أخطر التهديدات.. سياسات مكافحة الإرهاب في الوطن العربي

يتخذ الوطن العربي سياسات لمكافحة الإرهاب

أخطر التهديدات.. سياسات مكافحة الإرهاب في الوطن العربي
صورة أرشيفية

الإرهاب في الأساس هو إنكار لحقوق الإنسان وتدمير لها، وخلق طريق شاذ عن الآخرين، كما أن مفهوم التطرف والإرهاب يأتي من قبل نفي الآخر ما دام يحمل تصوراً مخالفاً، إذ لا يُنظر إليه من وجه التطرف على أنّه مخالف، بل على أنّه تصور يحمل تهديداً لوجودهم، ونفياً لتصوراتهم.

الحرب ضد الإرهاب لن تنجح أبدا بإدامة نفس هذا الإنكار والتدمير من قبل حقوق الإنسان، فقد يجب أن نحارب الإرهاب بلا هوادة لحماية حقوق الإنسان، وفي نفس الوقت عندما نحمي حقوق الإنسان، فإننا نعالج الأسباب الجذرية للإرهاب.

ويشتمل الإرهاب على مجموعة من التهديدات المعقدة، والتي من بينها الجريمة المنظمة في مناطق الصراع، والمقاتلون الإرهابيون الأجانب، و"الذئاب المنفردة" التي تشرّبت ثقافة التطرف، والاعتداءات باستخدام المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية والمتفجرات.

ووفقاً لـ«المؤشر العالمي للإرهاب»، فإن نسبة أكثر من 57 في المائة من الإرهاب، خلال السنوات الـ15 الأولى من الحرب العالمية على الإرهاب، حدثت في 4 بلدان؛ هي: العراق، وأفغانستان، وباكستان، ونيجيريا، وفي سوريا منذ عام 2011، كان معظم الضحايا تحت هذه الفئة من تنفيذ إرهاب الدولة.

وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي لعام 2020، فقد سجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) أكبر انخفاض في الوفيات المرتبطة بالإرهاب للعام الثاني على التوالي، حيث انخفضت هذه الوفيات بنسبة 87% منذ عام 2016 - وهي أدنى المستويات المسجلة. 

ومنذ عام 2003 في عام 2019، كانت الجزائر من بين البلدان التي سجلت "عدم وقوع وفيات لأول مرة منذ 2011 على الأقل".

ترويض الإرهاب في الوطن العربي

نجحت كل الدول العربية تقريباً بسحق الجماعات الإرهابية والحد من قدرتها على تجنيد عناصر جديدة، كما كان أداء الدول ذات الأغلبية المسلمة الأخرى جيداً فيما يتصل بقمع الإرهاب.
 
كما تواجـه ظاهـرة إلاسلام السـياسي في جميـع أنحـاء العالـم أزمـة كبيرة، في طريقها إلى الاختفاء، فلم تعد تؤثر في الأجيال الجديدة ولا تجذب المتدينين الشباب، وكما تعود تشكل طريقة جديدة في طريقة فكرها تشمل اتجاهات وقيما دينية وسياسية واجتماعية جديدة عن الجماعات الدينية السياسية. 

وعــى الصعيــد التنظيمــي، تعــاني الجماعات الإرهابية المتطرفة والتي من بينها جماعة الإخوان المسلمين في الوطن العربي من حالة ارتباك شديد، وقد أصبحت عناصر التنظيم تعيش فيما يشبه الجزر المنعزلة، مع تعدد الولاءات في ظل التحولات الإقليمية الحادة، كما تواجه عدة قواسم في أداء جماعة الإخوان المسلمين أساس الشر والإرهاب في المنطقة والعالم العربي.

كما تعاني جماعة الإخوان المسلمين ضعفاً وتراجعاً واضحين في الوطن العربي، وربما أنه ليس من المبالغة في أن حجم الخسائر التي شهدتها الجماعات الإرهابية في مصر في عام 2013 والضربة الموجعة التي لحقت بالتنظيم الإرهابي في السعودية منذ 7 أعوام هما الحدثان الأكثر سوءاً للجماعة. 

كما أن خسـارة مـصر والخليـج أصابـت جماعـة الإخوان الإرهابية في الصميم، في عقد من الزمن الواحد، كما أدى إلى العديد من الانقسامات الداخلية في صفوف الجماعة وإعادة النظر في الشرعية وحكم المرشد وغيرها. 

فقد لاحقت الخسائر لدى الجماعات الإرهابية في الوطن العربي في تلك البقعة الغالية من العالم، أدت إلى تقليل العناصر المتطرفة، أو تجفيف مصادر التمويل، ناهيك عن حرمانهم من سلاح الحشد الذي طالما اعتمدوا عليه، سواء لتجنيد آلاف الشباب، عبر الترويج لأفكارهم المسمومة، ونشر الأكاذيب، عبر استغلال الطفرة التكنولوجية الهائلة، في بث العديد من مقاطع الفيديو الدعائية، والتي استهدفت قطاعا من الشباب، تحت ستار الدين، للانضمام إليهم، أو للعمل تحت رايتهم في دول مختلفة، وهو الأمر الذي انعكس بصورة صريحة، في تطور كبير في نشاط تلك الجماعات، والتي تحولت نحو نشاط أكثر توسعا، منذ العقد الماضي، عبر استهداف العديد من مناطق العالم.

فقد تواجه الأزمات المتلاحقة، التي تضرب جماعة الإخوان المسلمين، سواء على مستوى الانشقاقات التنظيمية، أو الضربات الإقليمية، وكذا الرفض الشعبي للجماعة في عدد من دول المنطقة. 

تبريرات الإرهابي 

الإرهابي هو من يبرر للفعل الإرهابي، مرجعا إياه فقط لأسباب اقتصادية أو سياسية أو لأمور خاصة بحقوق الإنسان أو الديمقراطية، متناسيا دور الأيديولوجية الإسلاموية في التطرف المؤدي إلى العنف -زوراً- باسم الإسلام. 

كما يعتبر هو أيضا من يقدم التغطية الإعلامية أو التحليلات التي تحقق أهداف العمل الإرهابي قبل أو بعد وقوعه أو تعفي أو تهون من مسؤولية الأيديولوجية في العمل الإرهابي أو من مسؤولية مرتكب الفعل الإرهابي. 

الإرهابي هو أيضا من يستخدم حتى ولو بشكل غير مباشر الإرهاب لتحقيق أهدافه الجيوسياسية.

تهديدات للأمن الوطني 

يظل الإرهاب أحد أخطر التهديدات للأمن الوطني والدولي، ومع ذلك، وسط تصاعد الاهتمام الأكاديمي والسياسي بالإرهاب ومكافحة الإرهاب.

فإن الأدبيات حول سياسات وإستراتيجيات مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط على المستويين المحلي والإقليمي متناثرة ومحدودة وغربية في الغالب، حسبما أفادت مجلة إنترناشيونال ريفيو مجلة دولية.  

وأشارت المجلة في تقريرها أن الشرق طوال الثمانينيات والتسعينيات، والذي أدى إلى إدخال العملية الأمنية واعتماد تدابير مكافحة الإرهاب في المنطقة. 

تأخذ هذه الورقة نقطة انطلاقها من معضلة تعريف مفهومي "الإرهاب" و"الأمن (القومي)" في سياق الشرق الأوسط. 

ويدرس تطور عملية التوريق في الشرق الأوسط رداً على الإرهاب، مع الإشارة إلى تجارب دول المنطقة، وبينما تحلل نماذج وأساليب مكافحة الإرهاب المختلفة المستخدمة، فإنها تجادل بأن إستراتيجيات مكافحة الإرهاب في معظم أنحاء الشرق الأوسط لم تكن فعالة، بل كانت في بعض الأحيان ذات نتائج عكسية.