كيف تواجه دول المنطقة خطر المخدرات المتصاعد بسبب حزب الله وإيران؟

تسعي دول المنطقة الي مواجهة خطر المخدرات المتصاعد بسبب حزب الله وايران

كيف تواجه دول المنطقة خطر المخدرات المتصاعد بسبب حزب الله وإيران؟
صورة أرشيفية

تحولت منطقة الشرق الأوسط لبقعة ساخنة لتجارة المخدرات غير القانونية التي يعود منشأ الكثير منها إلى إيران، وفي حين أن الأرباح تُستخدم في شراء الأسلحة للحرس الثوري الإيراني، فإن شباب المنطقة يتحملون معظم العواقب.

وتواجه المنطقة حرباً شرسة تقودها إيران وحزب الله، في ظل تصاعد واستمرار إيران في السعي لزعزعة الاستقرار والأمن واستغلال الحدود لإغراق الدول العربية بالمخدرات التي تدمر جيلا كاملاً من الشباب العربي. 

 منطقة بحر العرب 

في الآونة الأخيرة، أصبحت منطقة بحر العرب منطقة كبرى لتجارة المخدرات غير القانونية والتي يعود منشأ الكثير منها لإيران، ويظهر ذلك من تكرار عمليات اعتراض المخدرات في بحر العرب والمناطق المحيطة به، ولسنوات عدة، لعبت الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني دورا محوريا في تسهيل تهريب المخدرات في منطقة الشرق الأوسط.

وأفادت مصادر مطلعة، بأن المناطق والطرق المجاورة لإيران تحولت إلى مسارات رئيسية لتهريب المخدرات غير القانونية، بما في ذلك مادة "الكريستال ميث" وأقراص الكبتاغون والحشيش والهيروين والأفيون، والذي تقوم إيران باستقدامه من أفغانستان. 

وترى المصادر أن الحرس الثوري الإيراني يقوم بتوجيه عمليات التهريب ودعمها عبر ميليشياته التي تجني أرباحا ضخمة من تهريب المخدرات ومن ثم تقوم باستخدامها في شراء الأسلحة وتمويل أنشطتها.

وأطلق الثوري الإيراني خطة واسعة لإرسال المخدرات إلى أوروبا عن طريق الجو والبحر وهو ما شهدته بالفعل موانئ ومطارات إيطاليا وألمانيا وبلغاريا ورومانيا واليونان وأفغانستان وتركيا وسوريا والعراق، حيث يتكرر اكتشاف شحنات هائلة من المخدرات الإيرانية، وتجرى مصادرتها من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لهذه البلاد، وكشفت الشرطة الألمانية تفاصيل أكبر عملية تهريب لمخدر الهيروين لتعلن مصادرة حوالي 700 كيلوجرام في إطار عملية أمنية ضد عصابة لتهريب المخدرات من إيران في مدينة هامبورج.

وبدورها، أعلنت الأمم المتحدة، أن أكثر من 40٪ من المخدرات المحاصرة في إيران تظل في هذه الدولة، منها 60٪ في العراق وتركيا وأذربيجان، وأخيراً في أوروبا.

إيران على رأس قائمة الأمم المتحدة 

وأكدت قائمة منظمة الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، إيران على رأس القائمة وتورطها  في أنشطة الاتجار بالمخدرات المتنوعة، مشيرة إلى أن حدود إيران الشرقية تتشارك مع أفغانستان التي توصف بأكبر منتج للمخدرات وخاصة مخدر الأفيون في العالم وأيضاً باكستان ولذلك تحولت إيران إلى منفذ عبور رئيسي للمخدرات.

وفي السياق ذاته، تستحوذ إيران على 74٪ من مضبوطات الأفيون في العالم، وكذلك 25٪ من مضبوطات الهيروين والمورفين منذ عام 2012 إلى الآن، وتشير التقارير الحالية إلى ارتفاعات هائلة تنذر بمدى خطورة تلك القضية.

حزب الله على الخط


من جهة أخرى، دخلت سوريا إلى قلب تجارة الكبتاغون العالمية وتحولت إلى دولة مخدرات، بعد أن بلغ حجم تلك الصناعة غير القانونية 10 مليارات دولار، وواجهت المملكة الأردنية مشكلة متكررة مع عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود من سوريا، وتحولت سوريا إلى مركز لعمليات تهريب المخدرات الإقليمية التي يقوم بها حزب الله اللبناني.

وحزب الله والعناصر الأمنية التابعة لميليشيا إيران المتواجدين في سوريا يستعينون بالمهربين من بين أهالي محافظة السويداء لتهريب المخدرات إلى الأردن. 

ولوقف عمليات التهريب وبعد تقديم معلومات عن منشآت تصنيع المخدرات، التي تمولها إيران، ومعرفة مسار تهريب المخدرات من الجنوب السوري باتجاه الحدود الأردنية، وتحديد هوية أحد كبار المصنعين والمهربين، قامت عمان بتنفيذ غارة جوية نادرة داخل الجنوب السوري. 

كما عقدت اللجنة الأردنية السورية المشتركة للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن، اجتماعًا تنفيذاً لمخرجات اجتماع عمان التشاوري لبحث مشترك للحد من ازدياد عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود، والتطور اللافت في استخدام المسيرات الإيرانية في نقل المهربات، وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية، أكد أن الاجتماع بحث التعاون في مواجهة خطر المخدرات ومصادر إنتاجها وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات التهريب عبر الحدود إلى الأردن، كما بحث الإجراءات اللازمة لمكافحة عمليات التهريب. 

عصابات المخدرات 

ويرى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أن عصابات المخدرات التي تنشط في المنطقة وخصوصًا في ذروة موسم السياحة الصيفية بالعديد من الدول العربية، حسبما أوضح الناشط سعد بن طفلة العجمي. 

كما قال مصطفى هاشم: إن الجميع يتحدث عن الحرب على الإرهاب ومكافحة المخدرات ولكن للأسف، الغالبية من قادة العالم تتواصل وتتعامل مع نظام إيران، بالرغم من دعمهم المطلق للإرهاب. 

وأضاف أن مسؤولية أنظمتهم الكبيرة عن إنتاج وتوزيع المواد المخدرة بكميات كبيرة في دول العالم، وخاصة في دول المنطقة.