محلل سياسي فلسطيني: حماس تمارس التضليل لتقويض الجهود المصرية والعربية وتُراكم معاناة الأهالي
محلل سياسي فلسطيني: حماس تمارس التضليل لتقويض الجهود المصرية والعربية وتُراكم معاناة الأهالي

في الوقت الذي تتواصل فيه جهود مصر والدول العربية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، تواصل حركة "حماس" حملات التضليل الإعلامي، منكرة وصول هذه المساعدات إلى المواطنين الفلسطينيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي، في خطوة اعتبرها مراقبون استهدافًا متعمدًا للدور المصري والعربي ومحاولة لتشويه الحقائق على الأرض.
ورصدت وسائل إعلام محلية ودولية دخول قوافل ضخمة من المساعدات المصرية إلى القطاع خلال الأيام الماضية، عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك بعد تنسيق متواصل بين الجهات المصرية والفلسطينية والدولية، لتأمين وصول المساعدات إلى مستحقيها في مختلف مناطق القطاع، بما في ذلك شمال غزة، رغم صعوبة الظروف الأمنية والمعيشية.
كما ساهمت جهود عدد من الدول العربية، من بينها الأردن والإمارات والسعودية وقطر، في إرسال مساعدات إنسانية متنوعة شملت الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، وهو ما لقي إشادات دولية واسعة بدور القاهرة والعواصم العربية في التخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين.
وفي الوقت نفسه، خرجت تصريحات متكررة من قيادات في حركة حماس تنفي وصول المساعدات، متهمة جهات مختلفة بمنعها أو السيطرة عليها، في محاولة واضحة لتحويل الأنظار عن التقصير الداخلي داخل القطاع، ولتأليب الشارع الفلسطيني على الدول الداعمة، وعلى رأسها مصر.
وأكد محللون، أن هذه التصريحات تأتي ضمن حملة دعائية ممنهجة تهدف لتقويض أي جهود حقيقية تُبذل لصالح الشعب الفلسطيني، خاصة تلك القادمة من مصر، التي رفضت منذ اليوم الأول أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وأصرت على فتح المعابر وإدخال المساعدات رغم التعقيدات الأمنية والسياسية.
وتؤكد مصادر ميدانية من داخل غزة، أن المساعدات المصرية تحديدًا وصلت إلى مستشفيات الشمال والجنوب، وتم توزيعها تحت إشراف الهلال الأحمر المصري والفلسطيني، في حين تم توثيق دخول الشاحنات بالصوت والصورة، ما يُكذّب روايات حماس التي تسعى لإخفاء إخفاقاتها في إدارة الأوضاع الميدانية والإنسانية.
ويحذر مراقبون من خطورة استخدام الأزمات الإنسانية كورقة سياسية أو دعائية، مشددين على ضرورة احترام معاناة المدنيين وعدم استغلالها لتحقيق مكاسب حزبية أو خطابية على حساب الحقيقة والواقع.
وقال الدكتور هشام عبد العزيز، المحلل السياسي الفلسطيني: إن إنكار حركة حماس لوصول المساعدات المصرية والعربية إلى قطاع غزة يُعد قمة في التضليل السياسي والإعلامي، ويكشف عن أزمة داخلية متفاقمة تعاني منها الحركة، تدفعها لاختلاق روايات غير واقعية لتبرير فشلها في إدارة المشهد الإنساني.
وأكد عبد العزيز، في تصريحات خاصة للعرب مباشر ، أن المساعدات المصرية تحديدًا دخلت بالفعل إلى القطاع، وتم توثيقها في أكثر من موقع، وشملت مواد غذائية وطبية ومستلزمات إغاثية، مشيرًا أن القاهرة لم تتوقف منذ بدء الحرب عن فتح معبر رفح وتحريك قوافل الإغاثة، رغم ظروف أمنية شديدة التعقيد.
وأضاف: أن نفي حماس لوصول هذه المساعدات يهدف لتقويض الدور المصري والعربي أمام الشارع الفلسطيني، وتحويل الأنظار عن حقيقة عجزها في التعامل مع الأزمة، لافتًا إلى أن الحركة تلجأ إلى هذه اللغة كلما تصاعدت الانتقادات الداخلية لأدائها، سواء في توزيع المساعدات أو إدارة موارد القطاع.
وأشار عبد العزيز، أن هناك حملة إعلامية منسقة من طرف حماس تستهدف تصوير مصر والدول العربية على أنها متخاذلة، في حين أن الواقع يؤكد العكس، وأن معظم ما دخل إلى القطاع خلال الأسابيع الماضية جاء عبر جهود مصرية مباشرة أو بترتيب عربي منسق مع القاهرة.
واختتم بتأكيده أن الشعب الفلسطيني بات أكثر وعيًا بهذه الأساليب، وأن محاولات حماس لحرف البوصلة عن أولويات غزة الحقيقية لن تنجح، لأن الحقائق الميدانية أوضح من أن تُنكر، ولأن التحركات المصرية والعربية هي التي تُخفف فعليًا من معاناة المدنيين في ظل الحرب والدمار.