محلل سياسي : الضربات الإسرائيلية أضعفت الحوثيين وزادت معاناة اليمنيين

محلل سياسي : الضربات الإسرائيلية أضعفت الحوثيين وزادت معاناة اليمنيين

محلل سياسي : الضربات الإسرائيلية أضعفت الحوثيين وزادت معاناة اليمنيين
ميليشيا الحوثي

شهدت جماعة الحوثي في اليمن خسائر مادية وبشرية كبيرة جراء الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية تابعة لها خلال الأيام الماضية. 

وقالت مصادر إقليمية: إن الهجمات طالت مخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة؛ ما أدى إلى تدمير قدرات لوجستية مهمة للجماعة.

وأشارت التقارير إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر الحوثي، بينهم قيادات ميدانية بارزة، نتيجة القصف المباغت الذي استهدف مواقع محصنة في صعدة والحديدة وصنعاء.

 وأكدت المصادر، أن الخسائر المادية شملت تدمير عربات عسكرية، ورادارات، ومنظومات دفاع جوي بدائية كانت الجماعة قد نشرتها تحسبًا لهجمات سابقة.

وبحسب المراقبين، فإن هذه الضربات تمثل تطورًا لافتًا في المواجهة، إذ إنها المرة الأولى التي تُمنى فيها الجماعة بخسائر مباشرة من هجمات إسرائيلية بهذا الحجم، ما يطرح تساؤلات حول تداعياتها على تحركات الحوثيين العسكرية في البحر الأحمر والبحر العربي، خاصة بعد محاولاتهم استهداف الملاحة الدولية.

في المقابل، لم يصدر عن جماعة الحوثي تعليق رسمي مفصل حول حجم خسائرها، واكتفت وسائل إعلامها بالإشارة إلى "اعتداءات معادية"، في محاولة لتقليل أثر الضربات على معنويات أنصارها. 

ويرى محللون، أن الضربات قد تعيد رسم معادلة الردع في المنطقة، وتضعف قدرة الحوثيين على تنفيذ عمليات هجومية واسعة في المدى القريب.

وأكد المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالله الشجاع، أن الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثي خلال الأيام الماضية، وإن كانت قد كبدت الجماعة خسائر بشرية ومادية كبيرة، إلا أنها ألحقت في الوقت نفسه أضرارًا بالغة بالوضع الداخلي في اليمن وزادت من معاناة المدنيين.

وأوضح الشجاع -في تصريح للعرب مباشر-، أن القصف الذي طاول مخازن أسلحة ومنصات صواريخ وطائرات مسيّرة في صنعاء وصعدة والحديدة، أسفر عن تدمير قدرات عسكرية حوثية، لكنه تسبب أيضًا في سقوط ضحايا مدنيين نتيجة قرب بعض الضربات من مناطق مأهولة بالسكان، فضلًا عن تضرر البنية التحتية الهشة في بلد يعاني أصلًا من أزمة إنسانية خانقة.

وأشار، أن هذه التطورات تُدخل اليمن في دائرة صراع إقليمي جديد يزيد من تعقيد الأزمة الداخلية، حيث يصبح المدنيون هم الخاسر الأكبر من أي مواجهة عسكرية. 

وأضاف: أن استمرار مثل هذه الضربات يعمّق عزلة اليمن، ويجعل من فرص الحل السياسي أكثر صعوبة، في ظل تصاعد التوترات على البحر الأحمر والملاحة الدولية.

ولفت المحلل اليمني، إلى أن الخسائر التي تكبدها الحوثيون على الصعيد العسكري لن تُترجم بالضرورة إلى تهدئة، بل قد تدفع الجماعة إلى تصعيد جديد، وهو ما يضع اليمن أمام مخاطر مضاعفة.

 وشدد على أن اليمن بحاجة إلى جهود دبلوماسية عاجلة لوقف التصعيد، بدلًا من تحويل أراضيه إلى ساحة صراع مفتوح بين قوى إقليمية ودولية.