سيطرت حالة من التفاؤل على الاقتصاد المصري، عقب توقيع أكبر صفقة استثمارية بين مصر والإمارات أمس الجمعة، والخاصة بمشروع رأس الحكمة، وسط توقعات باستمرار هبوط سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري في السوق الموازية. 

وكشف مراقبون، أن ضخ 15 مليار دولار خلال أسبوعين للبنك المركزي المصري، و20 مليار دولار خلال شهرين، مقدم لمشروع رأس الحكمة، هي بشائر خير للاقتصاد الذي كان يعاني منذ فترة من أزمة شح العملة وتلاعب السوق السوداء بأسعار الصرف. 
 
جذب الاستثمار الأجنبي 

وكشف الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصر، تُعد هذه الصفقة جزءًا من مساعي جذب الاستثمار الأجنبي المباشر وزيادة موارد الدولة من العملات الأجنبية. 

وأوضح بكري - في تصريح لـ"العرب مباشر"-، أن هذه الصفقة ستساهم في تعزيز الاقتصاد وستوجه ضربة موجعة للمضاربين في سوق العملات الأجنبية، وستخلق مئات الآلاف من الوظائف وستُحدث نموًا اقتصاديًا، مع مشاركة واسعة من الشركات والمصانع المصرية في تنفيذ المشروعات. 

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الصفقة تُعد خطوة نحو تحقيق أهداف التنمية الوطنية كما حُددت في الخطة الاستراتيجية القومية للتنمية العمرانية، وتمهد الطريق لمزيد من الصفقات الاستثمارية. 

 وأضاف أن استقرار مصر السياسي والأمني يجعلها من أكثر الأسواق الناشئة جاذبية للاستثمارات الأجنبية. 

 
شراكة قوية 

يقول الدكتور ماجد عبد العظيم أستاذ الإدارة والاستثمار والخبير الاقتصادي: إن الشراكة الاستثمارية بين الإمارات ومصر في مشروع رأس الحكمة، هو الاستثمار الأضخم في تاريخ مصر، مؤكدًا أن أثر هذه الصفقة الإيجابي وبشائر الخير ظهر منذ اللحظات الأولى التي تم تداول أنباء المشروع فيها وقبل حتى الإعلان الرسمي عن التفاصيل. 

وأوضح الخبير الاقتصادي - في تصريح لـ"العرب مباشر"-، أن التأثيرات الإيجابية ابتدت بتراجع قوي لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصرية في السوق الموازية، لافتًا إلى أن السوق الموازية من أخطر الأمور التي أثرت سلبًا في الاقتصاد المصري خلال الآونة الأخيرة. 

وتابع الخبير الاقتصادي: أن السوق السوداء تعتبر مصدرًا لتقلبات سعر الصرف وعدم الاستقرار الاقتصادي، موضحًا أن تراجع سعر الصرف في السوق السوداء سينعكس على المواطنين وسيستفيدون من قوة شرائية أعلى وتخفيض في تكلفة المعيشة.