المتحف المصري الكبير.. صرح حضاري يروي 5 آلاف عام من المجد الفرعوني

المتحف المصري الكبير.. صرح حضاري يروي 5 آلاف عام من المجد الفرعوني

المتحف المصري الكبير.. صرح حضاري يروي 5 آلاف عام من المجد الفرعوني
المتحف المصري الكبير

بعد أكثر من عقدين من العمل المتواصل، تستعد مصر لافتتاح واحد من أعظم المشروعات الثقافية في القرن الحادي والعشرين، وهو المتحف المصري الكبير الواقع على مقربة من أهرامات الجيزة. هذا الصرح الضخم لا يقتصر على كونه متحفًا، بل يُعد نافذة عالمية تسلط الضوء على عبقرية الحضارة المصرية القديمة، وتعيد تقديمها للأجيال الحديثة في أبهى صورها.


تصميم معماري يوازي عظمة الأهرامات

جاء تصميم المتحف بتوقيع شركة "هينغان بنغ" الإيرلندية، التي استوحت واجهته من شكل "الهرم الرابع" ليكون امتدادًا بصريًا ومعماريًا لأهرامات خوفو وخفرع ومنقرع.


تغطي مساحة العرض أكثر من 50 ألف متر مربع، وتضم ما يقرب من 100 ألف قطعة أثرية تمثل تاريخ 30 أسرة فرعونية، يعرض منها نصفها للزوار بينما يُحفظ الباقي في المخازن البحثية المتطورة.



رمسيس الثاني.. حارس البهو العظيم

في قلب بهو المتحف يقف تمثال الملك رمسيس الثاني شامخًا بارتفاع 11 مترًا ووزن 83 طنًا. هذا التمثال الأسطوري الذي جاب العالم منذ اكتشافه عام 1820، استقر أخيرًا في موضعه الدائم داخل المتحف، بعد رحلة طويلة شملت ميادين القاهرة وفعاليات دولية عديدة.



كنوز توت عنخ آمون.. غرفة الذهب والخلود

يضم المتحف قاعة مخصصة لعرض كنوز الملك توت عنخ آمون التي اكتُشفت عام 1922 في وادي الملوك.


تتألق القاعة بالقناع الذهبي الشهير المرصع بالأحجار الكريمة، والتوابيت الثلاثة المتداخلة داخل التابوت الحجري المصنوع من الكوارتز الأحمر، وأصغرها من الذهب الخالص بوزن يصل إلى 110 كيلوجرامات.


ويُتوقع أن تكون هذه القاعة من أكثر المناطق جذبًا للزوار حول العالم.



مراكب الشمس.. أقدم سفن التاريخ

في مبنى منفصل داخل المتحف، خصصت مساحة 4000 متر مربع لعرض مركب الشمس الخاص بالملك خوفو، أقدم وأكبر قطعة خشبية في التاريخ، بطول 43.5 متر وعمر يزيد على 4600 عام.
كما يمكن للزائرين مشاهدة عمليات ترميم المركب الشمسي الثاني من خلف جدار زجاجي، في تجربة تجمع بين الأصالة والعلم الحديث.



إطلالة بانورامية على الأهرامات

صُمم المتحف حول درج ملكي ضخم تصطف عليه تماثيل ومقابر فرعونية تقود إلى واجهة بانورامية مدهشة تطل مباشرة على أهرامات الجيزة.
ويضم الطابق العلوي 12 قاعة تغطي 50 قرنًا من التاريخ المصري، من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
كما يحتوي على مكتبة علمية، ومختبرات ترميم، ومركز مؤتمرات، ومناطق ترفيه وتسوق لخدمة الزوار.


أرقام قياسية تليق بمصر

20 عامًا استغرقها البناء منذ عام 2002.

مليار دولار كلفة المشروع الإجمالية.

5 ملايين زائر سنويًا متوقع استقبالهم.

80 وفدًا رسميًا من مختلف دول العالم يحضرون الافتتاح، بينهم 40 وفدًا يضم رؤساء وملوكًا وأمراء.

يضم المتحف 4500 قطعة من مقتنيات توت عنخ آمون وحده، وهي أكبر مجموعة ملكية مكتشفة في التاريخ.


الحدث الذي ينتظره العالم

تؤكد الحكومة المصرية أن افتتاح المتحف سيكون "هدية مصر للعالم"، وأن الحفل المرتقب سيعكس مكانة البلاد الثقافية والحضارية، ويبرز النهضة الحديثة التي تشهدها في مختلف المجالات.


وقد تابع الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي اللمسات الأخيرة بأنفسهما، لضمان خروج الافتتاح بصورة تليق بتاريخ مصر العريق.


كما تم الإعلان عن شراكة استراتيجية مع منصة "تيك توك" للترويج الثقافي عالميًا وجذب الأجيال الشابة لزيارة المتحف.


يمثل المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد مبنى يضم آثارًا؛ إنه رمز لاستمرارية الحضارة المصرية وإيمانها بأن الماضي يمكن أن يكون بوابة للمستقبل.


فبافتتاح هذا المتحف، تؤكد مصر مجددًا أنها لا تزال حارسة التاريخ الإنساني وموطن أول حضارة عرفت الكتابة والعمارة والفكر.
إنه متحف العالم كله، على أرض مصر.