محلل أميركي: نتائج الانتخابات تعكس تراجع شعبية الجمهوريين وارتباك معسكر ترامب

محلل أميركي: نتائج الانتخابات تعكس تراجع شعبية الجمهوريين وارتباك معسكر ترامب

محلل أميركي: نتائج الانتخابات تعكس تراجع شعبية الجمهوريين وارتباك معسكر ترامب
ترامب

شهدت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، سلسلة من الانتخابات المحلية والولائية التى حملت نتائج مفاجئة لصالح الحزب الديمقراطى، بعدما تمكن مرشحوه من حصد انتصارات مهمة فى ولايات نيويورك وفرجينيا ونيوجيرسى، فى خطوة وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بأنها "دفعة قوية" للديمقراطيين قبل الانتخابات النصفية المقررة العام المقبل.

ووفقًا لشبكة "سى إن إن" الأمريكية، فقد فاز المرشح الديمقراطى زهران ممدانى بمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليصبح بذلك أول مسلم وأول شاب من أصول آسيوية يتولى هذا المنصب فى تاريخ المدينة، بينما تمكنت أبيجيل سبانبرجر من حسم سباق حاكم ولاية فرجينيا لصالحها، لتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب، وفازت ميكى شيريل بمقعد حاكم ولاية نيوجيرسى، لتسجل هى الأخرى أول انتصار لسيدة ديمقراطية فى تاريخ الولاية.

كما صوّت سكان كاليفورنيا لصالح خطة الديمقراطيين لإعادة رسم الدوائر الانتخابية الخاصة بالكونغرس، فى خطوة اعتبرها مراقبون تعزيزاً لهيمنة الحزب على عدد من المقاعد التشريعية خلال الاستحقاقات المقبلة.


الانتخابات حملت كذلك بعدًا رمزيًا بارزًا، إذ من المتوقع أن تتولى غزالة هاشمى، التى يُرجّح فوزها بمنصب نائب حاكم ولاية فرجينيا، موقعها لتصبح أول سيدة مسلمة يتم انتخابها على مستوى الولاية، فى سابقة تعكس التنوع المتزايد داخل صفوف الحزب الديمقراطى.

فى المقابل، اعتبر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عبر منشور له على منصة "تروث سوشيال"، أن خسائر الجمهوريين تعود إلى الإغلاق الحكومى المستمر، الذى يُعد الأطول فى تاريخ الولايات المتحدة، إضافة إلى غيابه شخصياً عن بطاقات الاقتراع.

وكتب ترامب بأحرف كبيرة: "لم يكن ترامب على بطاقة الاقتراع، والإغلاق هما السببان وراء خسارة الجمهوريين للانتخابات الليلة"، فى إشارة إلى أن تراجع الأداء الحزبى لا يعكس ضعفًا فى قاعدته الانتخابية بقدر ما يعكس تأثير العوامل السياسية والاقتصادية الراهنة.

ويرى محللون، أن هذه النتائج تمثل اختبارًا مبكرًا لشعبية الحزبين قبل الانتخابات النصفية، وأنها تعزز من موقع الديمقراطيين فى عدد من الولايات الكبرى، فى وقت يحاول فيه الجمهوريون إعادة ترتيب أوراقهم استعداداً للسباق الرئاسى المقبل.

قال المحلل السياسي الأميركي ماك شرقاوي: إن نتائج الانتخابات المحلية التي شهدتها عدة ولايات أميركية أمس الثلاثاء تمثل مؤشراً واضحاً على تراجع شعبية الحزب الجمهوري، مشيرًا إلى أن الانتصارات التي حققها الديمقراطيون في ولايات كبرى مثل نيويورك وفرجينيا ونيوجيرسي تؤكد أن المزاج العام في الولايات المتحدة يتجه بعيدًا عن خطاب اليمين المحافظ.

وأوضح شرقاوي - في تصريحات خاصة-، أن الإغلاق الحكومي المطوّل ترك أثرًا سلبيًا واسعًا في الشارع الأميركي، حيث حمّل المواطنون الجمهوريين مسؤولية الشلل الجزئي الذي أصاب مؤسسات الدولة، وهو ما انعكس مباشرة على نتائج صناديق الاقتراع.

وأضاف: أن غياب دونالد ترامب عن المشهد الانتخابي المباشر لم يمنع تأثيره من الظهور، بل على العكس، ساهم في زيادة الانقسام داخل الحزب الجمهوري، الذي يعاني حاليًا من أزمة قيادة حقيقية بين أنصار ترامب والتيار التقليدي داخل الحزب.

وأشار شرقاوي إلى أن ما حدث في هذه الانتخابات يمثل جرس إنذار للجمهوريين قبل الانتخابات النصفية المقبلة، حيث تمكن الديمقراطيون من تعزيز حضورهم في ولايات كانت تُعد شبه محسومة للجمهوريين سابقاً، مؤكدًا أن فوز شخصيات متنوعة مثل زهران ممداني وغزالة هاشمي يعكس "تحولًا ثقافيًا وسياسيًا في المجتمع الأميركي نحو قبول أوسع للتعددية والانفتاح".

واختتم المحلل السياسي الأميركي تصريحاته بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة بالنسبة للجمهوريين، خاصة في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية والخلافات الداخلية، مشيرًا إلى أن الديمقراطيين سيحاولون البناء على هذا الزخم لتأمين موقع أقوى في السباق الانتخابي العام المقبل.