الإخوان تحت المراقبة الأمريكية.. واشنطن تكشف الوجه الأيديولوجي للجماعة في الغرب
الإخوان تحت المراقبة الأمريكية.. واشنطن تكشف الوجه الأيديولوجي للجماعة في الغرب
اتخذت الولايات المتحدة خطوة تاريخية الأسبوع الماضي ببدء عملية لتصنيف فروع معينة من جماعة الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية أجنبية، في تحول استثنائي يتماشى مع موقف دول عدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر والسعودية والإمارات والبحرين، التي تعاملت منذ فترة طويلة مع الجماعة باعتبارها قوة مضطربة تهدد الاستقرار الإقليمي، وفقًا لما نشرته شبكة "إل بي سي" البريطانية.
التهديد الأيديولوجي والاستراتيجي للجماعة
لم يأت هذا القرار في فراغ، بل جاء بعد تراكم الأدلة على أن التحدي الذي تمثله جماعة الإخوان للغرب ليس عنيفًا بالدرجة الأولى، بل ذو طبيعة أيديولوجية واستراتيجية ونظامية.
وأظهر تقرير جديد لمعهد الدراسات الأمريكية، أن الجماعة قضت عقودًا في ترسيخ وجودها داخل المجتمع المدني الغربي، في الجامعات ووسائل الإعلام والخطاب السياسي، من خلال مشروع طويل الأمد يهدف إلى استغلال الحريات الغربية لتقويض الديمقراطيات الليبرالية من الداخل.
استراتيجية السيطرة الثقافية وتعزيز معاداة السامية
تعتمد جماعة الإخوان على ما يُعرف بالاستحواذ المؤسسي بالوسائل الثقافية، وهو مشروع طويل الأمد لترسيخ الجماعة وإضعاف الثقة في القيم الليبرالية.
وتستخدم الجماعة معاداة السامية كأداة مركزية لتوحيد المسلمين وغير المسلمين ضد عدو مشترك، وتحويل الشعور بالذنب الغربي إلى ضعف أخلاقي، وبناء نظام جديد قائم على المعايير الإسلامية.
وقد أدى ذلك إلى انتشار خطاب معادٍ للسامية متنكر في صورة معارضة للصهيونية أو نقد للاستعمار، في الجامعات ووسائل الإعلام والحركات الاحتجاجية، لتتحول العداءات الدينية إلى أدوات سياسية تؤثر في الثقة الأخلاقية للغرب من الداخل.
خطة الإخوان لاستبدال الحضارة الغربية
تتضمن الخطط الاستراتيجية للجماعة خمس مراحل لاستبدال الحضارة الغربية من خلال السيطرة الثقافية التدريجية، ويجد الغرب نفسه الآن في مرحلة تقديم الإسلام كبديل حضاري.
وأصبحت الأفكار الإسلامية جذابة حتى لغير المسلمين الذين يشاركون الانتقادات ضد الليبرالية والصهيونية والانحلال الأخلاقي.
وتشكل معاداة السامية لغة توحيد تربط بين الفاعلين الإسلاميين وغير الإسلاميين في معارضة مشتركة للغرب، حيث تحول الإخوان اليهود إلى رمز للحداثة الغربية والرأسمالية والانحلال الأخلاقي، ما يحول معاداة السامية إلى سردية ثورية تبرر قلب النظام الليبرالي وتقديم الإسلام كبديل أخلاقي.
انتشار التأثير في الغرب
انتشرت هذه الأفكار لتؤثر على اليسار واليمين الغربي على حد سواء، من خلال سياسات الهوية والغضب الشعبي، حيث تجد هذه الأفكار شرعية جديدة تحت شعارات مناهضة للصهيونية والتحرر من الاستعمار.
وتكمن الخطورة في أن التهديد لا يظهر غالبًا على شكل إرهاب مباشر، بل على شكل نقد أخلاقي وسياسي، إذ توفر معاداة السامية للجماعة العدو والمبرر في الوقت ذاته، وتحوّل لغة الغرب الأخلاقية ضد نفسه، لتصبح كل احتجاج أو شعار يدعو لتدمير إسرائيل جزءًا من حملة الإخوان الحضارية دون إطلاق رصاصة واحدة.
هدف الجماعة وأهمية التصدي له
تسعى جماعة الإخوان إلى القضاء على الحضارة الغربية من الداخل، مستخدمة اللغة وليس العنف، مستغلة مفاهيم العدالة والتحرر لتقديم مشروعها على أنه مشروع أخلاقي، ومع إدراك الولايات المتحدة اليوم للطابع الأيديولوجي لهذه الحرب، يصبح التحدي أمام بريطانيا وأوروبا ليس في وجود التهديد، بل في استعدادها لمواجهته.
يكمن الدفاع الأفضل في استعادة القيم الليبرالية التي تسعى الجماعة لتقويضها، والدفاع عن اليهود ليس مجرد ولاء قبلي، بل حماية للحضارة التي تضمن الحرية للجميع.

العرب مباشر
الكلمات