مع اقتراب الانتخابات الليبية.. هل يُنهي الليبيون وجود الإخوان في المنطقة؟

تواصل جماعة الإخوان السقوط في أفريقيا

مع اقتراب الانتخابات الليبية.. هل يُنهي الليبيون وجود الإخوان في المنطقة؟
صورة أرشيفية

أكد المتحدث باسم البرلمان الليبي، عبدالله بليحق، في تصريحات إعلامية، اليوم الثلاثاء، أن موعد الانتخابات الليبية لن يتغير.

وأشار  بليحق، إلى أن "البرلمان الليبي يمارس أعماله بشكل طبيعي"، مضيفاً أن "الحكومة فشلت بتوفير احتياجات المواطنين".

انحسار جماعة الإخوان

وتترقب ليبيا انتخاباتها المقبلة في ظل انحسار جماعة الإخوان الإرهابية في المنطقة العربية، فبعد سقوط الجماعة وهروب عناصرها من مصر، أسقط التونسيون الجماعة في بلادهم وجمدوا برلمان الإخوان برئاسة راشد الغنوشي، كما خرج المغاربة للتصويت ضد حزب العدالة والتنمية وإسقاط الجماعة في الانتخابات البرلمانية والبلدية. 

ومع انحسار الجماعة الإرهابية في المنطقة، لم يبقَ أمامهم عمليا سوى ليبيا، لتقول الانتخابات قولها الفصل وتعلق ملف إرهاب الإخوان في المنطقة إلى الأبد، وسط توقعات بتصويت الليبيين ضد الإخوان، خصوصًا بعد معاناة عاشها الليبيون بسبب الميليشيات الإرهابية التي جلبها الإخوان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طرابلس.

خطوات إيجابية.. ولكن!

وفى هذا الصدد، تقول الدكتورة سمية عسلة، المتخصصة في الشأن الدولي، إن المتوقع وما نراه على الأرض في الشأن الليبي هو أن الأمور تسير في اتجاه إيجابي، لافتة إلى أن المعاناة التي يعيشها الشعب الليبي في ظل وجود ميليشيات الإخوان وإشاعة الفوضى والرعب في المناطق الليبية أكثر من مرة.

وتوقعت عسلة أنه بعدما اجتمعت القيادات الليبية في مصر، وتشكلت حكومة ليبية شرعية وحصلت على دعم واعتراف عربي ودولي، أصبحت الأوراق في ليبيا مرتبة وتسير نحو انتخاب برلمان ليبي تختاره كل طوائف الشعب، لتعود الديمقراطية إلى موضعها في ليبيا، وفي نفس الوقت يتم إعادة صياغة الدستور بما يتناسب مع المستقبل نحو استعادة الدولة الليبية مرة أخرى.

دعم الميليشيات

كما اعتبرت سمية عسلة أن ما يحدد سير الانتخابات المرتقبة في ليبيا هو مدى صدق الأتراك وأهل الشر والجماعات الإسلامية للعناصر التابعة لهم في وعودهم بشأن ليبيا، خصوصا وأنه ما زالت هناك مشكلة عالقة في ليبيا، وهي بقايا المرتزقة والميليشيات التي زج بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ليبيا، والتي لا تزال تابعة وممولة بشكل مباشر من تركيا وقطر.

وطرحت عسلة تساؤلاً مهمًا، وهو هل هذه العناصر من المرتزقة والميليشيات ما زالت في قوتها وتتلقى الدعم الذي يؤهلها فيما بعد لإحداث أي فوضى وزعزعة للاستقرار أثناء الانتخابات الليبية المقبلة، وهل ما زال المتبقي منهم عددًا يكفي لإحداث فوضى؟ 

وعود سحب المرتزقة

كما لفتت عسلة إلى أنه عندما أراد أردوغان التقرب من مصر، أعلن موافقته على الشروط المصرية بسحب العناصر المرتزقة والميليشيات من طرابلس، ولكن عندما بدأ فعليًا في عمليات سحب هذه العناصر، لم يسحب سوى أعداد قليلة منها، على الرغم من أنه زج بعشرات الآلاف من العناصر الإرهابية، موضحة أنه سحب بشكل تدريجي وغير كافٍ ولا يتناسب أبدًا مع حجم الأعداد التي ضخها إلى داخل ليبيا. 

ومع ذلك، أشارت عسلة إلى أنه تم بالفعل تحجيم دور الإخوان والميليشيات الإرهابية في ليبيا، وتسير الأمور بشكل إيجابي بدعم مصري ودعم عربي، ولكن كل ما فعله أردوغان هو إبداء حسن النوايا، وأعلن تراجعه عن مخططاته الاستعمارية في ثروات ليبيا والمنطقة العربية، ولكنه مجرد كلام وتعهدات ولم يتخذ الجانب التركي خطوات عملية تترجم ذلك، فهو لا يزال يرى في المنطقة العربية إرثه الاستعماري. 

مرتزقة أردوغان تهدد الانتخابات

وأضافت أن الرئيس التركي لا يزال يمارس ألاعيبه في ليبيا، وما زال يحرك العناصر المسلحة داخل العمق الليبي، وحتى العناصر التي تم سحبها من ليبيا وتوجيهها إلى أذربيجان لم تكن كل العناصر التي تم ضخها في ليبيا، علاوة على أن ميليشيات السراج المدعومة من تركيا هي عناصر ليبيا، ما زالت تتلقى الدعم من أردوغان، وهو ما يخشى تأثيرهم على العملية الانتخابية في ليبيا؛ لأنهم ما زالوا يحملون الأفكار الإخوانية السامة، ومن الصعب تغييرها تمامًا.