تجنبًا لأي أزمات جديدة.. لماذا ترفض سوريا الانخراط في المعارك الإسرائيلية الإيرانية؟

ترفض سوريا الانخراط في المعارك الإسرائيلية الإيرانية

تجنبًا لأي أزمات جديدة.. لماذا ترفض سوريا الانخراط في المعارك الإسرائيلية الإيرانية؟
صورة أرشيفية

بعد أن وجهت إسرائيل عدة ضربات صاروخية لسوريا مستهدفة معاقل الميليشيات الإيرانية بها، أصبح من الواضح أن سوريا تحولت لساحة معركة بين إيران وإسرائيل، بالرغم من محاولات الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته إظهار بأن سوريا لن تكون طرف في هذه الحرب المشتعلة أو تتحول لمسرح لحرب ظل. 
 
حياد سوري 

وبحسب شبكة "دويتش فيله" الألمانية، فإن سوريا تسعى جاهدة للنأي بنفسها عن هذه التوترات الإقليمية، خصوصًا بعد انتهاء حالة الحرب الأهلية التي واجهتها البلاد لعدة سنوات وأسفرت عن تدمير الاقتصاد والبنية التحتية. 

وتابعت، أن هناك عديد من الأسباب التي تدفع سوريا لتجنب أي تصعيد إقليمي، ومنها الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ فترة طويلة، والتي جعلت الجيش الوطني السوري غير مؤهل للرد على أي حال، كما أن الاقتصاد السوري في حالة يرثى لها، والحياد السياسي بشأن غزة يمكن أن يخدم نظام الأسد جيدًا من حيث السياسة الخارجية. 

وأضافت أن موقف النظام السوري يأتي على الرغم من أن إسرائيل تهاجم بالفعل مواقع في سوريا منذ أكثر من عقد من الزمن، حيث يتواجد عدد من المواقع الإيرانية، كما أن حزب الله، أقوى الوكلاء العسكريين المختلفين الذين تدعمهم إيران في جميع أنحاء المنطقة، يتمركز في لبنان ويتواجد أيضًا في سوريا، ويعتبر كل من إيران وحزب الله إسرائيل والولايات المتحدة أعداء. 

أثار الوجود الإيراني المتزايد في سوريا قلق الجيش الإسرائيلي، حيث تخشى حكومة الاحتلال بشأن حشد القوات والبنية التحتية الإيرانية بالقرب من حدودهم، ولهذا السبب، استهدفت إسرائيل البنية التحتية السورية بانتظام. 
 
منع التواجد الإيراني 

وأكدت الشبكة الألمانية، أن مجموعة الأزمات الدولية التي كانت تراقب الصراع، كشفت أن مصلحة إسرائيل الأساسية في سوريا هي منع الوجود العسكري الإيراني الاستراتيجي في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك البناء الإيراني للبنية التحتية العسكرية وتنمية القوات المحلية الشريكة، حيث نفذت إسرائيل أكثر من 100 غارة على قوافل ومستودعات تخدم خطوط الإمداد السورية لحزب الله.

وأشارت مجموعة الأزمات الدولية إلى أنه بعد أواخر عام 2017، تسارعت وتيرة الهجمات الإسرائيلية. ويقول المراقبون: إن الهجمات الإسرائيلية كانت تحدث بشكل أسبوعي تقريبًا. 

وأضافت أنه نظرًا لأنها ما تزال تتعامل مع آثار الحرب الأهلية المستمرة منذ فترة طويلة، ولأنها أكثر قلقًا بشأن بقائها، فإن الحكومة السورية لم تكن في أي وضع حقيقي للرد على إسرائيل، وأشار المحللون إلى أنه إذا حدث ذلك، فعادة ما يكون ذلك باستخدام الصواريخ التي تسقط على أرض فارغة، ولم تستهدف إسرائيل في كثير من الأحيان الأصول السورية على أي حال، ولكنها على الأرجح تطلق النار على أهداف إيرانية. 

وتابعت الشبكة الألمانية، أنه منذ هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أصبحت الضربات الإسرائيلية على سوريا أكثر تواترًا، وبينما تجنبت إسرائيل في الماضي قتل عملاء إيرانيين أو حزب الله، فقد تغير هذا الآن، كما كتب هايد، خبير تشاتام هاوس، في تعليق له في وقت سابق من أبريل. 

يبدو أن الخوف من وقوع المزيد من الهجمات المباشرة من جانب إسرائيل وإيران على بعضهما البعض قد تضاءل في الوقت الحالي. ومع ذلك، يتفق الخبراء جميعًا على أنه من المرجح أن تستمر الهجمات غير المباشرة، والتي تظل سوريا بطلها. 

ويرى مراقبون أن استمرار حرب الظل بين إسرائيل وإيران تعني أن سوريا ستظل مسرح لحرب الظل هذه، ومنصة لإيران من أجل توجيه الضربات لإسرائيل، وهدف لإسرائيل لتنفيذ ضربات موجعة ضد إيران بعيدًا عن الموجهات المباشرة.