رعب ورفض لإعادة الإغلاق.. عرب "أوروبا" يكشفون تخوفاتهم من الموجة الثانية لـ"كورونا"

رعب ورفض لإعادة الإغلاق.. عرب
صورة أرشيفية

ما زال العالم يعيش تبعات أزمة فيروس كورونا المستجد، الذي أصاب الملايين وتسبب في وفاة مليون شخص حول العالم، بينما ما زالت الشعوب تتحسب عودة نشاط الفيروس القاتل مع حلول فصل الشتاء، وتعد قارة أوروبا من أكثر القارات تضرراً حيث أصيب الملايين، وتوفي الآلاف جراء انتشاره، لتجدد أعداد الإصابات اليومية مرة أخرى مع شهر سبتمبر واقتراب شهر أكتوبر الذي تشتد به الموجة الشتوية بالقارة العجوز، "العرب مباشر" التقى عرباً يعيشون في أوروبا ليكشفوا له عن جديد الأوضاع مع الموجة الثانية.

هولندا.. انتكاسة مخيفة


قالت ريما أنطوان، مغربية مقيمة في دولة هولندا، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن الصحة بدأت تعلن عن تزايد أعداد الإصابات اليومية، ولم يمر سوى شهر ونصف على فتح البلاد.

ولفتت ريما، أن هولندا كانت من الدول الأوروبية التي تضررت كثيراً مع انتشار موجة كورونا، وأن الإصابات كانت تتجاوز 4000 حالة يومياً، وتم إغلاق البلد بالكامل، ووقف كافة الأنشطة، وحين بدأت الحياة تعود لطبيعتها مع أوائل شهر يوليو الماضي، حدثت انتكاسة جديدة بأعداد الإصابات لتغلق مرة أخرى بعد أسبوعين فقط من عودة الحياة.

الرعب يسيطر على عرب إيطاليا


قال مجدي عبدالرحمن، مصري مقيم في إيطاليا، في تصريحات لـ"العرب مباشر" أعلنت الحكومة عن خطة الإجراءات الاحترازية الجديدة استعداداً لمواجهة الموجة الثانية من كورونا، قائلاً لم نعد نتحمل أن نضرب بموجة جديدة من ذلك الفيروس اللعين، ورغم عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجياً، إلا أن عدد الإصابات ما زال متزايداً.

وأوضح عبدالرحمن، أن ما تناقلته وسائل الإعلام من المأساة التي عاشتها إيطاليا جراء هذا الفيروس، لا تصف حالة الموت التي أصبحت تحاوطنا، فقد تسبب هذا الفيروس في أن تفقد زوجتي والدها ولم نتمكن من زيارته أو وداعه.

مدينة الضباب والخوف من توقف عجلة الاقتصاد 
ومن جانبه قال جاسر كنعان، عراقي مقيم بإنجلترا، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن الأوضاع غير مستقرة بإنجلترا، والتحذيرات من الموجة بدأت تنتشر على نطاق واسع، والعديد من الأطباء حذروا من نشاط الفيروس بمجرد اشتداد البرودة، وما سيؤدي إلى سرعة انتشاره وارتفاع عدد الإصابات، وربما نشهد مزيداً من الوفيات.

ولفت كنعنان، أن الموجة الثلجية اقتربت هنا، ما يعني أن الحياة في طريقها للتوقف مرة أخرى، لافتاً أن الأزمة الاقتصادية التي ضربت إنجلترا والعالم، تسببت في فقد الكثير من المواطنين والعمالة الأجنبية لمصدر رزقها، وما نخشاه أن نفقد كل شيء مرة أخرى في حال ضربت الموجة الثانية بشدة أكثر من المرة السابقة.


أوروبا تخشى الموجة الثانية لـ"كوفيد-19" المستجد
ومن ناحيته قال مايكل هيد، زميل أبحاث بقسم الصحة العالمية في جامعة ساوثهامبتون البريطانية، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأميركية"، "من الواضح أننا لا نملك حقاً أي طريقة لمنع تفشي "كوفيد-19"، بخلاف عمليات الإغلاق أو تدابير التباعد الاجتماعي وما إلى ذلك؛ وليس لدينا لقاح مضاد حتى الآن".

وتابع هيد، أنه لا يتوقع أن تصل الوفيات إلى المستويات ذاتها خلال الموجة الأولى بل ستتزايد، قائلاً "سنشهد تسارعا في انتشار حالات (الإصابة بكورونا)، وسنشهد مزيداً من الحالات التي يتم علاجها داخل المستشفيات، ومزيداً من الأعباء ستلقى على كاهل خدماتنا الصحية كما سترتفع حصيلة الوفيات أيضاً بشكل كبير".

الصحة العالمية والموجة الثانية من كورونا


فيما قال رانييري غويرا، مساعد رئيس منظمة الصحة العالمية، في تصريحات صحفية سابقة، إن الموجة الثانية لتفشي فيروس كورونا ليست أمراً مؤكداً، وإن السلطات الطبية بات لديها جميع الأدوات اللازمة لتجنب حدوث موجة ثانية.

وعلق غويرا، في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، على ارتفاع عدد الإصابات في إيطاليا، موضحاً أن ذلك مرتبط بزيادة وتوسيع عدد الفحوص والاختبارات للكشف عن الفيروس.

وقال: إن احتمال أن ينعكس هذا الوضع على طاقة الاستيعاب في المستشفيات، "مرتبط بمدى حماية كبار السن بشكل فردي وفي المؤسسات الطبية، إذا تم نقلهم إلى المستشفى".


بدء العام الدراسي ينذر بخطر انتشار كورونا


وأوضح أن "زيادة أعداد المصابين أمر متوقع، ومع ذلك يمكن منع زيادة عدد الحالات الخطرة، لأننا تعلمنا القيام بذلك، للأسف، بعد تجربة مؤلمة".

وأضاف مساعد رئيس منظمة الصحة العالمية أنه "مع بداية السنة الدراسية، لا مفر من زيادة الإصابات، لأنه من المستحيل منع المخالطة بين الطلاب"، مشيراً إلى أن "مسألة مدى قدرة الأطفال على نشر العدوى لا تزال غير واضحة".

وأعرب في هذا الصدد عن اعتقاده بأنه "قبل سن 10-11 سنة، تكون القدرة على نقل العدوى أقل، ولكن بعد 12 عاماً تكون هي نفسها لدى البالغين".