غزة في انتظار الإعمار.. مؤتمر القاهرة نهاية نوفمبر وسط عراقيل إسرائيلية

غزة في انتظار الإعمار.. مؤتمر القاهرة نهاية نوفمبر وسط عراقيل إسرائيلية

غزة في انتظار الإعمار.. مؤتمر القاهرة نهاية نوفمبر وسط عراقيل إسرائيلية
حرب غزة

تترقب غزة بدء مرحلة إعادة الإعمار بعد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب الأخيرة، في وقت تواجه فيه الجهود الدولية عراقيل إسرائيلية تعرقل دخول مواد البناء وبدء المشاريع الإنسانية.

ومن المقرر أن يُعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة نهاية نوفمبر الجاري في القاهرة، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة وعدد من الدول المانحة والمنظمات الإنسانية، بهدف إطلاق خطة عاجلة لإعادة بناء المنازل والبنية التحتية المدمرة في القطاع.

إلا أن الجانب الإسرائيلي يواصل فرض قيود على حركة الشاحنات والمعابر، بحجة “الاعتبارات الأمنية”؛ مما أدى إلى تأخر وصول مواد البناء الضرورية وتعطيل الكثير من المشاريع.

 وتشير تقارير المؤسسات الإغاثية إلى أن أكثر من 60% من سكان غزة ما زالوا بلا مساكن آمنة، ويعيش آلاف آخرون في مدارس أو خيام مؤقتة وسط تدهور الخدمات الأساسية.

وتؤكد الفصائل الفلسطينية، أن إسرائيل تسعى لربط ملف إعادة الإعمار بملفات سياسية وأمنية، بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، في محاولة لابتزاز الفلسطينيين وتأخير الحلول الإنسانية.

في المقابل، شددت مصر والأمم المتحدة على ضرورة فصل ملف إعادة الإعمار عن أي حسابات سياسية، مؤكدتين أن استمرار الجمود يهدد بانفجار أزمة إنسانية في القطاع.

ويتطلع الفلسطينيون إلى نجاح مؤتمر القاهرة في كسر هذا الجمود وفتح الطريق أمام بدء إعادة الإعمار الفعلية، لتخفيف المعاناة المستمرة التي طالت سكان القطاع على مدى الأشهر الماضية.

قال المحلل السياسي الفلسطيني، د. سامر النجار: إن قطاع غزة يعيش مرحلة حرجة فيما يتعلق بملف إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن الحرب الأخيرة تركت آثارّا مدمرة على المنازل والبنية التحتية والخدمات الأساسية، ما جعل الجهود الإنسانية عاجزة عن تلبية الاحتياجات الملحة لسكان القطاع.

وأضاف النجار -في تصريح خاص للعرب مباشر-، أن العراقيل الإسرائيلية المتواصلة على معابر غزة، وخصوصًا القيود المفروضة على إدخال مواد البناء، تمثل أكبر عائق أمام بدء مشاريع إعادة الإعمار، مؤكدًا أن إسرائيل تسعى لربط هذا الملف بالملفات السياسية والأمنية، مثل قضية الأسرى والمفقودين، في محاولة للضغط على الفصائل الفلسطينية وتأجيل الحلول الإنسانية.

وأشار النجار إلى أن المؤتمر المزمع عقده نهاية نوفمبر في القاهرة يمثل فرصة مهمة لتوحيد الجهود الدولية والإقليمية لإطلاق خطة عاجلة لإعادة بناء غزة، لكنه حذر من أن نجاح المؤتمر يعتمد بشكل كبير على قدرة المجتمع الدولي على ضمان دخول المواد الأساسية وعدم ربطها بأي حسابات سياسية.

وأوضح، أن استمرار الجمود الإسرائيلي على المعابر يهدد بانفجار أزمة إنسانية واسعة، خاصة مع تزايد أعداد السكان الذين يعيشون في خيام أو مدارس مؤقتة، فضلاً عن تدهور الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصحة وتعليم.

واختتم المحلل الفلسطيني حديثه بالقول: "نجاح مؤتمر القاهرة سيحدد بشكل مباشر قدرة غزة على التعافي من الحرب الأخيرة، وإعادة الحياة الطبيعية لسكانها، لذلك يجب أن يكون الحدث أكثر من مجرد اجتماع سياسي، بل خطوة عملية ملموسة على الأرض".