خيارات صعبة أمام أميركا.. الاتفاق النووي الإيراني يهدد بعودة الإرهاب

يهدد الاتفاق النووي الإيراني بعودة الإرهاب

خيارات صعبة أمام أميركا.. الاتفاق النووي الإيراني يهدد بعودة الإرهاب
صورة أرشيفية

يومًا بعد يوم، تكشف التقارير عن صعوبة الخيارات الأميركية لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، وهو ما يهدد بنسف العملية برمتها، حيث كشفت تقارير أجنبية، اليوم الأحد، عن مطالب من طهران لواشنطن بإزالة تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وهو ما سيثير غضبًا داخليًا وخارجيًا واسعًا حال حدوثه. 

وتشير صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إلى أن إزالة الحرس الثوري من قوائم المنظمات الإرهابية هو أحد الخيارات الصعبة التي قد تلجأ إليها واشنطن، لكنه يثير قلقًا واسعًا حال حدوثه. 

قرارات صعبة

وبحسب الصحيفة، قال مسؤول في وزارة الخارجية، أمس السبت، إن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ "قرارات صعبة" من أجل إحياء الاتفاق النووي مع إيران، في حين تطالب طهران برفع اسم الحرس الثوري من قوائم الإرهاب، وسط انزعاج إسرائيلي كبير.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أضاف الحرس الثوري إلى القائمة السوداء في عام 2019، ما كان يمثل خطوة رمزية كبيرة على طريق إقرار السلام في الشرق الأوسط والتصدي لممارسات الميليشيا الإيرانية التي انتهجت طريق الإرهاب. 

فيما أشارت التقارير في الأيام الأخيرة إلى أن إيران تطالب بإزالة تصنيف الحرس الثوري الإيراني كشرط لعودتها إلى اتفاق 2015. 

بيان إسرائيلي لواشنطن

وقال المسؤول الدبلوماسي الأميركي: "نحن على استعداد لاتخاذ قرارات صعبة لإعادة برنامج إيران النووي إلى حدود خطة العمل الشاملة المشتركة. ولقد أدى البرنامج النووي الإيراني غير المقيد إلى تصاعد الأزمة النووية وإلى زيادة التهديدات بشكل كبير لمواطني الولايات المتحدة ومصالحها وشركائها في المنطقة".

وبحسب الصحيفة، تأتي تعليقات المسؤول الدبلوماسي بعد أن حث رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد، في بيان مفصل يوم الجمعة، الولايات المتحدة على عدم شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية.

وأشار التقرير إلى سلسلة من جرائم الحرس الثوري كمنظمة إرهابية قتلت آلاف الأشخاص، بمن فيهم الأميركيون. وقال بينيت ولبيد في بيانهما المشترك: "إننا لا نستطيع أن نصدق بأن الولايات المتحدة ستزيل الحرس الثوري الإيراني من وصمه كمنظمة إرهابية". نعتقد أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن أقرب حلفائها مقابل وعود جوفاء من الإرهابيين ـ في إشارة إلى حكومة طهران والحرس الثوري.

إدارة بايدن تدرس

ووفقًا لما ذكره موقع "أكسيوس"، الأربعاء ، فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرس هذه الخطوة، مقابل أن تلتزم طهران بخفض التصعيد في المنطقة.

وقال المسؤول الأميركي، يوم السبت، إن إسرائيل وأميركا "لديهما مصلحة مشتركة؛ وهي التأكد من أن إيران لا تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا. وقد أوضحنا أن العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة هي أفضل طريق دبلوماسي للمضي قدمًا، وأفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف".

واعترف المسؤول بالعدوان الإقليمي الذي تمارسه إيران، مشددًا على أن واشنطن "ستحتفظ بأدواتنا القوية وتستخدمها بقوة" للتصدي لذلك العدوان الإيراني، "وخاصة لمواجهة الحرس الثوري الإيراني، بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا".

نقاط شائكة

وكانت واشنطن أعلنت يوم الأربعاء الماضي، أنها "قريبة" من إبرام اتفاق مع إيران بشأن إحياء اتفاق 2015، الذي شهد تخفي القوى الغربية للعقوبات مقابل فرض قيود على برنامج طهران النووي، في أحدث مؤشر على تحرك فى المياه الراكدة بعد الجمود الذي طال أمده.

وكانت المفاوضات بدأت في أبريل الماضي بين بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيران وروسيا، مع مشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

وقالت إيران الأربعاء إن هناك نقطتين شائكتين متبقيتين في فيينا، بما في ذلك "ضمان اقتصادي" في حالة تكرار إدارة أميركية مستقبلية لما فعله ترامب من توقيع عقوبات، والقضية الثانية هي وضع الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب. 

وقف الإرهاب لعام واحد

لكن ما زالت واشنطن مترددة بشأن شطب الحرس الثوري من القوائم السوداء، فقد أضرت تلك الميليشيا بالمدنيين والأميركيين وأقر بتورطها في كثير من العمليات الإرهابية.

ووفقًا لصحيفة "والا" العبرية، فقد أكد مسؤولون فى إسرائيل، أنهم قلقون للغاية من مثل هذه الخطوة الأميركية، وخاصة حقيقة أن الولايات المتحدة تطالب إيران بالتزام عام فقط بتهدئة عدوانها في المنطقة، ولا تطالبها بالالتزام بعدم الهجوم، وهو ما يعني أن الميليشيا الإيرانية لن تتخلى عن أعمالها الإرهابية والعدوانية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، وسيكون الأمر تحت سمع وبصر الإدارة الأميركية.