محلل سياسي يمني: الحوثي جرّ البلاد إلى الدمار الشامل ومعاناة لا تنتهي
محلل سياسي يمني: الحوثي جرّ البلاد إلى الدمار الشامل ومعاناة لا تنتهي
منذ أكثر من عقد من الزمن، يعيش اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بعد أن قادت ميليشيا الحوثي البلاد إلى دوامة من الصراع والدمار، لتتحول حياة ملايين اليمنيين إلى مأساة مستمرة عنوانها الفقر والجوع والنزوح.
فمنذ الانقلاب على الحكومة الشرعية عام 2014، تسببت جماعة الحوثي المدعومة من إيران في تدمير البنية التحتية، وتعطيل مؤسسات الدولة، ونهب مواردها، إضافة إلى إشعال حروب متواصلة في مختلف المحافظات.
وتشير تقارير أممية، إلى أن أكثر من 24 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، فيما يعاني أكثر من 17 مليونًا من انعدام الأمن الغذائي.
وتعد ممارسات الحوثيين من تجنيد الأطفال، وزراعة الألغام، واستخدام المدنيين دروعًا بشرية، من أبرز الجرائم التي فاقمت المعاناة اليومية للسكان.
كما فرضت الميليشيا سياسات قمعية في مناطق سيطرتها، شملت تكميم الأفواه، واعتقال المعارضين، ومصادرة ممتلكات المواطنين والمؤسسات.
ورغم الجهود الإقليمية والدولية لإحلال السلام، فإن تعنت الحوثيين وارتباطهم بأجندات خارجية جعل الحل السياسي بعيد المنال.
ووفق مراقبين، فإن استمرار هذا النهج يهدد بمزيد من الانقسام والتدهور الاقتصادي، حيث فقد الريال اليمني أكثر من ثلثي قيمته، وارتفعت معدلات البطالة والفقر إلى مستويات غير مسبوقة.
وبينما يصرّ الحوثيون على المضي في مشروعهم المسلح، يبقى الشعب اليمني هو الخاسر الأكبر، يدفع ثمنًا باهظًا من أمنه واستقراره ومستقبل أجياله.
أكد المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالسلام محمد، أن ما جناه اليمن خلال السنوات الماضية، بسبب ممارسات ميليشيا الحوثي لا يمكن وصفه إلا بالدمار الشامل والانهيار الكامل لمقومات الدولة، مشيرًا إلى أن الجماعة حولت البلاد إلى ساحة صراع تخدم أجندات خارجية على حساب الشعب اليمني.
وأوضح الدكتور عبدالسلام -في تصريحات للعرب مباشر-، أن الانقلاب الذي نفذته ميليشيا الحوثي عام 2014 مثّل نقطة تحول كارثية في تاريخ اليمن الحديث، إذ أدى إلى انهيار المؤسسات، وتدمير البنية التحتية، وخلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وأضاف: أن الحوثيين لم يكتفوا بإشعال الحرب، بل عمدوا إلى تجنيد الأطفال، وزراعة الألغام في القرى والطرق العامة، وفرض إتاوات مالية على المواطنين لتمويل عملياتهم العسكرية، فضلًا عن مصادرة الممتلكات الخاصة والعامة.
وأشار إلى أن استمرار تعنت الميليشيا ورفضها للحلول السلمية يثبت أن ولاءها يتجاوز الحدود اليمنية، ويتصل بمشروع إقليمي تسعى من خلاله إيران إلى زعزعة استقرار المنطقة.
واختتم المحلل السياسي تصريحه بالتأكيد على أن اليمن لن يعرف طريق الاستقرار إلا بإنهاء سيطرة الحوثيين، وعودة الدولة الشرعية، وتوحيد الصف الوطني، مشددًا على أهمية دعم الجهود العربية والدولية لإنقاذ ما تبقى من البلاد.

العرب مباشر
الكلمات