واشنطن تستعد لتصنيف الإخوان المسلمين منظمة إرهابية في خطوة أمريكية غير مسبوقة
واشنطن تستعد لتصنيف الإخوان المسلمين منظمة إرهابية في خطوة أمريكية غير مسبوقة
كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، عن خططه للمضي في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية، في خطوة تأتي على خلفية ما وصفه بتزايد الأدلة على تشدد الجماعة وتصاعد نفوذها داخل الدول الغربية.
وأكد ترامب في تصريحات لموقع Just the News أن القرار سيصدر بأقوى وأشد الصيغ، مشيرًا إلى أن الوثائق النهائية الخاصة بهذا الإجراء قيد الإعداد.
تأتي هذه الخطوة بعد جهود طويلة من مراكز أبحاث ونواب في الكونغرس الأمريكي للدفع نحو تصنيف الجماعة، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة نقاشًا متصاعدًا حول دور المنظمات ذات المرجعية الإسلامية ونشاطاتها داخل البلاد، وفقًا لما نشرته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.
تحركات على مستوى الولايات وتعزيز الضغوط الداخلية
شهد الأسبوع الماضي خطوة لافتة في ولاية تكساس، حيث أعلن الحاكم الجمهوري غريغ أبوت تصنيف كل من جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) كمنظمتين إرهابيتين أجنبيتين داخل الولاية. ويرى مراقبون أن هذا الإجراء شكّل عامل ضغط إضافيًا على الإدارة الفيدرالية للإسراع في اتخاذ قرار مماثل.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن التصنيف الفيدرالي المرتقب يهدف إلى قطع التمويل وتجفيف أي مصادر دعم قد تصل إلى الجماعة، إلى جانب إجراءات أخرى تستهدف تقويض نشاطاتها داخل الولايات المتحدة.
جذور إخوانية وامتدادات تنظيمية في المنطقة
تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928، وارتبط اسمها خلال العقود الماضية بعدد من الجماعات التي وصفت بالمتطرفة. وتُعد حركة حماس إحدى أبرز هذه الجماعات، حيث أكدت في ميثاقها التأسيسي أنها تمثل أحد أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين.
وتشير تقارير صحفية أمريكية إلى أن إدارة ترامب كانت تدرس منذ شهور إصدار التصنيف، قبل أن يعلن الرئيس رسميًا نيته المضي في ذلك.
تحذيرات بحثية من تمدد نفوذ الجماعة في الغرب
أصدر معهد دراسة معاداة السامية والسياسات العالمية تحليلًا وصف بالمرعب الأسبوع الماضي، أكد فيه أن جماعة الإخوان في منتصف الطريق نحو تنفيذ خطة تمتد لمئة عام تهدف إلى اختراق المؤسسات الغربية وإعادة تشكيل المجتمعات من الداخل.
وأوضح مدير المعهد الدكتور تشارلز آشر سمول أن التنظيم عمل خلال العقود الخمسة الماضية على زرع نفوذه داخل مؤسسات مهمة في الولايات المتحدة والغرب، في إطار مشروع أيديولوجي عابر للحدود يستفيد من الأنظمة الغربية بينما يعمل على تقويضها.
بين الشريعة والخلافة
ورغم تنوع فروع الإخوان المسلمين حول العالم، فإن الجماعة عُرفت بتبنيها تطبيق الشريعة وطرحها مفهوم الخلافة كنموذج للحكم. ويُنظر إلى هذا النموذج باعتباره نظامًا يقوم على قوانين دينية صارمة غالبًا ما تقيد حقوق المرأة وتفرض عقوبات قاسية، وتحدّ من الحريات الفردية.
ووفق تقرير صادر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، فإن الجماعة تعمل على غرس أفكار تبرر العنف لدى أعضائها، ما يدفع بعضهم إلى الانشقاق والانضمام إلى تنظيمات متطرفة.
مواقف إقليمية صارمة وحظر في عدة دول عربية
تتبنى عدة دول في الشرق الأوسط مواقف حازمة تجاه جماعة الإخوان المسلمين، فقد صنفت السعودية والإمارات والبحرين الجماعة كمنظمة إرهابية، بينما حظرتها كل من مصر والأردن، ويُعد هذا الموقف الإقليمي من أبرز أدوات الضغط على واشنطن للمضي في التصنيف.
تحركات داخل الإدارة الأمريكية وخطوات تمهيدية للتصنيف
كان عدد من الجمهوريين قد مارسوا ضغوطًا مستمرة على الإدارة الأمريكية لإصدار التصنيف. وفي أغسطس الماضي، أشار وزير الخارجية ماركو روبيو إلى أن القرار قيد الإعداد، موضحًا أن تعدد فروع الجماعة يستوجب النظر في تصنيف كل فرع على حدة، وهو ما يتطلب إجراءات فنية وقانونية طويلة داخل وزارة الخارجية.
وبينما تتواصل النقاشات داخل الإدارة الأمريكية، يترقب المراقبون حجم التأثيرات السياسية والقانونية التي قد تترتب على هذا التصنيف، سواء داخل الولايات المتحدة أو في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل الجدل الواسع الذي يثيره نفوذ الجماعة وأدوارها في المنطقة.

العرب مباشر
الكلمات