جسور إلى النصر.. كيف تحولت أم درمان إلى مفتاح الحرب في السودان

تحولت أم درمان إلى مفتاح الحرب في السودان

جسور إلى النصر.. كيف تحولت أم درمان إلى مفتاح الحرب في السودان
صورة أرشيفية

في مدينة أم درمان، الضلع الثالث للعاصمة السودانية، تدور معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو ستة أشهر. الهدف من القتال هو السيطرة على المدينة التي تعتبر مدخلا مهما للعاصمة، وتضم قواعد عسكرية حيوية. وقد أدى القتال إلى خسائر بشرية كبيرة وفرار أكثر من 70 بالمئة من سكان المدينة، حسب بعض التقديرات. 
 
*الأهمية الاستراتيجية لأم درمان* 

أم درمان هي العاصمة الثقافية للسودان وتشكل نقطة فارقة بين النصر والهزيمة في الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. وفقًا لمراقبون فإن "الطرف الذي يظفر بها بشكل كامل سيحسم الحرب وسيفرض إرادته سلمًا أم حربًا". 

وتكمن الأهمية الاستراتيجية لأم درمان في أنها تربط العاصمة بالناحيتين الشمالية والغربية وتمتد على مساحات جغرافية واسعة؛ مما يجعل منها عمقًا استراتيجيًا للبلاد، كما تضم المدينة قاعدة كرري العسكرية وسلاح المهندسين والسلاح الطبي، وهي منشآت ووحدات عسكرية ذات أهمية كبيرة. 
 
*تطورات القتال في أم درمان* 

يتركز القتال حاليًا حول مقري قاعدة كرري في منطقة وادي سيدنا شمالي المدينة، وسلاح المهندسين في الجزء الجنوبي الغربي، وهما تحت سيطرة الجيش. 

ويسعى الجيش للتمسك بهما لأنهما يسهلان وصول الإمدادات إلى منطقة القيادة العامة في شرق الخرطوم، وتزايدت أهميتهما بعد فقدان الجيش السيطرة على القيادة العامة منذ بداية الحرب وانتقال قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وعدد من كبار مساعديه إلى مدينة بورتسودان على بعد نحو ألف كيلومتر إلى الشرق من الخرطوم. 

من جهة أخرى، يسيطر الدعم السريع على عدد من منافذ أم درمان ونحو 55 بالمئة من أحيائها السكنية وطرقها الرئيسية، ويحاول السيطرة على مقري قاعدة كرري وسلاح المهندسين.  

وقد دفعت قوات الدعم السريع - خلال اليومين الماضيين- حشودًا كبيرة دخلت المدينة من غربها، وفقًا لما أظهرته صور نشرتها منصات تابعة لها، ونشرت مقاطع فيديو تظهر مجموعات مقاتلة تابعة لها أمام إحدى البوابات الرئيسية لمقر سلاح المهندسين. 
 
*استراتيجية الجسور* 

من جانبه، يشير الخبير السياسي السوداني عادل حمد، إلى أن أحد العوامل التي تزيد من حدة الصراع في أم درمان هو الرغبة في السيطرة على الجسور التي تصل المدينة بالخرطوم والخرطوم بحري، لأنها تمثل أهمية استراتيجية في ضمان الإمدادات. 

وقال في تصريحات لـ"العرب مباشر": إن أربعة جسور تربط أم درمان بباقي أجزاء العاصمة، وأن أحدها خارج عن الخدمة وهو جسر شمبات على نهر النيل بعد أن تضرر بشدة في أكتوبر الماضي، وكان هو الطريق الرئيسي لإمدادات قوات الدعم السريع التي تحارب في أم درمان. 

وأضاف: أن الجيش يملك السيطرة الكاملة على جسري الفتيحاب القريب من سلاح المهندسين والنيل الأبيض الذي يؤدي إلى مستشفى السلاح الطبي، بينما يتنازع الطرفان على الجسر الرابع وهو جسر الحلفايا، حيث تحكم قوات الدعم السريع بالمدخل الشرقي للجسر من جانب الخرطوم بحري، ويحكم الجيش بالناحية الغربية منه في أم درمان. 

واختتم، أصبح جسر "جبل أولياء" هو خامس الجسور في استراتيجية حرب الجسور، حيث يمكن من خلاله إيصال الإمدادات إلى أم درمان من الجهة الجنوبية الغربية، وكان هذا سببا في دفع قوات الدعم السريع للاستيلاء عليه بعد 5 أشهر من بدء الحرب، وبينما ساعد السيطرة على الجسر قوات الدعم السريع في الزحف نحو بعض مناطق ولاية النيل الأبيض، فإن الوصول بالإمدادات إلى أم درمان كان الهدف الرئيسي من هذه السيطرة.