تشهد الأوساط السياسية في الولايات المتحدة تصاعدًا ملحوظًا في الدعوات المطالبة باعتراف رسمي بدولة فلسطين، في ظل تنامي القلق داخل الكونغرس من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية والحصار المفروض على القطاع. 

وكشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن أكثر من اثني عشر نائبًا ديمقراطيًا في مجلس النواب الأمريكي وقّعوا على رسالة موجهة إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب، تطالب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، فيما يعتزم أحدهم تقديم مشروع قرار مؤيد لإقامة الدولة الفلسطينية.

مطالب بالاعتراف الدولي بحق الفلسطينيين 

ترى هذه المجموعة من النواب أن الوقت قد حان لتصحيح ما وصفوه بـ"الظلم التاريخي" الواقع على الشعب الفلسطيني، معتبرين أن المأساة المستمرة في غزة تسلط الضوء على الحاجة الماسة للاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

ونصت الرسالة الموجهة إلى ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو على أن هذا الاعتراف أصبح "متأخرًا جدًا"، مشيرة إلى التزامات دولية مشابهة، من بينها إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.

انتقادات لإسرائيل حتى من داعميها التقليديين

تأتي هذه التحركات السياسية في ظل مؤشرات متزايدة على وجود مجاعة في قطاع غزة، حيث عبّر حتى بعض النواب الجمهوريين والمناصرين التقليديين لإسرائيل عن استيائهم من سياسات القيادة الإسرائيلية، ووجّهوا انتقادات حادة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه مؤخرًا عن شكوكه حيال نفي نتنياهو وجود مجاعة في غزة، مؤكدًا في مقابلة مع موقع أكسيوس أنه يعمل على خطة لتأمين الغذاء لسكان القطاع.

زيارة غير مسبوقة من رئيس مجلس النواب الأمريكي
وتابع الموقع الأمريكي، أنه بالتوازي مع هذه التحركات داخل الكونغرس، يقوم رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، بزيارة خاصة إلى إسرائيل ضمن وفد من النواب الجمهوريين، وهي زيارة تنظمها مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل. 

وتعد هذه الزيارة، التي تشمل جولة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، غير معتادة لرئيس مجلس النواب الأمريكي، ما يعكس حجم الدعم الذي تحظى به المستوطنات من قبل بعض الدوائر السياسية الأمريكية المحافظة.

وتأجلت زيارة جونسون سابقًا بسبب الحرب بين إسرائيل وإيران، لكنه وصل إلى إسرائيل يوم الأحد برفقة النواب مايكل مكول، ناثانيال موران، مايكل كلاود، وكلوديا تيني، الأخيرة ترأس تكتلًا في الكونغرس يدعم المستوطنات وضم الضفة الغربية لإسرائيل.

ترتيبات غير رسمية ورد فعل إسرائيلي مفاجئ
ووصفت الرحلة بأنها "خاصة" وليست زيارة رسمية باسم الكونغرس، وتم تنظيمها من قبل هيذر جونستون، مؤسسة رابطة التعليم الأمريكية الإسرائيلية، وهي منظمة ضغط محافظة مؤيدة لإسرائيل. 

وبحسب ثلاثة مسؤولين إسرائيليين تحدثوا لموقع أكسيوس، فإن السفارة الإسرائيلية في واشنطن لم تكن على علم مسبق بالزيارة، كما لم تشارك وزارة الخارجية الإسرائيلية ولا السفارة الأمريكية في القدس في تنسيقها. 

لم يحضر السفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي ولا أي من فريقه الاجتماعات التي عقدها جونسون مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الخارجية جدعون ساعر.

خطط لزيارة غزة والالتقاء بالمسؤولين الإسرائيليين
ومن المتوقع أن تشمل زيارة جونسون أيضًا جولة في قطاع غزة، حيث سيزور مراكز المساعدات الإنسانية التابعة لمؤسسة GHF التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة. 

كما سيجتمع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الدولة إسحاق هرتسوغ في وقت لاحق.