روبيو: سوريا قد تواجه حرب أهلية شاملة أو انهيار حكومتها الجديدة
روبيو: سوريا قد تواجه حرب أهلية شاملة أو انهيار حكومتها الجديدة

حذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من أن سوريا قد تكون على بعد أسابيع فقط من الانهيار التام أو الانزلاق إلى حرب أهلية شاملة ذات أبعاد "ملحمية"، وذلك خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء، ونقلتها وكالة "اسوشيتيد برس" الأمريكية.
جاءت تصريحات روبيو في أعقاب لقائه مع كبار المسؤولين السوريين الأسبوع الماضي خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، حيث أشار أن الوضع الهش للسلطة الانتقالية في دمشق كان الدافع الرئيسي وراء قرار ترامب المفاجئ بتعليق العقوبات المفروضة على سوريا لمدة 180 يومًا بعد لقائه مع الرئيس السوري أحمد الشرع.
الحرب الأهلية تهدد سوريا
وأوضح روبيو، أن التقديرات تشير أن السلطة الانتقالية تواجه تحديات جسيمة قد تؤدي إلى انهيارها خلال أسابيع، وليس أشهر، محذرًا من أن ذلك قد يفضي إلى حرب أهلية واسعة النطاق قد تؤدي إلى تقسيم البلاد.
وأضاف: أن رفع العقوبات سيسمح للدول المجاورة بتقديم الدعم للسلطة الانتقالية لتطوير آليات الحوكمة، وتوحيد القوات المسلحة تحت راية واحدة، بهدف إعادة بناء مؤسسات الدولة.
ومع ذلك، شدد روبيو على أن تخفيف العقوبات وحده لن يكون كافيًا لاستقرار سوريا، مقترحًا أن الكونغرس قد يحتاج إلى التدخل أو اتخاذ إجراءات أكثر شمولية لإنعاش الأمة التي مزقتها الحرب الأهلية على مدى أكثر من 14 عامًا.
جهود دبلوماسية وتحديات سياسية
وأكدت الوكالة الأمريكية، أنه خلال زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط، التي نظمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التقى الرئيس الأمريكي بالرئيس السوري أحمد الشرع، وحثه على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم التي تعترف بإسرائيل.
ويُعد الشرع، الذي قاد هيئة تحرير الشام في الإطاحة بنظام بشار الأسد العام الماضي، شخصية مثيرة للجدل.
وفي هذا السياق، أشار روبيو أن السلطة الانتقالية تواجه تحديات كبيرة، موضحًا أن قادتها "لم يجتازوا فحص الخلفية الذي أجرته مكتب التحقيقات الفيدرالي".
وأضاف: "إذا تعاملنا معهم، قد تنجح الأمور أو قد لا تنجح. لكن إذا لم نتعامل معهم، فمن المؤكد أن الأمور لن تنجح".
ومن جانبه، أشاد النائب الجمهوري مارتن ستوتزمان، الذي زار سوريا الشهر الماضي والتقى بالشرع، بجهود الرئيس السوري للحفاظ على وحدة البلاد، مشيرًا أن الشرع عين مسيحيًا في حكومته ويرفض أي محاولات لتقسيم سوريا إلى أجزاء إقليمية أو طائفية.
مخاطر الانهيار وتداعياته الإقليمية
حذّر روبيو من أن انهيار سوريا قد يؤدي إلى فوضى عارمة في الشرق الأوسط، مشيرًا أن البلاد أصبحت منذ اندلاع الحرب الأهلية في مارس 2011 "ملعبًا للجماعات الجهادية مثل تنظيم داعش وغيره".
وأشار أن عدم الاستقرار المستمر قد يفاقم التحديات الأمنية في المنطقة؛ مما يستدعي تدخلاً دوليًا منسقًا لدعم السلطة الانتقالية.