محلل سياسي تونسي: الإخوان يستخدمون ورقة الاحتجاجات كغطاء لإرباك الدولة

محلل سياسي تونسي: الإخوان يستخدمون ورقة الاحتجاجات كغطاء لإرباك الدولة

محلل سياسي تونسي: الإخوان يستخدمون ورقة الاحتجاجات كغطاء لإرباك الدولة
تونس

كشفت مصادر أمنية تونسية ومراقبون سياسيون عن تحركات مشبوهة لعناصر مرتبطة بحركة النهضة – الذراع الإخوانية في تونس – تهدف إلى تأجيج الأوضاع الداخلية ونشر الفوضى، تحت غطاء الاحتجاجات الاقتصادية والاجتماعية، في محاولة لإرباك مؤسسات الدولة وإعادة الجماعة إلى المشهد السياسي.


وبحسب المصادر، تعمل مجموعات موالية للإخوان على تعبئة الشارع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمة منصات خارجية تروّج لخطاب تحريضي ضد الدولة ومؤسساتها، مستغلة الأزمات المعيشية التي تمر بها البلاد. كما تم رصد تمويلات مشبوهة لأنشطة إعلامية ومنشورات ممولة تستهدف بث السخط الشعبي، وتحريك دعوات التظاهر في عدة مناطق حساسة.


التحركات الإخوانية تأتي في وقت تصعد فيه الحكومة التونسية من إجراءاتها ضد من تصفهم بـ"العملاء والمخربين"، حيث وجهت السلطات خلال الأشهر الماضية عدة ضربات قانونية لقيادات تنتمي لحركة النهضة، شملت تهمًا تتعلق بالتآمر على أمن الدولة والارتباط بجهات أجنبية.


ويقول مراقبون إن الجماعة تسعى لاستنساخ سيناريو الفوضى الذي استخدمته في دول أخرى، عبر اختراق المشهد الاحتجاجي، وافتعال صدامات مع قوات الأمن، لدفع تونس إلى مسار تصعيدي يخدم مصالح التنظيم الدولي للإخوان.


من جهته، حذر الباحثون في شؤون الحركات المتطرفة من خطورة هذا المخطط على الاستقرار في تونس، مشددين على أن اليقظة الأمنية والمجتمعية باتت ضرورية لقطع الطريق أمام محاولات إعادة إنتاج الفوضى تحت شعارات زائفة.


وقال المحلل السياسي التونسي عبدالسلام العبيدي إن ما تشهده تونس من دعوات احتجاجية متزامنة مع حملات تحريض على مواقع التواصل يكشف عن تحرك منظم تقوده عناصر تابعة لحركة النهضة – الذراع السياسية لجماعة الإخوان – بهدف ضرب استقرار البلاد، والعودة إلى المشهد من بوابة الفوضى.


وأضاف العبيدي - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن المعلومات المتوفرة تشير إلى تورط عناصر من الحركة في تعبئة الشارع وتحريك دعوات التظاهر، عبر استغلال الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المواطن، وتحويلها إلى وقود لمخطط تخريبي يهدف إلى خلق حالة من الاصطدام بين الشارع والدولة.


وأكد أن الجماعة الإخوانية تحاول إعادة إنتاج سيناريو 2011 ولكن دون سند شعبي حقيقي، لافتًا إلى أن الشعب التونسي أصبح أكثر وعيًا بخطورة هذه التحركات، خصوصًا بعد التجربة القاسية التي عاشها خلال فترة حكم النهضة وما تبعها من أزمات سياسية وأمنية.


وأشار العبيدي إلى أن الأجهزة الأمنية باتت ترصد بوضوح مصادر التحريض والتمويل التي تغذي هذا التصعيد، مشددًا على أهمية المواجهة الحاسمة لهذه التحركات، وعدم السماح للجماعة باستغلال أزمات المواطنين لتحقيق أهدافها السياسية الضيقة.


واختتم المحلل السياسي تصريحاته بالتأكيد على أن تونس قادرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، شرط أن يحافظ الجميع على وحدة الصف الوطني، ورفض أي محاولة لاستخدام الشارع كأداة ابتزاز سياسي.