سوريا.. كيف كشف مقتل الظواهري خلايا القاعدة النائمة في إدلب؟

كشف مقتل الظواهري خلايا القاعدة النائمة في إدلب

سوريا.. كيف كشف مقتل الظواهري خلايا القاعدة النائمة في إدلب؟
أيمن الظواهري

حالة من الغضب سيطرت على الميليشيات المدعومة من تركيا بعد الإعلان عن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري، خاصة أن تلك الجماعات تعتبر هي الأذرع الرئيسية لتنظيم القاعدة في سوريا والمنتشرة في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة جماعة تحرير الشام الجهادية.

رثاء الظواهري

موقع "المونيتور" الأميركي، أكد أنه على الرغم من أن هيئة تحرير الشام لم تصدر بيانًا رسميًا بشأن اغتيال الظواهري، إلا أن بعض قادتها الدينيين قدموا تعازيهم عبر قنواتهم على تليغرام، حيث كتب عبد الرحيم عطون (أبو عبد الله الشامي): "رحم الله الشيخ أيمن الظواهري وقبله، ورفع درجته بين المهديين، ومنحه الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء"، كما كتب عبد الرحمن الإدريسي، القيادي الأمني التونسي في هيئة تحرير الشام، عبر قناته على التليغرام: "يا الله، اقبل الشيخ أيمن الظواهري، وأمتعه بصحبة الأنبياء والشهداء، فهو جبل من الصمود والتضحية سيذكره التاريخ دائمًا جيلًا بعد جيل"، كما توجه أبو ماريا القحطاني، القيادي البارز في هيئة تحرير الشام، إلى تليغرام ليشيد بشجاعة الظواهري وتضحياته في سبيل الدين، بينما قال مراسل ميداني من إدلب: إن بعض الجهاديين أقاموا عزاء للظواهري وإن العديد من الشخصيات الجهادية تعتقد أنه شهيد مات في سبيل دينه، ومع ذلك، فإن السكان في إدلب لم يتفاعلوا مع مقتل الظواهري بقدر ما تفاعلوا مع قتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في عام 2019.

تجاهُل شعبي

وقال عمر سالم، وهو مدني يعيش في إدلب: "هذا الخبر لا يعني شيئًا لنا في سوريا، يموت الناس هنا كل يوم، لا يهمني ما يحدث خارج سوريا، لدينا ما يكفي للقلق بشأنه في المنزل"، بينما قال ياسر عوض، طالب جامعي في إدلب: "قرأت خبر مقتل الظواهري على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يهمنا الأمر في شيء". ووَفْقًا للموقع الأميركي، على الرغم من عدم اهتمام الشعب بالأمر، فقد تعاطف العديد من قنوات تليغرام ومجموعات "واتس أب" في مناطق المعارضة في سوريا المدعومة من تركيا مع الظواهري ويعتقدون أنه مات دفاعًا عن الإسلام، بينما يعتقد الشعب السوري أنه أضرّ بسوريا ونشر بها الفوضى عن طريق أذرع تنظيم القاعدة.

وقال أبو خالد الحموي، قيادي يعيش في إدلب مقرب من القاعدة: "لا يوجد تنظيم في سوريا يسمى القاعدة، لكن هناك أشخاص كانوا مع القاعدة ولديهم أيديولوجية جهادية، وبالتالي لا يمكن للمرء أن يقول إن مقتل الظواهري يؤثر على الوضع هنا لأنه لا يوجد تنظيم في إدلب تحت إمرته، من المؤكد أن بعض الناس تعاطفوا معه وحزنوا على موته، لكنني لا أعتقد أن القاعدة سيكون لها وجود في سوريا في المستقبل بشكل مباشر".
 
تخبُّط في سوريا

من جانبه، يقول محمد الصقري، باحث مقيم في تركيا: "ما زالت فلول القاعدة موجودة في سوريا، وتريد هيئة تحرير الشام الموالية لتركيا أن تُظهر أنها قطعت علاقاتها بماضيها وتركت الجهاد وراءها، إلا أن اغتيال الظواهري كشف حقيقتهم"، وتابع "في حين أن بعض فصائل المعارضة مسرورة لأن الظواهري دعم الحركة الجهادية في سوريا، وهي معارضة للحركة الإسلامية المتمثلة في بعض فصائل الجيش السوري الحر، إلا أن مقتله سيوجه ضربة كبرى لأذرع التنظيم والتي كانت متخفية تحت شعار المعارضة السورية".