أمواج تسونامي تضرب سواحل أمريكا والهادي.. تحذيرات وعمليات إجلاء واسعة

أمواج تسونامي تضرب سواحل أمريكا والهادي.. تحذيرات وعمليات إجلاء واسعة

أمواج تسونامي تضرب سواحل أمريكا والهادي.. تحذيرات وعمليات إجلاء واسعة
تسونامي

شهد الساحل الغربي للولايات المتحدة، صباح اليوم الأربعاء، وصول موجات تسونامي إلى سواحل ولايات واشنطن وأوريغون وكاليفورنيا، عقب زلزال قوي وقع قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية.

 ووفقًا للبيانات الرسمية، فقد تم تسجيل أعلى موجات تسونامي حتى الآن في عدة مواقع، أبرزها: أرينا كوف، كاليفورنيا: 1.6 قدم (نحو 50 سم) وكريسنت سيتي، كاليفورنيا: 1.5 قدم و مونتيري، كاليفورنيا: 1.4 قدم.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، ما تزال تحذيرات تسونامي قائمة للساحل الشمالي لولاية كاليفورنيا، بينما تخضع بقية سواحل الولاية، بما في ذلك منطقة خليج سان فرانسيسكو، إلى جانب سواحل ولايتي أوريغون وواشنطن، لإرشادات تحذيرية من تسونامي.

وحذرت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية من استمرار التيارات القوية والاندفاعات المائية الإضافية لساعات بعد وصول الموجات الأولى، مطالبةً المواطنين بالابتعاد عن الشواطئ والمرافئ والأرصفة البحرية حتى إشعار آخر.

تهديد تسونامي 


في السياق ذاته، أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA) تحذيرًا من تهديد تسونامي يشمل دول بابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان وفانواتو الواقعة في جنوب المحيط الهادئ.

وأشارت السفارة الأمريكية في بابوا غينيا الجديدة إلى ضرورة استعداد المواطنين الأمريكيين في المناطق الساحلية للتحرك الفوري نحو مناطق مرتفعة في حال ملاحظة نشاط بحري غير طبيعي أو التعرض لهزات أرضية قوية أو طويلة.

كما دعت السفارة إلى تجنب الاقتراب من الشواطئ والأنهار، وضرورة تجهيز مستلزمات الطوارئ من مياه وطعام وأدوية ومستندات مهمة.

مغادرة عشرات السفن ميناء هونولولو بعد الإنذار


وفي أعقاب التحذيرات، غادرت أكثر من 90 سفينة ميناء هونولولو الرئيسي في ولاية هاواي خلال الساعات الأخيرة، وفق بيانات موقع "مارين ترافيك".

وتضمنت السفن المغادرة قوارب صيد ويخوت وسفن تابعة لخفر السواحل الأمريكي، حيث اتجهت إلى أعماق البحر كإجراء احترازي تحسبًا لوصول موجات تسونامي. وقد تم توثيق تحركات السفن في مقاطع مصورة نُشرت عبر منصة "X".

زلزال كامتشاتكا


شهدت شبه جزيرة كامتشاتكا، الواقعة في أقصى شرق روسيا، زلزالاً بلغت قوته 8.7 درجات على مقياس ريختر، وهو الأقوى في المنطقة منذ عام 1952، حسب وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية.

ويُصنَّف الزلزال ضمن أقوى ست هزات أرضية سُجلت عالميًا، حيث وقع على عمق ضحل نسبيًا بلغ 20.7 كيلومتر فقط. 

ويُشار أن الزلازل الضحلة تُعد أكثر تدميرًا من الزلازل العميقة، كون طاقتها تصل إلى سطح الأرض بسرعة دون أن تُستهلك أثناء الطريق.

وصرح الدكتور محمد قشاني، أستاذ مشارك في هندسة الإنشاءات بجامعة ساوثهامبتون، أن قرب الزلزال من الساحل ساهم في توليد موجات تسونامي مباشرة بعد الهزة.

وبحسب التصنيف الجيولوجي، تُعتبر الزلازل ضحلة إذا وقع مركزها السطحي على عمق يتراوح بين صفر و70 كيلومترًا، فيما تُصنَّف الزلازل المتوسطة على أعماق بين 70 و300 كيلومتر، والعميقة حتى 700 كيلومتر.

ارتفاع منسوب المياه في كاليفورنيا


رُصدت أولى موجات تسونامي في مدينة كريسنت سيتي بشمال كاليفورنيا بالقرب من الحدود مع ولاية أوريغون.

 وأظهرت البيانات ارتفاعًا في منسوب المياه بأكثر من قدم واحدة، مع توقعات بوصول مزيد من الموجات خلال الساعات المقبلة.

ويخضع شريط يمتد بطول 100 ميل من الساحل الشمالي لكاليفورنيا لتحذير شديد من التسونامي، ويُعزى ذلك إلى التكوين الجغرافي الفريد لقاع البحر في تلك المنطقة، الذي يساعد على "توجيه طاقة الموجات" باتجاه الساحل، وفقًا لخدمة الطقس الوطنية.

موجات تسونامي "تسافر عبر الزمن"


ضرب الزلزال شبه جزيرة كامتشاتكا في حوالي الساعة 11:24 صباحًا بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء. لكن عند وصول أولى موجات تسونامي إلى هاواي – آلاف الأميال شرقًا – كان ما يزال الوقت مساء الثلاثاء.

ويُفسر هذا الفرق الزمني بعبور موجات التسونامي لخط التاريخ الدولي، وهو خط وهمي يقسم المحيط الهادئ ويحدد الفرق الزمني بين الأيام المتتالية، ما يجعل الظاهرة تبدو وكأنها "سافرت عبر الزمن" تقويميًا.

موجات تسونامي تصل إلى غوام


كما وصلت موجات تسونامي بارتفاع يصل إلى قدم واحدة إلى جزيرة غوام الأمريكية الواقعة غرب المحيط الهادئ. 

وأشارت هيئة الدفاع المدني المحلية، أن الموجات ستتكرر خلال الساعات المقبلة لكن من المتوقع أن تتناقص تدريجيًا.

ورغم أن ارتفاع الموجات لم يكن خطيرًا، إلا أن السلطات نصحت السكان بعدم السباحة أو الاقتراب من الشواطئ في الوقت الحالي.