محمود الأفندي: إسرائيل تسعى لتفكيك سوريا وإخراجها من معادلة المواجهة
محمود الأفندي: إسرائيل تسعى لتفكيك سوريا وإخراجها من معادلة المواجهة

أكد الباحث السياسي السوري محمود الأفندي أن الاستراتيجية الإسرائيلية في سوريا تقوم على هدف استراتيجي واضح يتمثل في تفكيك الدولة السورية على أسس طائفية وعرقية، وذلك لضمان إخراجها النهائي من أي معادلة إقليمية مستقبلية قد تمثل تهديدًا لتل أبيب.
الدور الإسرائيلي في إسقاط النظام السوري
وقال الأفندي - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - إن إسرائيل لعبت دورًا محوريًا في تقويض النظام السوري، وقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من مرة عن أن إسقاط نظام الأسد كان هدفًا إسرائيليًا بسبب دعمه لحزب الله.
وأشار إلى أن التدخل الإسرائيلي لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد لتدمير البنية العسكرية الثقيلة والمتوسطة لسوريا بعد سقوط النظام، ولم تبقي سوى أسلحة خفيفة، في مشهد يؤكد أن الهدف الإسرائيلي كان تحطيم القدرات العسكرية السورية بشكل ممنهج.
تفكيك سوريا إلى دويلات عرقية وطائفية
أوضح الأفندي أن التوغلات الإسرائيلية المتكررة في الأراضي السورية هي جزء من استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تقسيم سوريا إلى دويلات على أسس طائفية وعرقية وربما اقتصادية أيضًا.
وأضاف، إسرائيل تدفع نحو إذكاء النزاعات الأهلية داخل سوريا لتقويض سيادتها ومنع أي فرصة لقيام دولة سورية موحدة قادرة على امتلاك قوة توازن مع إسرائيل أو دعم أطراف مقاومة في المستقبل.
دعم إسرائيلي مباشر وغير مباشر للفصائل
قال الأفندي، إن هناك مؤشرات واضحة على دعم إسرائيلي لبعض الفصائل السورية، من بينها الدعم للدروز وحمايتهم، وكذلك دعم قوى علوية مما تسبب في توترات خطيرة على الساحل السوري.
وتابع، الولايات المتحدة، الحليف الاستراتيجي لإسرائيل، تلعب أيضًا دورًا محوريًا في دعم الأكراد وتثبيت وجود ما يشبه كيان كردي في شمال سوريا، وهو ما يتقاطع مع الأهداف الإسرائيلية في التقسيم والتفكيك.
تدمير ممنهج للدفاعات الجوية السورية
وحول فعالية الدفاعات الجوية السورية، أوضح الأفندي أن إسرائيل دمرت كامل منظومة الدفاع الجوي السوري في الأيام التي تلت سقوط النظام، حيث نفذت ما يزيد عن 500 غارة جوية خلال أسبوعين فقط، استهدفت بها منظومات مثل إس-300، بوك، وبانتسير.
وأضاف: ما تبقى في سوريا من تسليح لا يتجاوز بعض المدرعات القديمة والأسلحة الخفيفة، مما يجعلها مكشوفة تمامًا أمام التفوق الجوي الإسرائيلي.
وأكد الأفندي، أن إسرائيل تصرفت وما زالت تتصرف كدولة خارجة عن القانون الدولي، لم تلتزم يومًا بأي قرارات صادرة عن مجلس الأمن، سواء المتعلقة بالقضية الفلسطينية أو أي قضية أخرى.
وقال: إسرائيل تُعامل كطفل مدلل من قبل الولايات المتحدة، يُسمح له بخرق كل القوانين الدولية دون أدنى عقاب، وهو ما يجعلها النموذج الأخطر في تجاوز القانون الدولي في العالم المعاصر.