كابوس خامنئي.. شباب الانتفاضة يضربون قلب النظام

كابوس خامنئي.. شباب الانتفاضة يضربون قلب النظام

كابوس خامنئي.. شباب الانتفاضة يضربون قلب النظام
انتفاضة الشباب

في تصعيد لافت للمواجهة بين الشارع الإيراني والنظام الحاكم، نفذ شباب الانتفاضة الإيرانية سلسلة من العمليات التي استهدفت مراكز السلطة والهيمنة في عدد من المدن، لتتحول هذه التحركات إلى إنذار صريح للمرشد علي خامنئي بأن الرعب الحقيقي لا يأتي من الخارج، بل من الشعب نفسه. 

الموجة الجديدة من العمليات حملت دلالات سياسية وأمنية عميقة، خاصة أنها جاءت في توقيت حساس يشهد فيه النظام هشاشة داخلية غير مسبوقة، وسط تصاعد الغضب الشعبي واتساع رقعة الاحتجاجات.

هجمات مدروسة ضد رموز القمع


العمليات الأخيرة لم تكن عشوائية، بل جاءت مدروسة في أهدافها ورمزيتها، مركزة على مؤسسات ترتبط بشكل مباشر بأدوات القمع والإيديولوجيا الدينية التي يعتمد عليها النظام لترسيخ سلطته. 

في طهران، استهدفت الانتفاضة مركز "بسيج رفاه كارگران"، وهو مركز معروف باستخدامه لتجنيد العمال واستغلالهم ضمن ميليشيات موالية، في مشهد يعكس احتجاجًا مباشرًا على توظيف الفقر لصناعة أدوات القمع.

في محافظة كلستان، وجهت الانتفاضة ضرباتها إلى أربعة مراكز تابعة لـ"حوزه علمیه إمام جواد"، وهي مؤسسات دينية تستخدم لترويج خطاب يشرعن الاستبداد ويمنح الغطاء الديني لسياسات التمييز والظلم. 

الضربات لم تكن فقط ضد البنية العقائدية للنظام، بل كانت بمثابة تمرد على الهيمنة الفكرية التي تمارسها تلك المؤسسات بحق المجتمع.

رفض نسوي لرموز الهيمنة الدينية


بينما في أصفهان، فكانت العمليات ضد "حوزة علمیة كوثر" تحمل رسالة ذات بعد اجتماعي، إذ تعكس رفضًا شعبيًا لمحاولات فرض نمط ديني قمعي على النساء، حيث تستخدم هذه المراكز لتكريس أنماط تمييزية تتعارض مع مبادئ الحرية والمساواة. 

العمليات هناك كشفت عن إصرار الشباب على مواجهة محاولات فرض الوصاية الفكرية على المجتمع.

اللجان الخيرية في مرمى الغضب الشعبي

في مدينة صحنه بمحافظة كرمانشاه، طالت الهجمات. "لجنة إمداد خميني"، التي يدعي النظام أنها مؤسسة دعم اجتماعي للفقراء، بينما يشير الواقع إلى استخدامها كذراع استخباراتي للرقابة والتجسس وتوزيع المساعدات ضمن حسابات سياسية بحتة. 

هذه العملية فضحت التناقض الصارخ بين الخطاب الدعائي للنظام وواقع الفساد والنهب الممنهج.

استهداف رموز النهب المحلي


في فارسان، استهدفت البلدية المحلية بزجاجات المولوتوف، في تصعيد يحمل دلالة رمزية ضد منظومة النهب المقنن التي تمارسها مؤسسات الحكم المحلي. 

البلديات التي يفترض بها خدمة المواطنين، تحولت إلى أدوات لبيع ممتلكات الدولة ونهب موارد الشعب تحت لافتة التنمية.

والرسالة التي تحملها هذه العمليات باتت واضحة للنظام الإيراني، الشباب الإيراني لم يعد مستعدًا للصمت، الانتفاضة أصبحت اليوم أكثر تنظيمًا وجرأة، موجهة ضرباتها إلى مؤسسات بعينها، تحمل رمزية القمع والهيمنة.

 النظام الإيراني الذي اعتاد استخدام القبضة الأمنية كأداة لإخماد الغضب الشعبي، أصبح اليوم يواجه مقاومة من نوع مختلف، مقاومة شبابية تبنى على وعي سياسي واجتماعي، وتوظف أدواتها في الأماكن التي توجع بنية النظام.

التطورات تضع خامنئي أمام معادلة شديدة التعقيد، فالمخاطر التي كان يعتبرها تأتي من الخارج، باتت الآن في قلب المدن، وفي وجوه الشباب الذين يرفضون استمرار استغلال الدين والسلطة لقمع حرياتهم. 

النظام الذي لم يتوقف عن تصدير أزماته إلى الخارج، من خلال ميليشياته الإقليمية ودعمه لعدم الاستقرار في المنطقة، يجد نفسه اليوم محاصرًا داخليًا بموجة غضب تتصاعد وتزداد عمقًا وتأثيرًا.

تصاعد الانتفاضة وتحولها إلى حركة مستمرة ذات بعد رمزي وإقليمي، يجعل منها عنصرًا مؤثرًا في معادلة الأمن في الشرق الأوسط، النظام الذي يغذي الفوضى خارج حدوده، يواجه اليوم انتفاضة تهدد بقاءه من الداخل.