ازدواجية المعايير وتوقف الإغاثة.. ماذا يحدث لنازحي السودان في تشاد؟

ازدواجية المعايير وتوقف الإغاثة بالنسبة لنازحي السودان في تشاد

ازدواجية المعايير وتوقف الإغاثة.. ماذا يحدث لنازحي السودان في تشاد؟
صورة أرشيفية

من أكثر من عام نزح ما يقرب من 8 مليون مواطن سوداني من البلاد، إثر حربًا طاحنة بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان، وهو ما وضع المواطنين تحت الطلقات والقصف المستمر من جانبي النزاع إلى الآن. 

وقد انتشر في دول الجوار السوداني الملايين من المواطنين خوفاً من أثار الحرب، وكانت على الحدود في التشاد في ظل انتقال المعارك من السودان إلى دارفور والتي بدورها أصبحت منطقة خطرة على سكانها؛ مما اضطر الآلاف للمغادرة نحو تشاد في مخيمات اللجوء، وهو ما خلق الكثير من الأزمات في الوقت الحالي. 

معاناة اللاجئين مستمرة 

مع احتدام المعارك في إقليم دارفور غربي السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، انتشر وصف ازدواجية المعايير في التعامل مع اللاجئين السودانيين ونظرائهم الأوكرانيين، سواء من حيث حجم المساعدات المقدمة لهم، أو عبر استقبالهم في أوروبا، حيث يعاني النازحين من السودان من نقص حاد في الغذاء والدواء. 

حيث تجدد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر في دارفور، 10 مايو الجاري؛ مما أدى لفرار الكثيرين من مناطق أخرى في الإقليم إلى خارج الحدود، وأجبر الكثيرين على أن المساعدات التي تصل لهم أصبحت غير كافية للحياة في الخيام.
 
تحذيرات مسبقة 

برنامج الأغذية العالمي، حذر في مارس الماضي، من أن المساعدات الغذائية المقدمة لمئات آلاف اللاجئين السودانيين في تشاد، وبعضهم على شفا المجاعة، ستتوقف خلال أسابيع ما لم يقدم التمويل اللازم، وهو ما فتح أبواب الانتقاد من الشعب السودانى نتاج لنقص الموارد المقدمة لهم من جانب العالم الغربي. 

ويعاني اللاجئين في الخيام من وضع إنساني صعبًا يتطلب سرعة المساعدة الدولية، بعدما انقطع الدعم المحدود المقدم من الأمم المتحدة بشكل كامل، بحجة نقص التمويل. 

ومع ذلك تشهد مزيد من المعارك في السودان، وقال وزير الخارجية البريطاني دافيد كاميرون، مطلع الأسبوع الجاري: إن العنف في ولاية دارفور غربًا، بما في ذلك الهجمات الممنهجة ضد المدنيين، قد يصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية.

حيث إن منذ أسابيع، تحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور والعاصمة التاريخية للإقليم، وتسعى للسيطرة عليها كونها آخر معاقل الجيش في الإقليم.

ويقول المحلل السياسي السوداني محمد إلياس: إن الغرب لا يرى المواطن السوداني، وإن هناك معادلة العسكرية الآن في السودان أصبحت صفرية، ولن يتم التوصل إلى هدنة نتيجة تعنت الطرفين، فكل منهما يعلم أن خسارته الحرب هي نهايته، في ظل توقف مفاوضات جدة كذلك. 

وأضاف الياس - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن ما يحدث في السودان تتحكم فيها أطراف دولية، من دون الالتفات لمصالح الشعب أو مصيره الذي أصبح مجهولا، وهناك أكثر من ثلث سكان البلاد، يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم 4.9 مليون شخص على حافة المجاعة، والنازحين كذلك وهم الفئة الأكثر استحقاقاً في البلاد نتيجة للحرب المستمرة لأكثر من عام، وما قد نراه في الأيام المقبلة هي حالات وفاة ناتجة عن توقف المساعدات وارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ.