هل ستعود إيران وإسرائيل لحرب الظل مجددًا؟

يشتعل الصراع بين إيران وإسرائيل

هل ستعود إيران وإسرائيل لحرب الظل مجددًا؟
صورة أرشيفية

منذ سنوات وتهاجم إيران وإسرائيل بعضهما البعض، حيث تستعين طهران بالمليشيات التابعة لها في مهاجمة إسرائيل، حتى في الظروف الحالية لم تبادر إيران بالهجوم المباشر على إسرائيل، وكانت تقوم بتوجيه مليشيات حزب الله في لبنان ومليشيات الحوثي في اليمن والمليشيات التابعة لها في العراق، ولكن ما حدث مؤخرًا هو ضربة إيرانية مباشرة.  

الضربة الإيرانية الأخيرة فتحت أبواب التساؤل حول هل تعود إيران من جديد إلى حرب الظل أمام المواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، أم ستكون المواجهة المباشرة هي بداية الحرب الإيرانية الإسرائيلية في ظل ما تم من استهداف إسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق واستهداف قادة الحرس الثوري الإيراني أيضًا.

حرب الظل تعود بجولة جديدة  

ويرى أغلب المراقبين أن حرب الظل ما بين طهران وإسرائيل ستعود من جديد بعد الضربة المباشرة التي كان على إيران أن تقوم بها ردًا على استهداف قادة الحرس الثوري، وكذلك على نحو أن الولايات المتحدة لا تحبذ دعم تلك المواجهة بين إيران وإسرائيل، وهو ما تخشاه حكومة الولايات المتحدة حاليًا من اتساع رقعة الصراع قبيل الانتخابات الأمريكية التي تبدأ في نوفمبر المقبل.

الرد الانتقامي الإيراني أطلق عليه اسم "الوعد الصادق"، فيما ردت إسرائيل على هذا الهجوم باستهداف محافظة أصفهان، وسط إيران، فجر الجمعة؛ مما يجعل المواجهات المباشرة متعادلة بين الطرفين، وهو ما يفتح أبواب جديدة نحو العودة إلى حرب الظل من جديد.


 
الصراع الإعلامي بين تل أبيب وطهران  

ويواجه نتنياهو اعترضات كثيرة في إسرائيل لاتساع رقعة الحرب الحالية التي بدأت مع حركة حماس، ومن ثم توسعت لتصل إلى طهران، ولكن في نفس الوقت يستغل المرشد الإيراني، علي خامنئي، الدعايا بنحو إن إسرائيل هي العدو الأوحد للبلاد ولابد من الحرب معهم.

وخلال التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل، قدم كل من الجانبين ادعاءات مختلفة لإظهار التفوق الاستخباراتي العسكري أو النصر على الطرف الآخر. 

ويعتقد خبراء ومحللون عسكريون أن الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران تهدد بخروج الأوضاع في المنطقة عن السيطرة، إذ ستفتح إيران جبهات واسعة عبر جيشها الرسمي والحرس الثوري ووكلائها في المنطقة على المصالح الإسرائيلية "الحساسة" داخليًا وخارجيًا، ومن بينها حقول النفط والمنشآت العسكرية والدبلوماسية، في حين لن تتردد إسرائيل في استهداف العمق الإيراني وتنفيذ ضربات نوعية تشمل قادة الفصائل المسلحة المتحالفة مع طهران. 

ويرى الباحث في الشأن الإيراني الدكتور حسن هاشميان، أن استهداف مصالح طهران في المنطقة، هي التي ستدفع حكومة نتنياهو بتوسيع جغرافية الصراع في الشرق الأوسط إلى نحو أكبر، حيث من المتوقع أن يستخدم نتنياهو طهران كورقة صراع كبير في حال الانتهاء من حرب قطاع غزة، وخاصة أن إسرائيل وجيشها لم يدخل حربا كبرى موسعة مع جيش نظامى منذ حرب 1073 مع مصر، وبالتالي هناك تخوف داخلى من مواجهة ايران والتي بها جيش نظامي قوى، وإن كانت المواجهة لن تكون مباشرة بل ستكون استهدافات متفرقة أغلبها في دمشق وجنوب لبنان.

وأضاف هاشميان - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن إيران أظهرت لإسرائيل من خلال هجماتها الصاروخية والطائرات دون طيار، أنها لا تسعى إلى صراع أكبر، وفي الوقت نفسه، حذرت إسرائيل من أن الإجراء التالي المحتمل للبلاد سيقابل برد أكثر جدية من إيران، وإن ما حدث من إيران كان ردًا بسيطًا لعدم تواجد نية من طهران بمواجهة مباشرة. 

ويقول أستاذ العلوم السياسية طارق فهمي: إن الولايات المتحدة نفسها لا تدعم حربًا شاملة في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي عودة حرب الظل من جديد بين طهران وتل أبيب هي الأوقع حاليًا والضربات الماضية كان استعراضًا ما بين الطرفين خاصة وإنها لم تكن مؤثرة على الطرفين وتم ردها بشكل كبير.

وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن تحيل الإجراءات الأمنية المشددة في إسرائيل وإغلاق الدول المجاورة للمجال الجوي على التأثير الإقليمي، دليلاً على إن الحرب الشاملة غير مرغوب فيها من الجميع ولن تكون متواجدة، ولكن إيران ستقوم بشن الهجمات عبر المليشيات التابعة لها، وكذلك ستقوم إسرائيل باستهداف قادة إيران في سوريا ولبنان.