إيران تستعد لدفن رئيسي.. اضطرابات في الدوائر السياسية بسبب منصب المرشد

إيران تستعد لدفن رئيسي.. اضطرابات في الدوائر السياسية بسبب منصب المرشد

إيران تستعد لدفن رئيسي.. اضطرابات في الدوائر السياسية بسبب منصب المرشد
صورة أرشيفية

أدى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي صلاة الجنازة، صباح اليوم الأربعاء، على رئيس البلاد إبراهيم رئيسي الذي قُتل في حادث تحطم طائرة هليكوبتر، فيما احتشد آلاف الإيرانيين في شوارع طهران في يوم حداد رسمي، حيث جاءت الجنازة في ظل التخوفات من اشتعال الاضطرابات داخل دوائر الحكم الداخلية في إيران. 

ويرى مراقبون، أن رئيسي كان خليفة المرشد المحتمل، وبعد رحيله، سيكون منصب المرشد أمر مثير للجدل في وقت تواجه فيه إيران اضطرابات شعبية كبرى. 
 
جنازة رئيسي 

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد قُتل الرئيس إبراهيم رئيسي 63 عامًا، مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان البالغ من العمر 60 عامًا، وخمسة آخرين كانوا يسافرون معهم يوم الأحد.  

وبدأت مراسم الجنازة يوم الثلاثاء، بموكب في تبريز، أقرب مدينة كبيرة إلى موقع تحطم الطائرة في شمال غرب إيران، ثم تم نقل جثث رئيسي والآخرين الذين قتلوا إلى مدينة قم المقدسة وإلى العاصمة طهران، قبل أحداث الأربعاء. 

وقال قائد شرطة طهران العقيد عبد الفضل موسوي بور للتلفزيون الرسمي خلال الليل: إن قوات الأمن الإيرانية فرضت قيودًا مشددة على حركة المركبات ومواقف السيارات في المنطقة التي ستبدأ فيها مواكب الجنازة، وذكر التلفزيون الحكومي أيضًا أن وسائل النقل العام ستكون مجانية يوم الأربعاء – الذي تم إعلانه عطلة وطنية – لتمكين الناس من حضور الجنازة. 

وصباح الأربعاء، بثت وسائل الإعلام الحكومية لقطات لحشود ضخمة تتجه إلى جامعة طهران، حيث تم وضع النعوش المغطاة بالعلم في قاعة كبيرة. 

ودخل آية الله خامنئي البالغ من العمر 85 عامًا، برفقة الوفد ووضع عصاه أمام النعوش قبل أداء الصلاة، وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام رسمية أن كلماته نُقلت عبر مكبرات الصوت إلى حشود واقفة في الخارج وأحنت رؤوسها للصلاة. 


 
اضطرابات داخلية 

وبحسب الصحيفة، فقد كان رئيسي يعتبر مرشحًا محتملًا لخلافة المرشد الأعلى الذي تعاني صحته من تدهور، وبعد أداء الصلاة، احتضن آية الله خامنئي أحد أبناء رئيسي، كما أظهر مقطع فيديو بثته وسائل الإعلام الحكومية، وهو يربت على رأس الصبي، وسط توقعات بأن يكون خليفته. ثم انطلق موكب الجنازة، وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن الحفل سيقام الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي، وسيضم أكثر من 40 وفدًا أجنبيًا "رفيع المستوى" بما في ذلك 10 رؤساء دول. 

وأضافت، أنه لم يتضح على الفور من هم الزعماء الأجانب الذين سيحضرون، وذكرت وسائل الإعلام الرسمية، أن فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس النواب بالبرلمان الروسي، وصل إلى مطار طهران يوم الأربعاء، وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أنه من المتوقع أيضًا أن يحضر رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان ومسؤولين أتراك هذه الفعاليات. 

وفي خطاب ألقاه خلال مراسم الجنازة، أشار إسماعيل هنية، الذي يقود الجناح السياسي لحركة حماس من المنفى، إلى لقائه مع رئيسي في طهران خلال شهر رمضان المبارك، وقال هنية: إن رئيسي أكد في ذلك الاجتماع على التزام إيران “الثابت” بالقضية الفلسطينية، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية. 
 
عطل فني 

وبينما ينظر المحققون في سبب تحطم المروحية - ذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن ذلك كان بسبب "عطل فني"، ويرأس الجيش الإيراني لجنة - ظهرت المزيد من التفاصيل حول اللحظات الأخيرة للحادث. 

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية، أن غلام حسين إسماعيلي، رئيس ديوان الرئاسة الإيرانية، قال: إن الظروف الجوية كانت طبيعية عندما أقلعت المروحية يوم الأحد، وكان السيد إسماعيلي على متن إحدى المروحيتين الأخريين المسافرتين مع طائرة السيد رئيسي التي عادت إلى منزله بسلام. 

قال إسماعيلي، بعد حوالي 45 دقيقة من الرحلة طلب أحد أفراد مروحية رئيسي من قافلة الطائرات زيادة الارتفاع لتجنب السحابة، لكن مروحية رئيسي اختفت. 

وقال الإسماعيلي للتلفزيون الحكومي: إن عدة محاولات لإجراء اتصال لاسلكي باءت بالفشل، وفي نهاية المطاف، رد أحد ركاب مروحية رئيسي، وهو الإمام محمد علي الهاشم من تبريز، على الهاتف وقال: إن المروحية تحطمت، وتوفي في وقت لاحق.