كيف يؤثر الملف السوري على التقارب التركي - المصري؟

يؤثر الملف السوري على التقارب التركي - المصري

كيف يؤثر الملف السوري على التقارب التركي - المصري؟
وزير الخارجية المصري سامح شكري

في ظل وجود رغبة مشتركة بين البلدين في إعادة العلاقات من جديد بين أنقرة والقاهرة، وهو ما ظهر واضحا خلال كارثة «الزلزال المدمر» الذي ضرب تركيا، بالإضافة إلى الزيارات الرسمية لكبار المسؤولين؛ ما يعكس أن المصالحة باتت قريبة، إلا أن هناك بعض الملفات العالقة بين البلدين حتى الآن والتي تفضل القاهرة على وجه التحديد أن تؤجل الإعلان عن أي مصالحة شاملة إلا بعد الاتفاق حولها، من أهمها الملف السوري ويعتبر من الملفات الشائكة في التقارب المصري- التركي، ويسعى أردوغان خلال هذه الفترة إلى التقارب بين جميع الدول العربية قبل انتخابات تركية شرسة من شأنها أن تطيح بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان من عرش السلطة الذي جلس عليه منذ 20 عاماً. 

تقارب مصري – تركي 

من جانبه، أكد إبراهيم كالين، متحدث الرئاسة التركية، على استمرار المشاورات على الصعيد الوزاري بين البلدين، لافتاً إلى إمكانية بلوغ مستوى تعيين سفراء لدى الدولتين، والإقدام على خطوات أخرى على صعيد الرؤساء، فيما واصلت القاهرة التزام صمت رسمي إزاء الأمر.

وحسب مصادر إعلامية حددت مصر الضوابط التي تم إبلاغها للجانب التركي في مناسبات عدة خلال الآونة الأخيرة، وأن الدوائر المعنية بالأمر تتحرك وفق ما سبق وأعلنه وزير الخارجية المصري سامح شكري، في هذا الشأن من أن مصر تريد أفعالاً لا أقوالاً.

العلاقات التركية - السورية 

وفي سياق العلاقات التركية السورية، أكد الكرملين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار إلى وساطة موسكو البناءة في تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تم التطرق إلى موضوع الأزمة السورية وتم كذلك التأكيد على أهمية استمرار عملية تطبيع العلاقات التركية –السورية، وأكد الرئيس التركي، في هذا الصدد على الدور البناء للوساطة الروسية.

ومن جهته كان الرد دوماً من جانب بشار الأسد بأن  وصف مراراً وتكراراً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه إخواني متعاطف مع داعش، وأن القوات التركية في سوريا دون إذن هي غزو على سوريا.

تحفظات مصرية

من جانبه، يقول د. طارق فهمي، إن هناك تحفظات حول الملف السوري بين البلدين مصر وتركيا، كما أن التقارب المصري – التركي سيؤثر على الملف السوري، لاعتبار متعلق بطبيعة الحضور المصري في سوريا، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى سوريا والاتصالات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الأتراك يتحدثون عن تطبيع علاقات كاملة في ذلك الوقت، كما أن الانفتاح العربي على التعامل مع سوريا يواجه تحفظات من قِبل العديد من الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأميركية، وهو مرتبط بموقف سياسي لم يتغير في شكله، وأن في المضمون ما يمكن اعتباره رسائل أولى لوقف ما يجري من قِبل الدول العربية الرئيسة في الإقليم، مضيفاً، كان اتصال الرئيس السيسي بنظيره السوري الأسد عقب كارثة الزلزال الأخير، إشارة لها دلالاتها على مختلف الأصعدة، موضحاً أن هناك سلسلة من التدابير التي تعمل من خلالها واشنطن مع النظام السوري، وشبكة الموضوعات التي تربط الولايات المتحدة وسوريا وتركيا وروسيا، وهو ما يضع تركيا في وضع قريب من الانسحاب من سوريا.

وأكد فهمي أن إعادة استئناف العلاقات المصرية السورية تحديداً قد يحقق معادلة مهمة، وهي شراكة عربية في مواجهة العديد من التحديات التي تطرح في الوقت الراهن بقوة.