محللون: شراكة الإمارات ومصر والأردن المستدامة ستجني ثمارها المنطقة

كشفت أهداف الشراكة المستدامة مصر والاردن والامارات

محللون: شراكة الإمارات ومصر والأردن المستدامة ستجني ثمارها المنطقة
الرئيس المصري ونظيره الإماراتي والعاهل الأردني

تشهد العلاقات "الأردنية- الإماراتية- المصرية"، خلال هذه الفترة، مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية من خلال إطلاق الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة، لمواصلة استكشاف الفرص والاستثمار في المجالات الحيوية ذات الاهتمام الإستراتيجي المشترك للدول الثلاث.

وبحسب ما جرى الإعلان عنه في مؤتمر خاص بهذه الشراكة في العاصمة الإماراتية أبوظبي الأحد، تتركز الشراكة على الاستثمار في 5 قطاعات صناعية تشمل الزراعة والأغذية والأسمدة والأدوية والمنسوجات والمعادن والبتروكيماويات، لتعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق التكامل الصناعي وتكامل سلاسل القيمة بين الأردن والإمارات ومصر.

نواة لتكامل اقتصادي
 
وفي هذا الصدد، قال دكتور إياد المجالي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مؤتة الأردنية، في ظل الاستقطابات الدولية والإقليمية، التي تشهدها عموم منطقة الشرق الأوسط، يعتبر التحالف "المصري- الإردني-الإماراتي" نواة لتكامل عربي اقتصادي كبير.

وتحدث المجالي في تصريحات خاصة لـ "العرب مباشر"، عن استفادة الدول الثلاث في المجال الاقتصادي بينها، لافتاً إلى أن استفادة مصر من خلال تمرير خط الغاز المسال الطبيعي الموجود، وخط الغاز أو النفط، بالإضافة إلى التنمية المستدامة الاقتصادية بين الدول الثلاث. 

فيما أعرب المجالي أن إطلاق الشراكة الصناعية المستدامة بين الدول الثلاث أمر هام جدا ، وله تأثير كبير في تطوير مجالات التعاون بين الأطراف الثلاثة المختلفة، خاصة للإرادة السياسية التي تتشكل، مشيراً إلى أن خطوة الشراكة أمر هام ولها تأثير على اقتصاد الثلاث دول، ويؤكد على تنسيق العالم العربي تحت مظلة النظام الإقليمي العربي في مواجهة التحديات التي تواجه دول الإقليم بأكملها.

وأضاف أن الأهم مواجهة التدخلات الإقليمية وحركة تكالب القوى الإقليمية والدولية على مقدرات المنطقة العربية وهو العنصر الخطير جدا في العالم العربي، ويهدف التحالف الثلاثي، إلى آليات الوصول لتحالف جماعي في المنطقة العربية بين 22 دولة موجودة في الوطن العربي، مثلما كان التحالف العراقي الأردني المصري.

كما أوضح المجالي، أن تحالف الدول الثلاث للتنمية المستدامة، لضبط إيقاع  عدد من الملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية.

واستطرد: «الأردن ومصر،  تتمتعان  بدور فاعل يقترب من السيطرة على قرار الجامعة، وتوجيهه بما يتفق مع سياساتها الخارجية، ومواقفها، وفق تصريحات الباحث الأردني».

عهد اقتصادي جديد 

وبدوره، قال دكتور طارق فهمي، مع إعلان الإمارات والأردن ومصر عهد مرحلة جديدة اقتصادية، الهدف منها منطقة صناعية اقتصادية مستدامة والغرض الأساسي استكشاف الفرص والاستثمار في المجالات الحيوية ذات الاهتمام الإستراتيجي المشترك من الدول الثلاث.

فيما أشار إلى أن الشراكة ستركز على خمس قطاعات صناعة الأغذية والسماد والمعادن والأدوية، فيما الهدف الرئيسي تعزيز التنمية الاقتصادية وتحديد التكافل الاقتصادي بين مصر والإمارات والأردن. 

كما سيتم تخصيص 10 مليارات دولار لمشروعات الصناعية التكافلية، وذلك يخدم مجالات التنمية المستدامة والصناعات التنافسية في هذا الإطار ويعزز قطاعات التصنيع، والتي تعتبر ناقلة نوعية تقوم بها الثلاث دول. 

مزايا صناعية
 
وتتعزز هذه الشراكة من خلال الاستفادة من المزايا الصناعية في الدول الثلاث، وتطوير مجالاتها لتحقيق الأهداف الإستراتيجية المشتركة والتي تشمل النمو المستدام، وتطوير صناعات تنافسية ذات مستوى عالمي، وتعزيز قطاعات التصنيع ذات القيمة المضافة، إلى جانب توفير سلاسل توريد مضمونة ومرنة وتعزيز نمو سلاسل القيمة والتجارة وتكاملها بين الدول الثلاث.

وتأتي الشراكة الجديدة امتدادا للعلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات ومصر من جانب والإمارات والأردن من جانب آخر، كما تتماشى مع رؤية الإمارات لتعزيز دور القطاع الصناعي وربطه بالتكنولوجيا باعتباره واحدا من أهم المكونات الاقتصادية ويحظى باهتمام الحكومة التي تسعى لجذب الاستثمارات الخارجية إليه، واستقدام التكنولوجيا الحديثة التي ترفده بعوامل التنافسية مع القطاعات الصناعية العالمية.

كما تعد هذه الشراكة منصة للتعاون المستقبلي وترتكز على تعزيز الانفتاح وتطوير الصناعة وتبادل المنافع الاقتصادية، وتبادل الخبرات، وتعد أساسا لإقامة المشاريع الصناعية الكبيرة المشتركة، مما يساهم في توفير فرص العمل وتعزيز نمو الناتج المحلي وتنويع الاقتصاد وتحقيق نمو قوي في الصادرات.