«بوظلوف القطرية».. بلا خدمات أو بنية تحتية أو منشآت علمية

«بوظلوف القطرية».. بلا خدمات أو بنية تحتية أو منشآت علمية
الشيخ تميم بن حمد آل ثان

أماكن عديدة في قطر يعيش سكانها في إهمال متعمد من السلطات القطرية فلا تزال منطقة «بوظلوف» -التي تعانق مياه الخليج المالحة في منطقة الشمال- تعاني من قصور في الخدمات والمرافق الضرورية، وتبعد المنطقة -التي تعتبر «درة الشمال المنسية»- عن الدوحة بنحو 100 كيلومتر تقريبًا، ولا يختلف واقعها عن معظم المناطق الخارجية فيما يتعلّق بهجرة 50% من سكانها إلى العاصمة؛ لأسباب تتعلّق بعدم توافُر الخدمات، وعدم وجود بنية تحتية تصلح للحياة الآدمية وبُعد المسافة عن المؤسسات الحكومية.


الأزمة الحقيقية التي يعيشها أهالي "بوظلوف" تتمثل في غياب المؤسسات التعليمية وهو ما يجبرهم على إلحاق أبنائهم بمدارس تبعد مسافات هائلة عن أماكن سكنهم، فرغم احتمالهم لغياب الخدمات الضرورية إلا أن تعليم أطفالهم أصبح أزمة حقيقية لا يوجد لها حلول غير الهجرة من المنطقة بالكامل.
 
غياب الخدمات الصحية والتعليمية شيء غير مبرر ولا نعرف أسبابه


ويرى السيد "ناصر حسن الكبيسي" عضو المجلس البلدي عن الدائرة 29 التي تقع منطقة "بوظلوف" في حدودها الإدارية أن المنطقة تعاني من غياب كافة الخدمات سواء تعليمية أو صحية وهو أمر يثير دهشة الجميع، فلا نعرف أسباب هذا الإهمال المتعمد، فالأهالي طالبوا مرارًا بإنشاء مستشفى يخدم مدن الشمال، خاصة أن الدائرة لا تضم سوى بعض المراكز الصحية وتفتقر لوجود مستشفى متكامل ومجهز ومستعد لإنقاذ حياة المرضى.


ويضيف يضطر الطالب بعد التخرّج من المرحلة الثانوية إلى الانتقال إلى الدوحة لاستكمال التعليم الجامعي هناك، منوهًا بحاجة المنطقة إلى أفرع للجامعات بما يسهّل الأمر على الطلاب، ويضمن بقاءهم وذويهم دون الحاجة إلى السفر للدوحة أو الإقامة بها.


ويلفت "الكبيسي" إلى أنه طالب بإنشاء كورنيش في «بوظلوف» نظرًا لموقعها المتميّز على الساحل وأسوة بكورنيش الشمال، كما تحتاج المنطقة إلى مراكز خدمية متكاملة، وملاعب رياضية، وتوزيع قسائم سكنية للمواطنين، وإلى مجلس لأهالي المنطقة، يعمل على تعزيز الألفة فيما بينهم في المناسبات.


المسؤولون عاجزون عن إدارة البلاد.. واهتمامهم منصب على «الدوحة» فقط


يقول "عبدالله،خ" 48 عامًا، من سكان "بوظلوف": من يريد التعليم يذهب للعيش في الدوحة ومن يريد العلاج يذهب للاستشفاء في الدوحة ومن يريد الترفيه يذهب إلى الدوحة! فلماذا نعيش في بوظلوف إذا ما كانت جميع احتياجاتنا نقضيها من الدوحة؟، متسائلًا هل أصبح النظام الحكام يدير الدوحة فقط؟


وتابع "عبد الله"، قطر ليست دولة مترامية الأطراف شاسعة المساحة ليتم إهمالنا بهذا الشكل فما هي مساحة الدوحة لتستهلك كل مجهود المسؤولين ويتركونا نعيش بلا خدمات أساسية كالتعليم والصحة والبنية التحتية؟ فإذا لم يستطع المسؤولون إدارة البلاد فليتركوا مناصبهم لمن يستحق.


وأضاف "عبدالله"، طالبنا المسؤولين أكثر من مرة بتوفير عيادات بيطرية دون أن نتلقى ردودًا وكأننا نتسول منهم، رغم أن عدد العزب كبير جدًا في المنطقة، وهي المسؤولة عن تلبية احتياجات السوق من الثروة الحيوانية في البلاد، ورغم ذلك ينفق عشرات الحيوانات بسبب غياب الأطباء البيطريين وبعد المسافة عن أقرب عيادات بيطرية قرب العاصمة.


وأكد "عبد الله"، أن جميع سكان "بوظلوف" رأوا بأعينهم أحد الأطباء الذي اضطر لإجراء جراحة لأحد قطعان الحلال تحت ظل شجرة بسبب عدم وجود عيادات مجهزة أو أماكن معدة لاستقبال الحيوانات، رغم وجود أرض مخصصة لتلك العيادات إلا أن تجاهل السلطات لنا هو السائد.
 
ينفقون المليارات ليلاً ونهارًا.. ومشروع الصرف الصحي معطل منذ 4 سنوات!


في السياق ذاته، يقول "حمد،م" 43 عامًا، من أهالي "بوظلوف": أذهب 3 مرات أسبوعيًا إلى مستشفى "الخور" ليتلقى أبي العلاج، بعد المسافة أصبح أمرًا مرهقًا للغاية في ظل تدني مستوى الخدمات والبنية التحتية والطرق غير المناسبة لقطع مسافات طويلة.


وتابع "حمد"، نحن مقبلون على عام 2021 ونعيش بدون صرف صحي، رغم أن قادة بلادنا ينفقون مليارات الدولارات على مشروعات لاستضافة كأس العالم، إلا أن مشروع الصرف الصحي الذي بدأ العمل فيه منذ بدايات عام 2017 لا يزال متعثرًا حتى الآن بسبب مماطلة الحكومة أحيانًا والشركات المنفذة للمشروع في أحيان أخرى كما يخبرونا، لا ندرك أين الصدق تحديدًا، ولكن النتيجة النهائية هي ما نلمسها بأيدينا؛ أننا نعيش دون صرف صحي رغم بدء المشروع منذ ما يقرب من أربعة أعوام.