في 10 أيام.. هروب الشركات الاستثمارية العالمية من قطر

هربت عدد من الشركات الاستثمارية من قطر

في 10 أيام.. هروب الشركات الاستثمارية العالمية من قطر
أمير قطر تميم بن حمد

يبدو أن الأوضاع الداخلية لقطر باتت متدهورة للغاية، وتفتّت بيئة الاستثمار، حتى تهرب شركات الغاز الطبيعي والبترول والبنية التحتية منها واحدة تلو الأخرى، لتوجه صفعة ضخمة لاقتصاد الدوحة الذي يعتمد عليهم في الدرجة الأولى.

هروب تحالف إنجي

مع غياب حقيقة أوضاع أسعار المشروعات المستقبلية وارتفاع الأسعار بجانب تعطل سلاسل الإمداد العالمية، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده شركة "إنجي" الفرنسية العاملة في مجال مشاريع البنية التحتية، انسحابه من قطر.

وأكد التحالف خروجه من المنافسة على مشروع في قطر بنحو 3 مليارات دولار لإنشاء محطة توليد كهرباء وتحلية مياه، بحسب ما كشفته مصادر مطلعة، مضيفة أن ذلك القرار جاء بسبب عدم الجدوى الاستثمارية للمشروع والخطة الأصلية له.

المشروع تعطل لأكثر من عام

وتابعت المصادر أن التحالف الفرنسي أبدى استياءه من الجدل مع الجهة المسؤولة عن المشروع بشأن تعديل بنود التعاقد، وسط غياب رد الحكومة القطرية.

وبذلك الانسحاب الفرنسي المخيف، تتوافر فرص ضخمة لفوز شركة ماروبيني بالمشروع الذي تعطل لأكثر من عام، جراء عدة أسباب على رأسها جائحة فيروس كورونا.

وكان من المقرر إعلان العرض الفائز في منتصف نوفمبر الماضي، ولكن قطر لم تتمكن من المضي قدما بالمشروع، الذي يعاني من تعطل ضخم ومتكرر.

انسحاب أكبر شركة كهرباء يابانية

لم يكن التحالف الفرنسي هو أول الهاربين من قطر خلال فترة وجيزة، ما ينذر بأن الدوحة لم تعد آمنة أو جاذبة للاستثمارات الدولية، حيث إنه في نهاية الشهر الماضي، قررت شركة جيرا، أكبر شركة لتوليد الكهرباء في اليابان، ساتوشي أونودا، إنهاء أنشطتها في قطر.

وتعد شركة جيرا، وهي مشروع مشترك للوقود وتوليد الكهرباء بين شركة طوكيو القابضة للكهرباء وشركة تشوبو للطاقة الكهربائية، وهي أحد أكبر مشتري الغاز الطبيعي المسال في العالم، حيث اشترت نحو 30 مليون طن في السنة المالية المنتهية في مارس 2021، كما تستورد قرابة 20% من إجمالي واردات الغاز الطبيعي من مشروع قطر غاز 1.

أسباب الهروب

ومن ناحيته، أكد رئيس شركة جيرا، أكبر شركة لتوليد الكهرباء في اليابان، ساتوشي أونودا، أنه لن يتم تجديد عقود الشركة طويلة الأمد في مشروع قطر غاز 1 للغاز الطبيعي المسال والتي ينقضي أجلها في الشهر المقبل.

وقال أونودا، في تصريحات صحافية، إنه: "بات من الصعب علينا الاستمرار في العقود الكبيرة طويلة الأمد نظرا لتطورات سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية والاتجاه العالمي لإزالة الكربون وتحرير أسواق الكهرباء والغاز المحلية".

ولفت متحدث باسم جيرا إلى أن الشركة، تستورد 5.5 مليون طن سنويا من المشروع عبر عقود طويلة الأمد تشمل اتفاقا مدته 25 عامًا أبرمته تشوبو وقطر غاز في 1997.

بينما سبق أن كشفت وسائل إعلامية أن قطر تجري محادثات لإشراك الشركات الصينية في مشروعها لتوسعة حقل للغاز الطبيعي المسال، خوفا من خروج جيرا اليابانية بسبب اتجاهها لخفض الكربون حفاظا على البيئة.