من هو أرشاغا كارياس ولماذا تلاحقه واشنطن؟
من هو أرشاغا كارياس ولماذا تلاحقه واشنطن؟

في عالم الجريمة المنظمة، حيث الوجوه تخفى والقرارات تتخذ من الظلال، يبرز اسم يولان أدوناي أرشاغا كارياس، المعروف بلقب "بوركي"، كواحد من أخطر المطلوبين دوليًا.
لا صور حديثة له، ولا ظهور علني منذ سنوات، لكنه حاضر بقوة على رادارات أجهزة الاستخبارات الأميركية، بوصفه العقل المدبر لأكثر الشبكات الإجرامية دموية في نصف الكرة الغربي، عصابة MS-13.
زعيم العصابة... الأشباح
أرشاغا كارياس، المولود في هندوراس عام 1981، ليس مجرد مجرم فار من العدالة، بل زعيم إرهابي يقود شبكة واسعة من الجرائم تمتد من أميركا الوسطى إلى الولايات المتحدة، وتشمل الاتجار بالمخدرات، والابتزاز، وغسل الأموال، والقتل العمد، بل وتهريب الأسلحة الثقيلة عبر الحدود.
عصابة MS-13، التي نشأت في شوارع لوس أنجلوس في الثمانينات، ثم تمددت إلى السلفادور وهندوراس وغواتيمالا، تعد الآن من أبرز تهديدات الأمن القومي الأميركي، وهو ما دفع إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى تصنيفها كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، في خطوة غير مسبوقة ضد جماعة إجرامية من هذا النوع.
5 ملايين دولار... لمن يكسر الصمت
في مسعى حثيث لوضع حد لنشاطات "بوركي"، أعادت وزارة الخارجية الأميركية تفعيل مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقاله أو إدانته، في إطار برنامج مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
تقول بام بوندي، المدعية العامة: "لم يعد من المقبول أن يظل هذا الزعيم الإرهابي حرًا، بينما تنشر عصابته الرعب داخل المجتمعات الأميركية وحولها"، بينما ستيف ويتكاف، المبعوث الأميركي للأمن، فقد أكد أن ملاحقة كارياس تأتي على رأس أولويات مكتب التحقيقات الفيدرالي، قائلاً: "سوف نصل إليه، مهما طال الزمن، ومهما كانت الحماية التي يحظى بها".
إرهابي بمعايير جديدة
ما يميز أرشاغا كارياس عن غيره من المطلوبين، هو أن أنشطته لم تعد تصنف فقط ضمن الجريمة التقليدية، بل باتت تُعامل كتهديد أمني شامل.
ووفقًا لوزارة العدل الأميركية، كارياس متورط في تزويد عصابات التهريب بأسلحة أوتوماتيكية مصدرها السلفادور ونيكاراغوا، كما يُعتقد أنه أمر شخصيًا بعمليات تصفية داخلية ضد أعضاء من عصابته شكّ في ولائهم.
قائمة العشرة الأوائل... ومصير ينتظر
كارياس مدرج ضمن قائمة أخطر 10 مطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وجهت إليه تهم بالاتجار بالمخدرات والأسلحة، وابتزاز جماعي عبر الحدود، بموجب لائحة اتهام أعلنت عام 2021 في محكمة مانهاتن الفيدرالية.
وفي حال القبض عليه وإدانته، يواجه عقوبة السجن المؤبد، بالإضافة إلى عقوبة دنيا إلزامية لا تقل عن 40 عامًا.
بين هندوراس والولايات المتحدة، وبين الظل والملاحقة، تتعقب الأجهزة الأميركية خيوط "بوركي"، في عملية توصف بأنها الأكبر من نوعها ضد زعيم عصابة في أميركا اللاتينية خلال العقد الأخير.
وبحسب ديريك مالتز، مدير إدارة مكافحة المخدرات بالإنابة: "كل من يوفر له الحماية، سيُعامل كعدو مباشر للولايات المتحدة. لم يعد هناك مكان آمن لهذا الرجل".