية التي تأثرت بشدة من قرار المقاطعة الشعبي السعودي والعربي، واستغلال غضب الشعوب العربية والإسلامية وتصوير أردوغان وتميم على أنهما حاميا الإسلام وكذلك الإساءة للمملكة العربية السعودية.

الخارجية السعودية تستنكر الرسوم المسيئة للنبي محمد.. والإعلام القطري يتجاهل


الإعلام القطري تعمد تجاهل الموقف السعودي من الإساءة الفرنسية للإسلام، متناسياً أن المملكة رفعت لواء الإسلام من 1400 عام، واستنكرت السعودية الرسوم المسيئة للرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، معربة عن إدانتها لكل عمل إرهابي.


ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، قوله: إن المملكة "ترفض أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، وتستنكر الرسوم المسيئة إلى نبي الهدى ورسول السلام محمد، وأي من الرسل عليهم السلام".


وأضاف المصدر: أن المملكة تُدين كل عمل إرهابي أياً كان مرتكبه، وتدعو إلى أن تكون الحرية الفكرية والثقافية منارة تشع بالاحترام والتسامح والسلام وتنبذ كل الممارسات والأعمال التي تولد الكراهية والعنف والتطرف، وتمس بقيم التعايش المشترك والاحترام المتبادل بين شعوب العالم.

النظام القطري يسعى لدعم «الأتراك» مستفيدًا من حملة المقاطعة للمنتجات الفرنسية


قطريون انتقدوا محاولات الأذرع الإعلامية لـ"تميم" السعي لتحقيق استفادة من الأزمة الأخيرة على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن موقف الدول الإسلامية وعلى رأسها السعودية معروف دائمًا بدعم الإسلام والمسلمين حول العالم.


يقول، فهد.ح، نرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدعو لمقاطعة البضائع الفرنسية متناسيًا استخدام زوجته الدائم لأشهر ماركات الحقائب والملابس الفرنسية والتي تتجاوز قيمتها الـ50 ألف دولار.


وتابع: وفي الدوحة صدرت الأوامر باستبدال المنتجات الفرنسية بمنتجات تركية لدعم الاقتصاد التركي، فبدلًا من المقاطعة للمنتجات الفرنسية من أجل التعبير عن غضب الشعوب الإسلامية من الإساءة الفرنسية حاول النظام تحقيق أكبر استفادة من تلك الإساءة بدعم الاقتصاد التركي وخدمة الأجندات التي تجمع أردوغان وتميم.


هيئة كبار العلماء عن الرسوم المسيئة.. لن تضر أنبياء الله وتخدم الطرف وتنشر الكراهية


من جانبها، ردت هيئة كبار العلماء في السعودية على الجدل القائم حول الرسوم المسيئة للنبي محمد، داعية إلى "إدانة الإساءة للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام" ومؤكدة أن "الإساءة إلى مقامات الأنبياء لن تضر أنبياء الله ورسله شيئا وإنما تخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية".


الرد السعودي الحاسم جاء في ظل محاولات تركيا لتأجيج مشاعر العداء مستغلة حالة الغضب الشعبي في جميع الدول الإسلامية من تصريحات الرئيس الفرنسي، وأوضحت الهيئة وهي أعلى هيئة دينية في المملكة في بيان لها أن واجب العقلاء في كل أنحاء العالم مؤسسات وأفرادا إدانة هذه الإساءات التي لا تمتّ إلى حرية التعبير والتفكير بصلة، وإنما هي محض تعصب مقيت وخدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة.


وأوضحت أن "الإسلام الذي بُعث به محمد عليه الصلاة والسلام جاء بتحريم كل انتقاص أو تكذيب لأي نبي من أنبياء الله"، كما "نهى عن التعرض للرموز الدينية"، مضيفة "إن الإسلام أمر بالإعراض عن الجاهلين وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام ناطقة بذلك"، مؤكدة أن "مقام النبي عليه الصلاة والسلام ومقامات إخوانه من الأنبياء والمرسلين محفوظة وسامية".


وقالت: إن "واجب المسلمين وكل محب للحقيقة والتسامح نشر سيرة النبي عليه الصلاة والسلام بما اشتملت عليه من رحمة وعدل وسماحة وإنصاف وسعي لما فيه خير الإنسانية جمعاء".


لماذا لا ترفض قطر التخلي عن "باريس سان جيرمان" نصرة للنبي


في السياق ذاته، يقول سعد.م، قديمًا قام المسلمون بحملة لمقاطعة البضائع الدنماركية بسبب رسوم مسيئة للنبي الكريم، ورغم ذلك لم نر للحملة صدى في قطر أو تركيا، ولم تعلق الخارجية القطرية أو التركية أو تدين تلك الرسومات، حيث كانت العلاقات مع الدنمارك جيدة وقتها على عكس العلاقات الحالية بين تركيا وفرنسا.


وتابع: الإعلام القطري والتركي ينتقد المملكة العربية السعودية وموقفها من التصريحات الفرنسية أكثر من التصريحات نفسها، رغم إدانة الخارجية السعودية للرسوم المسيئة ومطالباتها باحترام جميع الأديان والمقدسات.


وتساءل، لماذا لا يدعو الإعلام القطري والتركي لسحب استثمارات البلدين التي تتجاوز عشرات المليارات من باريس، هل تتخلى قطر عن نادي باريس سان جيرمان نصرة للنبي، أم سيستمر الإعلام القطري في انتظار ردود الأفعال العربية فقط ضد الرسوم المسيئة.
 
المملكة وكبرى المؤسسات الإسلامية حارب الإساءة دون الاحتياج لمكاسب سياسية


من جانبه، يقول عمرو،ح، الحملات التي تستهدف تشويه الإسلام دائمًا ما تتصدى لها المملكة والمؤسسات الإسلامية العريقة كالأزهر الشريف دون الاحتياج لمكاسب سياسية معينة أو استخدام الإساءة إلى الإسلام في ربح مواقف سياسية وأيديولوجية وحسم صراعات.


وأضاف: النظام القطري يسعى لتقليل خسائر الاقتصاد التركي ومحاولة استبدال المنتجات الفرنسية بالتركية بسبب وقوف فرنسا ضد أطماع أردوغان في منطقة الشرق الأوسط فيعتبر الأحداث الحالية ضرب عصفورين بحجر واحد، فيسعى للظهور بمظهر المدافع عن الإسلام من جهة، ويعاقب فرنسا على مواقفها ضد النظام التركي ومحاولاته إشعال الأزمات في منطقة الشرق المتوسط وكذلك التمويلات القطرية لعناصر ومؤسسات الإخوان في أوروبا من جهة أخرى. 


وتابع: المملكة العربية السعودية هي حصن الإسلام منذ نشأته، قبل وجود تركيا من الأساس، من الجنون أننا نرى الإعلام القطري والتركي يسعى لتصدير صورة أردوغان وتميم هما حاميا الدين الإسلامي ومن دونهما لن يرد أحد على الإساءة للإسلام.