خطة ترامب السرية لوقف حرب أوكرانيا.. تنازلات إقليمية ضخمة لروسيا مقابل ضمانات أمريكية
خطة ترامب السرية لوقف حرب أوكرانيا.. تنازلات إقليمية ضخمة لروسيا مقابل ضمانات أمريكية
كشفت مصادر أمريكية مطلعة، أن الخطة الجديدة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن منح روسيا أجزاءً من شرق أوكرانيا لا تسيطر عليها حاليًا، مقابل ضمانة أمنية تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا وأوروبا ضد أي عدوان روسي مستقبلي.
ووفق المعلومات التي نقلتها مصادر خاصة لموقع أكسيوس الأمريكي، فإن المقترح يعتبر طرحًا بالغ الحساسية بالنسبة لأوكرانيا وحلفائها، نظرًا لما يمثله من تنازلات كبيرة لصالح موسكو.
تقييمات غربية
الموقف داخل البيت الأبيض، بحسب المصدر الأمريكي، يشير إلى قناعة بأن استمرار الحرب سيؤدي في النهاية إلى خسارة أوكرانيا لتلك الأراضي، وبالتالي فإن إنهاء القتال عبر اتفاق سياسي سيكون أكثر فائدة لكييف في هذه المرحلة.
وتتمثل أبرز القضايا العالقة في المفاوضات الجارية حتى الآن في مسألتين رئيسيتين: الجهة التي ستسيطر على الأراضي بعد انتهاء الحرب، وكيف يمكن ضمان عدم استئناف روسيا للعمليات العسكرية في وقت لاحق.
تفاصيل الخطة
تنص الخطة الأمريكية التي تضم 28 بندًا على منح روسيا السيطرة الفعلية الكاملة على منطقتي لوغانسك ودونيتسك، المعروفتين معًا باسم دونباس، رغم أن أوكرانيا ما تزال تحتفظ بما يقرب من 14.5% من أراضي المنطقتين، وفق أحدث تقييم لمعهد دراسة الحرب.
وتضيف الخطة، أن المناطق التي ستنسحب منها القوات الأوكرانية ستكون مناطق منزوعة السلاح، وأن روسيا لن يسمح لها بنشر قوات عسكرية داخلها. أما في منطقتي خيرسون وزابوريجيا، فإن خطوط السيطرة الحالية ستظل ثابتة إلى حد كبير، مع إمكانية إعادة بعض الأراضي لأوكرانيا بناء على تفاهمات تفاوضية.
الاعتراف الدولي
تشير الخطة إلى أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى ستعترف بشبه جزيرة القرم ودونباس كأراضٍ روسية، في حين لن يُطلب من أوكرانيا تقديم اعتراف مماثل. كما نقل مسؤول أوكراني أن الخطة تضمنت أيضاً تقييد حجم الجيش الأوكراني وقدراته الصاروخية بعيدة المدى مقابل الضمانات الأمنية الأمريكية.
ورغم تأكيد كييف أن الخطة تشمل تنازلات إقليمية، فإن طبيعة الضمانات الأمريكية المقترحة ما تزال غير واضحة.
دور قطر وتركيا في الوساطة
أفادت مصادر مطلعة، بأن كل من قطر وتركيا تشاركان في صياغة الخطة ودعم جهود الوساطة الأمريكية.
وأوضحت المصادر، أن الدوحة وأنقرة لعبتا أدوارًا مهمة في وساطات سابقة، بما في ذلك وقف الحرب في غزة، ويأمل المفاوضون أن يساهم ذلك في إنجاح الوساطة في الملف الأوكراني.
وشارك مسؤول قطري رفيع في المحادثات التي جرت بين مبعوث ترامب ستيف ويتكوف ومستشار الأمن القومي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روستم أو ميروف، نهاية الأسبوع الماضي.
تفاهمات أولية.. ونفي أوكراني
تؤكد مصادر أمريكية، أن أو ميروف حصل على تفويض من زيلينسكي للتفاوض بشأن بنود الخطة، وأن عدداً من الملاحظات الأوكرانية أُدرج في النص النهائي المقترح. لكن مسؤولاً أوكرانيًا نفى قبول المستشار لشروط الخطة، مؤكدًا أن كييف تعترض على العديد من النقاط المطروحة، وأن ما تم هو إحاطة شفهية فقط دون تسليم أي وثيقة رسمية.
وقبل لقائه المسؤول الأوكراني، أجرى ويتكوف محادثات مطولة مع المبعوث الروسي كيريل ديميترييف. كما سبق أن نشرت بعض تفاصيل الخطة في صحيفة فاينانشيال تايمز.
نقطة التوتر
كان من المقرر أن يزور ويتكوف أنقرة ويعقد اجتماعًا ثلاثيًا يضم زيلينسكي ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وفقًا لمسؤول أمريكي. إلا أن الاجتماع أُلغي عندما تبين أن الرئيس الأوكراني يتراجع عن التفاهمات التي تم التوصل إليها مع أو ميروف، وأنه يريد الدفع بخطة أخرى تمت صياغتها مع الأوروبيين، وهي خطة تؤكد واشنطن أن روسيا لن تقبل بها.
وأكد مسؤول أوكراني، أن سبب التأجيل يعود إلى رغبة زيلينسكي في توسيع دائرة النقاش لتشمل دولاً أوروبية.
وأشار مسؤول أمريكي آخر، إلى أن فضيحة فساد داخلية تمس بعض المقربين من زيلينسكي كانت أحد أسباب تأجيل الاجتماع أيضًا.
المرحلة القادمة
يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن الخطوة التالية تعتمد بالكامل على قرار زيلينسكي، مؤكدين أن واشنطن مستعدة لاستقباله لمناقشة الخطة إذا رغب في ذلك.
وتقول الإدارة الأمريكية: إن المبادرة المطروحة تمثل فرصة لوقف نزيف الحرب، وإن اتخاذ قرار سياسي حاسم من جانب كييف سيكون ضروريًا للانتقال إلى المرحلة التالية من التفاوض.

العرب مباشر
الكلمات