مشاهد صادمة في أعماق المحيط.. كواليس مرعبة لهجمات القرش في المالديف
مشاهد صادمة في أعماق المحيط.. كواليس مرعبة لهجمات القرش في المالديف

تقع جزر المالديف في قلب المحيط الهندي، وتضم أكثر من ألف جزيرة مرجانية متقنة التكوين، تحيط بكل منها رمال بيضاء ناعمة ومياه زرقاء بلون الكوبالت الصافي. هذه اللوحة الطبيعية الأخاذة تجعل من حلم زيارة المالديف هدفًا مشتركًا لمعظم الناس حول العالم، ولو مرة واحدة في حياتهم.
وأكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنه رغم هذا الجمال الفريد، فإن هذه الجزر النائية تمثل موطنًا لنظام بيئي معقد يضم مفترسات بحرية مرعبة لا تعيش سوى على القتل والافتراس. إذ تنشط العشرات من أنواع أسماك القرش في أعماق المياه المحيطة بالجزيرة، وتعدّ من الكائنات المفترسة الأولى في هرم الغذاء.
عادةً ما تميل أسماك القرش إلى العزلة، مفضلةً التهام فرائس أصغر وأضعف من البشر، وغالبًا ما توصف بأنها أكثر خوفًا منا من خوفنا منها. غير أن قوتها الهائلة وقدراتها الفتاكة تجعلها خطرًا حقيقيًا، خصوصًا لأولئك الذين يغامرون بالغوص أو التصوير في المناطق المعروفة بانتشارها، ما أدى إلى عدد من الحوادث المأساوية على أراضي هذه الجزر.
هجمات دامية تهز المالديف
شهدت المالديف سلسلة من الهجمات المرعبة التي نفذتها أسماك القرش، منها ما وثقته عدسات الكاميرات، ومنها ما خلّف مآسي بشرية عميقة، من مصرع ضابط عسكري شاب إلى إصابات مؤثرة تعرض لها مشاهير ومؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي.
في أحد المشاهد المروعة، يظهر مقطع مصوّر لحظة اقتراب قرش عملاق من غواص قبالة إحدى جزر المالديف. فجأةً، ينقض الحيوان المفترس ويفتح فكيه على مصراعيهما، ليبتلع رأس الغواص بالكامل في مشهد يثير الذعر.
حاول الغواص الهرب من قبضة القرش، وهو يرفس برجليه ويحرك ذراعيه بيأس، إلى أن أفلت الحيوان المفترس فريسته في لحظة نادرة من الرحمة، ليتجه الغواص إلى سطح الماء ملوّحًا لزميله المصور كي يهرب من المكان.
رحلة ترفيهية تنقلب إلى كابوس دموي
في حادثة أخرى مؤلمة، روت طبيبة أسنان روسية تدعى إيكاترينا ألكساندروفا، تبلغ من العمر 30 عامًا، تجربتها الصادمة بعد أن تعرضت لهجوم من قرش أثناء الغطس مع صديقتها في رحلة سياحية وصفت بأنها "آمنة".
القرش، الذي يُعتقد أنه من نوع الممرض غير العدائي عادةً، غرس أنيابه في يدها، متسببًا في آلام مبرحة وجروح عميقة.
تمكنت ألكساندروفا من دفع القرش بيدها اليسرى، ما قلل من عمق العضة، لكنها خرجت من الماء وذراعها ملطخة بالدماء.
نُقلت إلى عيادة محلية حيث خضعت لتقطيب الجرح، وهي في حالة من الصدمة والذهول، روت لاحقًا أنها لم تصدق أنها كانت على قائمة الغداء لأسماك المالديف.
كما تعرضت المغنية والمدونة الروسية ناستيا فيتونوفا لهجوم دموي أثناء سباحتها ضمن مجموعة منظمة تتيح للزوار السباحة إلى جانب أسماك القرش، وهي تجربة سياحية شائعة في المالديف.
الفيديو الذي وثق الهجوم أظهر فيتونوفا على متن القارب وهي تبكي، ويدها تغرق بالدماء، بينما يسكب الطاقم الماء على جرحها المفتوح.
في وسط ذهولها وارتباكها، تساءلت فيتونوفا عما إذا كانت ستموت بسبب العدوى الدموية، طمأنها أحد الركاب، مشيرًا أن الخطر الحقيقي هو فقدان الإصبع، وليس العدوى.
لاحقًا، تم إسعافها إلى جزيرة قريبة حيث تلقت العلاج، قبل أن تشارك تجربتها المفزعة على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحة أن العضة استمرت نحو ثلاث ثوانٍ وغرست أسنان القرش في لحم يدها حتى العظم.
هجوم من حيث لا يُتوقع
وفي مشهد لا يقل رعبًا، تعرضت المؤثرة البرازيلية ليليان تاغلياري لهجوم من قرش ممرض أثناء السباحة وسط مجموعة تضم حوالي 50 قرشًا.
وقع الحادث في مطلع الشهر الماضي، وقد أظهر الفيديو، الذي حصد أكثر من 18 مليون مشاهدة، لحظة صراخ ليليان تحت الماء والألم بادٍ على وجهها، بينما كانت الدماء تنزف من ساقها بعد أن غرست أسنان القرش في ساقها وكاحلها.
أوضحت ليليان أن القرش ربما ظن أن ساقها سمكة بسبب ضعف بصر هذا النوع من القروش، مشيرة أنها اعتادت السباحة في هذا الموقع منذ سنوات، لكن في تلك اللحظة قرر القرش أن يتذوق شيئًا مختلفًا.
وفاة ضابط في الجيش بسبب عضة قاتلة
أما الحادثة الأكثر مأساوية فكانت وفاة العريف محمد زيدان، أحد أفراد قوات الدفاع الوطني في المالديف، والبالغ من العمر 30 عامًا.
تعرض زيدان لهجوم شرس من قرش أثناء ممارسته رياضة الغطس، أدى إلى خلع في كتفه ونزيف حاد استدعى نقله إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى منطقة "ل. غان".
ورغم محاولات الأطباء ونقل الدم بشكل مكثف، إلا أن إصابته كانت قاتلة، ودُفن زيدان في مسقط رأسه بجنازة عسكرية مهيبة، أُطلقت خلالها طلقات الشرف من قبل زملائه، في مشهد وداع مؤثر.
رعب تحت الأعماق
تظهر هذه الحوادث المتكررة أن المالديف، رغم كونها جنة سياحية بكل المقاييس، تخبئ خلف سحرها الطبيعي مخلوقات قاتلة، قد تحول لحظات المتعة إلى كوابيس دموية.
ومع أن معظم أنواع القروش ليست عدائية، إلا أن التفاعل معها يجب أن يكون محسوبًا ووفق تعليمات صارمة، فخطأ بسيط قد يكون ثمنه غاليًا.