محللون: رفض إسرائيل للهدنة المصرية - القطرية يكشف نيتها التصعيد وفرض وقائع ميدانية جديدة
محللون: رفض إسرائيل للهدنة المصرية - القطرية يكشف نيتها التصعيد وفرض وقائع ميدانية جديدة

رفضت الحكومة الإسرائيلية مقترحًا مشتركًا تقدمت به كل من مصر وقطر، يهدف إلى تثبيت هدنة مؤقتة في قطاع غزة وفتح الباب أمام مفاوضات لوقف إطلاق النار بشكل شامل. ويأتي هذا الرفض رغم إعلان حركة "حماس" موافقتها على المقترح، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرًا على وجود استعداد من جانب الحركة للتهدئة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن المقترح المصري – القطري تضمن ترتيبات إنسانية عاجلة لوقف العمليات العسكرية والسماح بإدخال المساعدات إلى القطاع، إضافة إلى وضع آليات للإفراج عن الأسرى والمحتجزين لدى الطرفين. غير أن الجانب الإسرائيلي أبدى تحفظات حادة، ورفض الالتزام بالبنود المقترحة، متمسكًا بخيار الحسم العسكري.
وفي السياق ذاته، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن وجود مخطط عسكري يجري الإعداد له لتنفيذ اجتياح بري جديد لبعض مناطق القطاع، بدعوى "تصفية البنية التحتية" لحركة "حماس" وفرض واقع ميداني جديد قبل أي تسوية سياسية.
ويؤكد محللون أن الرفض الإسرائيلي لمبادرة التهدئة يعكس استمرار المراهنة على الخيار العسكري بدلًا من المسار الدبلوماسي، في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة مع استمرار القصف ونقص الإمدادات.
وفي هذا السياق، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية: إن الموقف الإسرائيلي "يعكس تعنتًا واضحًا ورغبة في إطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية داخلية"، مشيرًا إلى أن تل أبيب تراهن على العمليات الميدانية لإضعاف "حماس" قبل أي تفاوض جدي.
وأضاف فارس لـ"العرب مباشر" أن رفض المبادرة المصرية – القطرية "يؤكد أن إسرائيل ما زالت تراهن على الحل العسكري وتلوّح بخيار الاجتياح البري لمناطق في القطاع، رغم التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية".
وشدد على أن "القاهرة والدوحة تتحركان من منطلق إنساني وسياسي للحفاظ على الاستقرار ومنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد، لكن التعنت الإسرائيلي يعرقل فرص التهدئة".
وأوضح أن المجتمع الدولي بات مطالبًا بالضغط على إسرائيل لوقف التصعيد واحترام الجهود الدبلوماسية، خاصة في ظل الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي: إن رفض إسرائيل للمبادرة "يعكس إصرار حكومة الاحتلال على الاستمرار في العدوان وتجاهل كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنقاذ المدنيين ووقف الكارثة الإنسانية".
وأضاف البرغوثي لـ"لعرب مباشر" أن موافقة "حماس" على المقترح المصري – القطري "كشفت عن وجود فرصة حقيقية للتهدئة، لكن إسرائيل اختارت التصعيد، ما يؤكد أن هدفها ليس فقط مواجهة المقاومة، بل فرض وقائع ميدانية جديدة عبر الاجتياح البري".
وشدد على أن "المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل للضغط على إسرائيل، لأن استمرار العدوان ورفض الهدنة لن يُؤدي إلا إلى مزيد من الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة"، مؤكدًا أن الموقف الإسرائيلي يُعرقل أي جهود للحل السياسي ويفتح الباب أمام دورة جديدة من العنف.