وليد المعلم.. رحيل وزير الخارجية السوري: أبرز رموز نظام الأسد

وليد المعلم.. رحيل وزير الخارجية السوري: أبرز رموز نظام الأسد
صورة أرشيفية

بعد مسيرة دبلوماسية واسعة، ومواقف وطنية عديدة، رحل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم، الذي يعتبر من أبرز رموز الرئيس بشار الأسد، قبل ساعات.

تفاصيل الوفاة


في الساعات الأخيرة من ليل أمس، أعلن التلفزيون الرسمي السوري وفاة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وليد المعلم، دون الكشف عن سبب الوفاة، لكنه كان يعاني من أزمة صحية منذ أعوام بسبب مشكلات في القلب.


ونعت وزارة الخارجية والمغتربين المعلم، فيما وصفته الحكومة السورية بأنه كان معروفًا "بمواقفه الوطنية المشرفة".


وعقب الوفاة، انتشرت أنباء عبر المواقع السورية من مصادر مقربة، أنه من المتوقع بنسبة كبيرة أن يخلف المعلم في منصبه نائبه فيصل المقداد.
 
بداية المعلم


ولد قبل 79 عامًا، بسوريا لعائلة سنية، حيث درس فيها بمراحل التعليم المختلفة، وفى 1960 حصل على الشهادة الثانوية من طرطوس، وبعد ذلك التحق بجامعة القاهرة وتخرج منها عام 1963، بدرجة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية.


وبعد عودته لوطنه، التحق بوزارة الخارجية في عام 1964، التي تدرج فيها بعدة مناصب، أبرزها سفير دمشق لدى واشنطن بين عامي 1990 و1999، وخلال تلك الفترة شارك في مفاوضات مع إسرائيل بشأن اتفاق سلام لكنها باءت بالفشل.


عُين وزيرا للخارجية منذ 2006، الذي كان يتولاه حتى قبل رحيله، ثم تم تكليفه كنائب لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للخارجية والمغتربين منذ عام 2012.

مسيرة دبلوماسية محفوفة بالجدل


خلال مسيرة المعلم الدبلوماسية الطويلة، اكتسب خبرة ضخمة، لاسيما عبر توليه الخارجية لحوالي 14 عامًا، لكنها كانت محفوفة بالجدل، لتصريحاته التي رفضها البعض، ومنها دعمه القوي لحملة الرئيس بشار الأسد على الاحتجاجات في مارس 2011، التي تحولت إلى نزاع مسلح منذ ذلك الحين.


كما كان محل جدل مستمر بتصريحاته المثيرة وحديثه شبه الدائم عن "المؤامرات"، فضلا عن أنه أيد تحول سوريا الملحوظ حاليا نحو إيران وروسيا، لتعزيز حكم الأسد من أجل استعادة معظم الأراضي التي انتزعتها المجموعات المسلحة أثناء الحرب، لذلك دافع علانية عن الدور العسكري المتنامي لموسكو وطهران، بينما وصفه المعارضون بأنه "احتلال" وسبب تأجيج التوتر في البلاد.


بينما وجه المعلم اتهامات عديدة لأميركا والغرب بتأجيج الاضطرابات في بلاده ودعم الإرهاب، الذي تسبب في صراع داخلي ومقتل الآلاف ونزوح الملايين.
وفي آخر تصريحاته، هاجم قانون "قيصر"، الذي يعتبر أشد العقوبات الأميركية على دمشق حتى اليوم، وأكد وزير الخارجية الراحل أنه يهدف لخنق السوريين، وتعهد بحصول بلاده على دعم من إيران وسوريا لتخفيف وطأة العقوبات.


بينما ظهر آخر مرة على الشاشات، خلال افتتاح مؤتمر عودة اللاجئين الذي نظمته دمشق بدعم روسي يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وحينها كان ظاهرًا عليه الإرهاق والمرض، لدرجة مساعدة شخصين له على دخول القاعة.


وكتب وليد المعلم 4 مؤلفات قبل رحيله، هي "فلسطين والسلام المسلح 1970"، و"سوريا في مرحلة الانتداب من عام 1917 وحتى عام 1948"، و"سوريا من الاستقلال إلى الوحدة من عام 1948 وحتى عام 1958"، و"العالم والشرق الأوسط في المنظور الأميركي".